الـحِمَى: المحمي المحظور على غير صاحبه. يوشك: يسرع أو يقترب. أن يرتع فيه: تأكل منه. محارمه: المعاصي التي حرمها الله. مضغة: قطعة لحم قدر ما يمضغ في الفم. حديث الحلال بين والحرام بين المللي. مضمون الحديث تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة اتقاء الشبهات حماية للدين والعرض باعتبارها مفضية لا محالة للوقوع في الحرام. مبينا أن صلاح القلب مرتبط بصلاح العمل وفساده بفساد العمل. مفهوم الحلال والحرام والشبهة مفهوم الحلال والحرام مفهوم الحلال: هو الفعل الذي يثاب فاعله ويفوز بمرضاة الله تعالى. مفهوم الحرام: هو الذي نهى الله عن فعله نهيا جازم بحيث يتعرض فاعله للعقوبة. مفهوم الشبهة: لغة الالتباس واشتبه الأمر عليه اختلط ، واصطلاحا هي منزلة بين الحلال والحرام، أي هي كل أمر تردد حكمه بين الحلال والحرام. حكم الشرع الأشياء ثلاثة أقسام: حلال بيِّن واضح لا يخفى حله، كالخبز والفواكه والزيت والعسل، وحرام بيِّن، كالخمر والخنزير والميتة والبول والدم المسفوح، والمشتبهات غير الواضحة الحل والحرمة؛ قال بعض السلف: من عرض نفسه للتهم، فلا يلومن من أساء به الظن. وأما العلماء فيعرفون حكمها. والشبهة نوعان: اشتباه في الحكم: كالشك في حكم الفعل التي يتجاذبها أصلان محظور ومباح.
منزلة الحديث: ◙ قال الكرماني رحمه الله: أجمع العلماء على عِظَمِ موقع هذا الحديث، وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، قال جماعة: هو ثلث الإسلام، وإن الإسلام يدور عليه وعلى حديث: "الأعمال بالنية"، وحديث: "مِن حُسن إسلام المرء: تركه ما لا يعنيه"، وقال أبو داود السجستاني: يدور على أربعة أحاديث؛ هذه الثلاثة، وحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" [3]. ◙ قال ابن دقيق العيد رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم من أصول الشريعة [4]. حديث الحلال بين والحرام بي بي. ◙ قال الجرداني رحمه الله: هذا الحديث قد أجمع العلماء على كثرة فوائده، ومن أمعن فيه وجده حاويًا لعلوم الشريعة؛ إذ هو مشتمل على الحث على فعل الحلال، واجتناب الحرام، والإمساك عن الشبهات، والاحتياط للدِّين والعِرض، وعدم تعاطي الأمور الموجبة لسوء الظن والوقوع في المحذور، وتعظيم القلب والسعي فيما يصلحه، وغير ذلك [5]. ◙ هذا حديث عظيم جليل، وقاعدة من قواعد الإسلام، وأصل من أصول الشريعة، عليه لوائح أنوار النبوة ساطعة، ومشكاة الرسالة مضيئة؛ فهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم [6]. ◙ قال ابن العطار: قال العلماء: وسبب عظم موقعه: أنه صلى الله عليه وسلم نبه فيه على صلاح المطعم والمشرب والملبس وغيرها، وأنه ينبغي أن يكون حلالًا [7].
وجملة: ( يوشك أن يواقعه) تقتضي الدنو، القرب أي قرب؛ لأن متعاطي الشبهات قد يصادف الحرام وإن لم يتعمده أو يقع فيه لاعتياده التساهل. [4] وجملة: (لا يعلمهن كثير من الناس) جاء المقصود بها بينا واضحًا في رواية الترمذي بلفظ "لا يدري كثير من الناس أمن الحلال هي؟ أم من الحرام؟ " ومفهوم "كثير" أن معرفة حكمها ممكن وواقع، يعلمه القليل من الناس، وهم العلماء المتخصصون المجتهدون، فهي شبهات – على هذا – في حق غيرهم، أما في حقهم فتصبح بينة الحل أو الحرمة، وا لمشتبهات اختلف أهل العلم في المراد بها: قال ابن حجر ": وحاصل ما فسر به العلماء الشبهات أربعة أشياء: أحدها: تعارض الأدلة كما تقدم. شرح حديث: الحلال بين والحرام بين. ثانيها: اختلاف العلماء، وهي منتزعة من الأولى. ثالثها: أن المراد بها مسمى المكروه، لأنه يجتذبه جانبا الفعل والترك. رابعها: أن المراد بها المباح، ولا يمكن قائل هذا أن يحمله على متساوي الطرفين من كل وجه، بل يمكن حمله على ما يكون من قسم خلاف الأولى… والذي يظهر لي رجحان الوجه الأول ولا يبعد أن يكون كل من الأوجه مرادا ويختلف ذلك باختلاف الناس". [5] والأكثر على أن المشتبهات، ما ليست بواضحة الحل ولا الحرمة ، فلهذا لا يعرفها كثير من الناس، ولا يعلمون حكمها.
مضمون الحديث تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة اتقاء الشبهات حماية للدين والعرض باعتبارها مفضية لا محالة للوقوع في الحرام. مبينا أن صلاح القلب مرتبط بصلاح العمل وفساده بفساد العمل. مفهوم الحلال والحرام والشبهة مفهوم الحلال والحرام مفهوم الحلال: هو الفعل الذي يثاب فاعله ويفوز بمرضاة الله تعالى. مفهوم الحرام: هو الذي نهى الله عن فعله نهيا جازم بحيث يتعرض فاعله للعقوبة. حديث الحلال بين والحرام بين - جامع العلوم والحكم. مفهوم الشبهة: لغة الالتباس واشتبه الأمر عليه اختلط ، واصطلاحا هي منزلة بين الحلال والحرام، أي هي كل أمر تردد حكمه بين الحلال والحرام. حكم الشرع الأشياء ثلاثة أقسام: حلال بيِّن واضح لا يخفى حله، كالخبز والفواكه والزيت والعسل، وحرام بيِّن، كالخمر والخنزير والميتة والبول والدم المسفوح، والمشتبهات غير الواضحة الحل والحرمة؛ قال بعض السلف: من عرض نفسه للتهم، فلا يلومن من أساء به الظن. وأما العلماء فيعرفون حكمها. والشبهة نوعان: اشتباه في الحكم: كالشك في حكم الفعل التي يتجاذبها أصلان محظور ومباح. اشتباه في الحال: وهي الشك في مكان الفعل، كمن وجد شيئا مباحا في بيته فهل يمتلكه بناء على انه داخل ملكه أو يخرجه بناء على انه مال الغير.
وفيما سبق ذكره من الحديث تأصيل لقاعدة شرعية مهمة ، وهي: وجوب سد الذرائع إلى المحرمات ، وإغلاق كل باب يوصل إليها ، فيحرم الاختلاط ومصافحة النساء والخلوة بالأجنبية ؛ لأنه طريق موصل إلى الزنا ، ومثل ذلك أيضاً: حرمة قبول الموظف لهدايا العملاء سدا لذريعة الرشوة.
وقال النووي رحمه الله: " فإن خاف من ذلك على نفسه أو ماله أو على غيره: سقط الإنكار بيده ولسانه ، ووجبت كراهته بقلبه. هذا مذهبنا ومذهب الجماهير" انتهى من "شرح مسلم" (12/ 230). ثالثا: إذا ظن الإنسان أن إنكاره لا يفيد، فهل يجب عليه الإنكار أم يستحب ؟ في ذلك خلاف. والمذهب عند الشافعية والحنابلة: أن الإنكار يجب، أفاد، أو لم يفد. قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" (2/ 23): " ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فرض كفاية ، إذا قام به بعض الناس ، سقط الحرج عن الباقين. وإذا تركه الجميع: أثم كل من تمكن منه ، بلا عذر ولا خوف. ثم إنه قد يتعين –أي يصير واجباً على شخص بعينه- كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو ، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو، وكمن يرى زوجته أو ولده أو غلامه على المنكر ، أو تقصير في المعروف. قال العلماء رضي الله عنهم: ولا يسقط عن المكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفيد في ظنه ، بل يجب عليه فعله فإن الذكرى تنفع المؤمنين " انتهى. وقال في "مطالب أولي النهى" (1/ 276): " الأمر بالمعروف: لا يجب إلا إذا ظن امتثال المأمور، وهو قول لبعضهم. لا يضركم من ضل إذا اهتديتم. والمذهب: وجوبه، أفاد أو لم يفد؛ لقوله تعالى: وأمر بالمعروف [لقمان: 17]" انتهى.
ولماذا أُرسِلوا؟! [2]. عليكم انفسكم لا يضركم من ضل. الفائدةُ الثالثةُ: لا تتم هدايةُ المسلم حتى يعمل بشريعة الله تعالى، ومِن أعظم شرائع الدين: "الدعوةُ إلى الله تعالى والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر"، فمَن تَرَكَ ذلك فهو غير مهتدٍ الاهتداءَ التامَّ، وكيف يكون مُهتديًا وهو يترك سبيل الأنبياء عليهم السلام، وسبيلَ المصلحين جميعًا؟! كيف وقد قال الله تعالى: { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]؟! فأَتْبَاعُ النبي ِّ صلى الله عليه وسلم على الحقيقية هم الذين يَدْعون إلى الله على بصيرة وهو العلم والهدى واليقين، وكيف يكون المسلم مهتديا وقد ترك الدعوةَ إلى الله والأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر مع قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: « الدِّينُ النَّصِيحَةُ »، قُلْنَا: "لِمَنْ؟"، قال: « لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، ولأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ » (رواه مسلم)[3].
الغريب في الأمر أن أمثال هذه الفئة من الناس لم تكلف نفسها الاطلاع على أقرب التفاسير رغم سهولة ذلك ويسره, بل ولم تتمعن و لو قليلا في نص الآية ومضمونها الذي يرد على مزاعمهم ويدحض قولهم ويظهر خطأ فهمهم لها.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح; قال إسحاق بن إبراهيم سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت وكيعا يقول: لا يصح عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا حديث واحد, قلت: ولا إسماعيل عن قيس, قال: إن إسماعيل روى عن قيس موقوفا.
رواه الترمذي، وقال: حسن غريب ـ وابن ماجه، وضعفه الألباني عدا فقرة: أيام الصبر.. فقد صححها. وراجع الفتوى رقم: 62938.