قال الله تعالَّ: "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" صدق الله العظيم. الاعتراض على أمر الله اعترض القوم اليهود على تعيين طالوت ملكًا عليهم وكان وجه الاعتراض أنه لا يمتلك الكثير من المال، كما أنهم رأوا أن الحكم هم حق به من طالوت، لكن أشار نبيهم إلى أن الله سبحانه تعالَّ قد زاد طالوت العلم والبنيان القوي واستسلموا لقول نبيهم وهم مكروهين على ذلك. أشار النبي إلى أن طالوت له آية ومعجزة وهي أن يحضر التابوت به سكينة دون التعرض إلى القتال، كما أنه أكد على أن التابوت سوف تحمله الملائكة من بيت المقدس وهذا دليل على أنه الأحق بالملك، وقال تعالَّ: "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ".
مهنة سيدنا نوح عليه السلام كان نبي الله نوع عليه السلام هو من اتقن مهنة النجارة، وكانت هذه المهنة هي السبب في صناعة سفينة نوح ، والتي تم ذكرها في العديد من الديانات السماوية حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز " فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فأسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا أنهم مغرقون " صدق الله العظيم. مهنة سيدنا إدريس عليه السلام أما عن نبي الله إدريس كان يعمل خياط، يقوم بحياكة الملابس والثياب القديمة، الذي كانت تصنع من جلود الحيوانات، حيث جاء قول الله تعالي " وعلمناه صنعه لبوس لكم لتحصنكم من باسكم فهل انتم شاكرون " صدق الله العظيم. الأنبياء والرسل أصحاب مهنة وحرفة. مهنة سيدنا إلياس عليه السلام وكان يعمل سيدنا إلياس عليه السلام على العمل نساجًا. مهنة سيدنا إبراهيم عليه السلام وأيضا أمتهن سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء مهنة البناء،حيث أمره الله عز وجل أن يبني بيت الله الحرام، وجاء ذلك في قول الله تعالى " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "، وساعده في بناء البيت الله الحرام ابنه إسماعيل.
وأخيرًا: فإنَّ الشُّكْرَ على النِّعمة يقتضي حفظَها، والمداومة عليها، لقد خاطبَ الله رسلَه وأنبياءَه بقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]؛ وذلك ليكونوا لنا خَيرَ قُدوةٍ في حياتنا الدنيوية.
عربى - التفسير الميسر: والذين هم حافظون لكل ما اوتمنوا عليه موفون بكل عهودهم
وصار الغالب عليهم مدح من لا أمانة لهم ووصفهم بنعوت كالتي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم يطربون لسماعها ، مع أنها تبرأ منهم، وهم على قناعة بأنهم ليسوا أهلا لها. وعلى الإنسان المسلم في هذا الزمان أن يصطلح مع خالقه عز وجل ، ويجدد صلته به من خلال تجديد الصلة بما أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم قرآنا كريما وسنة مشرفة ليستدرك ما قد يكون قد ضاع من رصيد إيمانه ،وذلك برعاية ما أمر الله تعالى برعايته من أمانات وعهود ما دام في العمر بقية. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المؤمنون - الآية 8. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمة الإيمان ، ونعوذ بك مما ينقضها ، ويفضي بنا إلى زوالها من تضييع للأمانات ونقض للعهود. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. Loading...
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ يقول تعالى مخبراً عن الإنسان، وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة {إن الإنسان خلق هلوعاً}، ثم فسره بقوله: {إذا مسه الشر جزوعاً} أي إذا مسه الضر فزع وجزع، وانخلع قلبه من شدة الرعب، أيس أن يحصل له بعد ذلك خير {وإذا مسه الخير منوعاً} أي إذا حصلت له نعمة من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حق اللّه تعالى فيها. وفي الحديث: {شر ما في الرجُل: شح هالع وجُبن خالع) ""رواه أبو داود"".
الدعاء
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
وإنه لمن الاستخفاف والاستهانة بالمسؤولية أن يتقدم إلى أمانة تمثيل الشعب من لا يستطيع ذلك إما لجهله الفاضح أو لقلة خبرته وعلمه بهذه المسؤولية الخطيرة أو لسبق إصراره على التفريط فيها ، واتخاذها مطية أو وسيلة لطلب عرض الدنيا الزائل وحكمه حكم السحت المحرم. لأماناتهم وعهدهم راعون - الكلم الطيب. ومن الاستخفاف والاستهانة بهذه الأمانة الخطيرة ألا يقوم بأمانة الشهادة من يصوتون على من يرشحون أنفسهم لتقلدها، وهم يعلمون علم اليقين أنهم غير أهل لها ، والأدهى من ذلك أن يحصلوا مقابل أصواتهم على رشى لا تسمن ولا تغني من جوع ، وهي سحت يأكلونه ويطعمونه أهلهم. وبناء على ما مر بنا يجدر بالمترشحين للانتخابات المقبلة والمصوتين على حد سواء أن ينأوا بأنفسهم عن ارتكاب الإثم فيها عن ظلم وجهالة إن كانوا حقا مصلين محافظين ودائمين على صلاته ، صلاة لا يراؤون فيها ، وكان في أمولهم حق معلوم للسائل والمحروم ، وكانوا يصدقون بيوم الدين ويشفقون على أنفسهم منه ، وكانوا لفروجهم حافظين ، وكانوا لأماناتهم وعهدهم راعين ، وكانوا بشهادتهم قائمين. اللهم إنا نسألك الإخلاص في أداء الصلاة والمحافظة والدوام عليها ، ونسألك الحرص على حق السائل والمحروم في أموالنا ، ونسألك الصدق في التصديق بيوم الدين ، ونسالك حفظ الفروج ، ونسألك رعاية الأمانات والعهود ، ونسألك القيام بالشهادة على الوجه الذي يرضيك ، وترضى به عنا يا رب العالمين.
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)}. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن من صفات المؤمنين المفلحين الوارثين الفردوس: أنهم يحافظون على صلواتهم والمحافظة عليها تشمل إتمام أركانها، وشروطها، وسننها، وفعلها في أوقاتها في الجماعات في المساجد، ولأجل أن ذلك من أسباب نيل الفردوس أمر تعالى بالمحافظة عليها في قوله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصلوات والصلاة الوسطى} [البقرة: 238] الآية. وقال تعالى في سورة المعارج {وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: 34] وقال فيها أيضًا {إِلاَّ المصلين الذين هُمْ على صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ} [المعارج: 22- 23] وذم وتوعد من لم يحافظ عليها في قوله: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصلاة واتبعوا الشهوات فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا} [مريم: 59].