والتَّسويف عدوُّ العبد المسلم، وكذلك فقضاء الوقت بالتَّوافه والملذَّات، دون الحصول على فائدة دينيَّة أو دُنيويَّة - خسارة كبرى. إنَّ ثروةَ الأمَّة الحقيقيَّة هي وقْتُها؛ فالأُمَّة التي يُبدِّد أفرادُها أوقاتَهم كلَّها في اللهو والثرثرة والنوم والتسكُّع في الطرقات، أو يَقْضون أيام عمرهم بالمنكرات من شرب للخمر، واقتراف للفواحش، واختلاس لمال الدولة، وعُدوان على أموال الآخَرين وأعراضهم - أُمَّةٌ مُتخلِّفة صائرة إلى الإفلاس والدَّمار، ينبغي أن نملأ أوقاتنا بالعمل المُثمِر، سواء كان في طاعة الله، أو في عمارة الأرض، وهي من طاعة الله. حاسب نفسك قبل أن تحاسب غيرك. أيها الإخوة الآباء: إن من مهماتكم تربيةَ أبنائكم وبناتِكم على الفضيلة، والجِدِّ، والاستفادة من الوقت، الذي هو رأس مال المسلم والمسلمة، فإذا مات المسلمُ انقطع عملُه في الدنيا إلا من أمور ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو عِلْم يُنتَفع به. أيتها الأخوات الفاضلات: إن من مهماتكن في بناء الأمة تربيةَ أبنائكن وبناتكن على الاستفادة من الوقت، ومحاسبة أنفسهم كل يوم، لا ينبغي أن يكون في البيت المسلم فَرْدٌ بطَّال لا يعمل عملاً مُثمِرًا. إن الجلوس أمام التلفاز، ومتابعة القنوات الفضائية آناء الليل وأطراف النهار، وتأمُّل الجوال - قَتْلٌ للوقت، وتضييع للعمر.
2 - وقال الحسن - رضي الله عنه -: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته. 3 - وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقيّاً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك. 4 - وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب. 5 - وكان الحسن البصري يقول: المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. 6 - وقال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!! حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم. 7 - وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "ومن تأمل أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن"، هكذا يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!
غزة-دنيا الوطن كشفت مصادر قريبة من المذيعة بسمة وهبة التي تقدم برنامجا إسلاميا شهيرا أن إعلانها الأخير عن خلع حجابها لم يكن الأول من نوعه في حياتها حيث سبق لها خلعه لفترة قليلة ثم عادت إليه، وقال المصادر إن السبب الرئيسي لاختفائها عن العيون في الوقت الحالي هو رغبتها في الاحتفاظ بـ"النيو لوك" الجديد لها ليكون مفاجأة للترويج لبرنامجها الجديد الذي ستظهر به على قناة "عين" التابعة لشبكة (ART). أهمية التفكر ومحاسبة النفس - الإسلام سؤال وجواب. وكشفت المصادر للعربية. نت إن بسمة وهبة -التي تقدم البرنامج الإسلامي الشهير "قبل أن تحاسبوا" على قناة إقرأ الفضائية كما قدمت برنامجا فنيا حواريا خلال رمضان الماضي على قناة دبي الفضائية تحت عنوان "مشاهير الحوار"- قامت بتسجيل الحلقات الأخيرة من برامجها التي بثت في رمضان بعد أن خلعت الحجاب بالفعل مشيرين إلى أنها ارتدته وقت التصوير فقط. وقالت المصادر إن وهبة المصرية المتزوجة من رجل أعمال سعودي مرت قبل ذلك بتجربة خلع الحجاب حيث قامت بذلك خلال إجازة قضتها في أوربا ثم عادت فارتدته قبيل عودتها، وأشاروا إلى أن اختفاءها الحالي عن الجمهور والصحافة لم يكن بسبب حرجها من إقدامها على خلع الحجاب ولكن حرصا منها على عدم "حرق" النيولوك الجديد الذي تنوي أن تظهر به في برنامج حواري جديد تعاقدت على تقديمه على قناة عين المفتوحة التابعة لشبكة (ART) التابعة لرجل الأعمال السعودي صالح كامل، حيث تتوقع أن تكون الصورة الجديدة التي ستظهر بها أحد عوامل نجاح البرنامج.
رواحل 13-06-2008, 03:58 AM حاسبو ا أنفسكم قبل أن تحاسبو!!
12-21-2007, 06:19 PM شرح حديث "تعرض الفتن على القلوب... " اخترت لكم كلاما للشيخ ابن قيم الجوزية في شرح الحديث التالي الذي رواه مسلم و أحمد: قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم: "تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه، و قلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات و الأرض. "
شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى بقضبان الحصير على صانعها واحداً بعد واحد أي أن الفتن تتوالى واحدة بعد الأخرى كنسج الحصير عوداً عوداً. ثم شبه القلب الذي أنكر الفتن ولم يتقبلها بالصفا وهو الحجر الأملس الذي لا يعلق به شيء فهذا القلب قلب نقي طاهر ينكر المنكر ويعرف المعروف لا يتأثر بالفتن ولا تؤثر فيه ولا تضره ما دامت السماوات والأرض فشبه القلب الذي لا يعي خيراً بالكور المائل الذي لا يثبت فيه شيء. ولا يخفى ان اختيار المصطفى صلى الله عليه وسلم للكور المجحى في المشبه به يدل على أن القلب ان انكب صبَّ ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك، ثم إن بيان المصطفى صلى الله عليه وسلم لهذا القلب بأنه لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه، يدل دلالة واضحة على أن الرجل إذا اتبع هواه وارتكب المعاصي دخل قلبه بكل موصية يتعاطاها ظلمة وإذا صار كذلك افتنت وزال عنه نور الإسلام. ووجه التشابه بين هذا القلب والكور المجحى عدم ثبات شيء منهما، بل انصباب ما فيهما وضياعه، فالقلب المنكوس لا يستقر فيه أمر فاضل، إنه لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً. إن الكأس المنكوس مهما وضعته تحت الماء المنهر لا يمتلئ وهو أسود مغير، وقد نقلنا البيان النبوي من خفي إلى جلي، كما نجد المقابلة بين سوداء وبيضاء وبين المعروف والمنكر، ونجد أسساً للعموم والشمول.
فتنة القلب إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ... ﴾ أيها المؤمنون! القلب أشرف الأعضاء، وسلطانها الآمر، وقائدها المؤثِّر. وألزم ما ينبغي رعيُه في ذلك القلب ورقبُه حالُه حين تعرض له فتن الشبهات والشهوات؛ وذلك مما لا بد له من ملاقاته. وقد أبان النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الحال بقوله فيما روى مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -: (تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أُشربها، نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نُكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين؛ على أبيض مثل الصفا؛ فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مِرْبادّاً كالكوز، مجخياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرب من هواه). هكذا جلّى النبي صلى الله عليه وسلم بجامع الكلم المبيَّنِ بالمثال المحسوس تلك القضية الجوهرية المفصلية؛ من خلال بيان طريقة عرْض الفتن على القلوب، وكيفية استقبال القلوب لها، وأثر ذلك الاستقبال عليها.