قال فيه السيوطي: " ثم كان في آخر عمره لا يتعبّد بالمذهب، بل اتّسَع نطاقه، وأفتى بما أدّى إليه اجتهاده" أي إنه لم يعد متقيداً بمذهبه الأصلي، المذهب الشافعي، بل قد يفتي بمقتضى اجتهاده. اشتهر بمواقفه العظيمة في إحقاق الحق وإنكار المنكر، لا سيما مع حكام عصره، فبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي (589هـ) اختلف خلفاؤه من بعده، وقويت الإمارات الباقية من فلول الصليبيين نتيجة لذلك، وبلغ الصراع مداه أيام العز بن عبد السلام، وذلك بين حاكم دمشق "الصالح إسماعيل بن الكامل" وبين أخيه "نجم الدين أيوب" سلطان مصر (توفي سنة 647هـ)، حتى إن حاكم دمشق حالف الصليبيين، وأعطاهم بيت المقدس وطبرية وعسقلان، ووعدهم بجزء من مصر، إذا هم أعانوه على أخيه نجم الدين أيوب!
وكان العز مفتي الشام، كما عمل بالقضاء، والخطابة بالجامع الأموي، حتى عزله الملك الصالح إسماعيل عم الملك نجم الدين أيوب ( حاكم مصر) ومنعه من الصعود على المنبر، لأن العز بن عبدالسلام أنكر على الملك الصالح تحالفه مع الصليبين ولم يدع له في الخطبة، ثم سجنه وبعد فترة أفرج عنه فقرر العز الرحيل إلى مصر، فرحب به الملك نجم الدين وولاه القضاء والخطابة بمسجد عمرو بن العاص، ولقد لاقى العديد من المصاعب في القضاء، فقرر الاعتزال والتفرغ للتدريس والإفتاء حتى اختاره الله إلى جواره سنة 660 هـ.
واشتهر العز بن عبد السلام بهذا اللقب، ونقله معظم الكتاب والمؤلفين والمترجمين له، واتفقوا على استحقاق العز لهذه التسمية، ولكنهم اختلفوا في تعليلها، فذهب بعضهم إلى التعليل السابق، وقال كثيرون: «إنه اشتهر بهذا اللقب لنظراته التجديدية، ونفوره من التقليد، وبلوغه مرتبة الاجتهاد، وخاصة أنه عاش في عصر شاع فيه التقليد، والتزم الناس به، وهمس بعضهم بقفل باب الاجتهاد، وعكفوا على كتب السابقين وآرائهم، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والاستنباط، ومواجهة الظروف المتغيرة والمسائل الجديدة والقضايا المطروحة، فخرج العز عن هذا الطوق بقوله وفعله واجتهاده وتصنيفه». المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة برخصة المشاع الإبداعي
وقد تتلمذ على يد كبار العلماء، حيث حضر أبا الحسين أحمد بن الموازيني، والخشوعي، وسمع عبد اللطيف بن إسماعيل الصوفي، والقاسم بن عساكر، وابن طبرزد، وحنبل المكبر، وابن الحرستاني، وغيرهم. وخرَّج له الدمياطي أربعين حديثًا عوالي. وتفقه على الإمام فخر الدين ابن عساكر. " عاش العزّ في عصر شابته الظروف السياسية المضطربة، عصر ضعف وانهيار الدولة العباسية والانشقاقات الداخلية وتكالب الصليبيين والمغول على الأمة، في هذه الظروف فضّل كثيرون من أهل العلم والدين السكوت عن الحق واعتزال المشهد العام " اتّسم منهجه في البحث بإعمال العقل في استنباط الأحكام وفي التعرف على المصالح، حيث كان يرى أن الأحكام إن لم يمكن استنباطها من الكتاب والسنة أو الإجماع أو القياس، فيجب استنباطها بما يحقق مصلحة ويدرأ مفسدة، والعقل هو أداة الاستنباط. وكان الإمام عالماً حقيقيًّا، يدرك أن دور العلماء لا يقتصر على إلقاء الدروس والخطابة وتعليم الطلاب، فاشترك في الحياة العامة مصلحًا يأخذ بيد الناس إلى الصواب، ويصحح الخطأ لهم ولو كان صادرًا عن سلطان. ترك العز بن عبد السلام تراثًا ضخمًا في علوم التفسير والقرآن والحديث، والعقيدة وأصول الفقه والزهد والتصوف، منها: «التفسير، الفتاوى المجموعة، الأمالي، والفتاوى الموصلية، المجاز في القرآن، مختصر الرعاية، الغاية في اختصار النهاية، قواعد الإسلام، القواعد الكبرى في فروع الشافعية، القواعد الصغرى، الإلمام في أدلة الأحكام، شجرة المعارف، عقائد الشيخ عز الدين».
حكاية من التاريخ.. من هو العز بن عبد السلام.. سلطان العلماء وبائع الأمراء؟ - YouTube
استنكر العزّ بن عبد السلام ذلك وصعد المنبر وخطب فى الناس خطبة عصماء، فأفتى بحُرمة بيع السلاح للفرنجة، وبحُرمة الصلح معهم، وقال فى آخر خطبته «اللهم أبرم أمرا رشدا لهذه الأمة، يعزّ فيه أهل طاعتك، ويذلّ فيه أهل معصيتك»، ثم نزل من المنبر دون الدّعاء للحاكم الصالح إسماعيل (كعادة خطباء الجمعة)، فاعتبِر الملك ذلك عصيانا وشقّا لعصا طاعته، فغضب على العزّ وسجنه. فلما تأثّر الناس، واضطرب أمرهم، أخرجه الملك من سجنه وأمر بإبعاده عن الخطابة فى الجوامع. فترك العزّ الشام وسافر إلى مصر. وصوله إلى مصر وصل العزّ بن عبد السلام إلى مصر سنة 639هـ، فرحّب به الملك الصالح نجم الدين أيوب وأكرم مثواه، ثم ولاّه الخطابة والقضاء. وكان أول ما لاحظه العزّ بعد توليه القضاء قيام الأمراء المماليك، وهم مملوكون لغيرهم، بالبيع والشراء وقبض الأثمان والتزوّج من الحرائر، وهو ما يتعارض فى نظره مع الشرع الإسلامي، إذ هم فى الأصل عبيد لا يحق لهم ما يحق للأحرار. فامتنع أن يمضى لهم بيعاً أو شراء، فتألّبوا عليه وشكوه إلى الملك الصالح الذى لم تعجبه بدوره فتوى العزّ، فأمره أن يعْدل عن فتواه، فلم يأتمر بأمره، بل طلب من الملك ألا يتدخل فى القضاء إذ هو ليس من شأن السلطان، وأدّى به إنكاره لتدخّل السلطان فى القضاء أن قام فجمع أمتعته ووضعها على حماره ثم قال: «ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها» إشارة منه إلى الآية القرآنية.
وكان العز في قلب هذه المعركة، اشترك فيها بلسانه ويده، وقد كانت حرباً شعبية في المقام الأول، قام فيها الشعب بدور بارز. 5- والموقف الخامس دوره في حرب التتار وموقعة عين جالوت: كان العز رجلاً فرغ من شهوات الدنيا كلها، فدان له الملوك، وأطاعه الشعب. وكانت بغداد آنذاك عاصمة الدولة الإسلامية وحاضرة الدنيا، لكنها سقطت بأيدي التتار سنة 656هـ، ودمرت بغداد، نتيجة ضعف الخليفة وتآمر الوزير ابن العلقمي، وألقيت المخطوطات والكتب في نهر دجلة حتى اسودّ ماؤه، وانبعثت جيوش هولاكو كالجراد، ولم يبق من ديار الإسلام إلا مصر، وماذا تعمل مصر أمام هذا الزحف الأصفر؟!. وكان من قدر الله أن أُجلي الشيخ العز من دمشق إلى مصر، كما ذكرنا، { وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} فراح يُذْكي روح الإيمان والجهاد في شعب مصر، ويذكّر الولاة بواجبهم تجاه ربهم ودينهم، وتجاه حرمة الأرض المسلمة. وكان الملك نجم الدين أيوب قد توفي سنة (645هـ – 1249م) قُبيل معركة المنصورة، وتولى بعد ابنه توران شاه الذي اغتيل بعد شهور، وانتهى حكم الدولة الأيوبية، وآل الأمر إلى المماليك فحكم عز الدين إيبك فترة قصيرة ثم نور الدين علي. وفي أثناء ذلك وصل السيل التتري الجارف إلى عين جالوت قرب بيسان، وصار الأمر بحاجة إلى معركة فاصلة، فعندئذ عَزَل الولاةُ ملكَهم الضعيف نور الدين علي وولَّوا مكانه البطل القوي المتمرس بالحروب قطز، وسمّوه الملك المظفر.
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة علماء المسلمين بالأزهر الشريف، إن العلماء اختلفوا في تفسير الآية «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» هل الليلة المذكورة، ليلة القدر أم ليلة النصف من شعبان؟ وأوضح جمعة خلال برنامج «القرآن العظيم» ، اليوم الاثنين، أن بعض العلماء ذهبوا إلى أنها ليلة النصف من شعبان. وأضاف أن العلماء احتجوا بأنها ليلة النصف من شعبان لما ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب في دعاءه «يمحو الله ما يشاء ويثبت عنده أم الكتاب» في هذه الليلة ويدعوا الله سبحانه وتعالى بأن يمحوه من قائمة المغضوب عليهم إلى قائمة المرضي عليهم، مردفا: وهل هي ليلة القدر؟ قد يكون.
بمناسبة الإحتفال بذكرى 25 أبريل 2022 وإنفاذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية بإعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى على أن توسع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية وتنفيذاً لقرار سيادته الصادر بشأن الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم الذين إستوفوا شروط العفو بمناسبة الإحتفال بعفو 25 أبريل لعام 2022. فقد عقد قطاع الحماية المجتمعية بقيادة اللواء طارق مرزوق مساعد وزيرالداخلية للقطاع لجان لفحص ملفات النزلاء على مستوى الجمهورية لتحديد مستحقى الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة.. حيث إنتهت أعمال اللجان إلى إنطباق القرارعلى 3273 نزيلاً ممن يستحقون الإفراج عنهم بالعفو. "خاليلوزيتش" يغلق باب المنتخب في وجه "المغضوب عليهم" ولا يستبعد إقالته من منصبه - أخبار مكناس 24. يأتى ذلك فى إطار حرص وزارة الداخلية على تطبيق السياسة العقابية بمفهومها الحديث وتوفير أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء وتفعيل الدور التنفيذى لأساليب الإفراج عن المحكوم عليهم الذين تم تأهيلهم للإنخراط فى المجتمع.