لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم... وحملوها وسارت بالدجى الإبل فأرسلت من خلال السجف ناظرها... ترنو إلي ودمع العين ينهمل ودعت ببنان خلته علمٌ ناديت... لا حملت رجلاك يا جمل يا حادي العيس عرج كي نودعهم... يا حادي العيس في ترحالك الأجل ويلي من البين ماذا حل بي وبها... من نازلي البين حل البين و ارتحلو إني على العهد لم أنقض موتدهم... يا ليت شعري بطول الدهر ما فعلوا
شريف الزيتوني - بوابة إفريقيا الإخبارية | 08 May, 2020 يحدّثنا تاريخ العرب عن ملاحم كثيرة، بطولات صوّرت وحروب خيضت وشخْصيّات خلّدت، فيها أجزاء كثيرة من الحقيقة وفيها أيضا كثير من المبالغة. كما يحدثنا تاريخ العرب أيضا عن الشعر. عندما نتحدّث عن العرب قديما سنذهب مباشرة إلى ما ينظموه من كلام. ربما لا منافس لهم في قوّة النظم وكثرة الشعراء. منذ مرحلة الشعر الجاهلي كانت الكلمة كالسيف بين القبائل، بسببها تسفك الدماء وتؤخذ الثارات، وعبرها يمدح الملوك ويُهجون، ولأجلها تتأسس قصص الغزل التي مازالت راسخة إلى اليوم. وإذا كانت أغلب القصائد الشهيرة معروف شعراؤها وأبياتهم شاهدة عليهم إلى اليوم، فإن قصيدة "يا حادي العيس" أو يا "راحل العيس" بقيت قصيدة بلا شاعر، أو هي قصيدة "بتراء" وهنا البتر ليس بالمعنى المتوارث قديما في خطب المسلمين، بل في عدم ثبوتية صاحبها، حيث تنوّعت الروايات حولها واختلف النُّقّال في من صاحبها. الشيء الوحيد الثابت أنها كانت من بين الأشهر في الغزل العربي وقد قلّدها شعراء كثر وغنّاها مغنون كبار منذ منتصف القرن العشرين. فكرة "حادي العيس" أيضا مازالت محل أسئلة إلى اليوم. هل هي لشخص؟ هل هي لسائق الجِمال أو راكب الخيل؟ هل هي لمكان ما توارثه الشعراء رمزيا؟ هل هي ملجأ نفسي للشاعر الذي أصابه العشق؟ فالحادي قد يكون الراحلة المتخيلة والمتمثلة في الأذهان، تنقل الحبيبات إلى أماكن بعيدة وتترك شاعرها في المكان والزمان يحدّثها عن صبابته وعشقه.
(4, 907) مشاهدة لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم... وحملوها وسارت بالدجى الإبل فأرسلت من خلال السجف ناظرها... ترنو إلي ودمع العين ينهمل وودعت ببنان خلته علمٌ ناديت... لا حملت رجلاك يا جمل يا حادي العيس عرج كي نودعهم... يا حادي العيس في ترحالك الأجل ويلي من البين ماذا حل بي وبها... من نازلي البين حل البين و ارتحلو إني على العهد لم أنقض موتدهم... يا ليت شعري بطول الدهر ما فعلوا التبليغ عن خطأ
نشر بتاريخ: 21/02/2017 ( آخر تحديث: 21/02/2017 الساعة: 09:53) الكاتب: يونس العموري يا حادي العيس لعلك تقف عند ناصية اللحظة وتعلنها صارخة مدوية، فهرقل عظيم الروم هذه المرة اعاد ارسال الرسالة الى زعماء الشرق مرة اخرى ، وقال للأمة جمعاء ها انا اعيد ارسال الرسالة مرة اخرى بعد ان تلقيت رسالتكم من العدناني العربي زعيم أمتكم في حينها، يا سادة الشرق هذا كتابي لكم من جديد لن أسلم ولن أُسلم وسابقى كما انا عابدا للهيكل الوثني وسأطارد ابن البتول بأزقة ايلياء العتيقة فقد عدنا لممارسة دورنا وما زال الغساسنة يشعلون النار بمضارب المناذرة، والعرب العاربة المستعربة بالليل يتغنون ويتبعون مسار النجوم.
كما يقال إن المطرب الكويتي «عبداللطيف الكويتي» لفتت نظره القصيدة، ولكنه اختار أجزاء منها ليغنيها في قالب الصوت الشامي. كما صاغ الشاعر الكبير «بيرم التونسي» نصاً مطلعه «يا حادي العيس» كموّال شدا به المغني صالح عبدالحي. كما سجل القصيدة في أغنية المغني الكبير محمد القبانجي، وشدا بها تالياً المطرب «ناظم الغزالي»، في حفلة أقيمت في الكويت في السبعينيات، وغناها المطرب السوري الكبير «صباح فخري». أما اشهر من نسبت له القصيدة فهو الشاعر محمد بن القاسم، الشهير بأبي الحسن المصري. أتمنى من القارئ الاستمتاع بقراءة القصيدة… ثانية.
عبدالمجيد عبدالله - يا حادي العيس - YouTube
ومن قصة البيت عنوان يظهر الموضوع أن العلامة ابن المبرد صاحب كتاب «الكامل في اللغة» «محمد بن يزيد، ت 285 هـ» قال: «دخلت دير هرقل في رفقة لي «دير يقع بين طريق وسط وبغداد» ورأى شابا جميلا نظيفا فاقتربت منه، فما أن رآني حتى قال: عرضت نفسي على البلاء لقد أسرع في مهجتي وكبدي يا حسرة إذا أبيت معتقلا بين اختلاج الهموم والسهد فقلت: «أحسنت والله زدنا» فقال: إن فتشوني فمحرق الكبد أو كشفوني فناحل الجسد أضعف ما بي وزادني ألما أن لست اشكو النوى الى احد فقلت وقد أعجبني: «أحسنت، زدني» فقال: اراك كلما انشدتك قلت زدني!