على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة - صحيفة الاتحاد أبرز الأخبار على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة 8 فبراير 2017 19:10 الحياة أغنية يتزاحم على شدوها الشعراء والأدباء والأمّهات أيضاً، وربّما يمتلكها الشباب فقط بما هو عنفوان الحياة.. لكن أيّ أرض تحضن ما يستحقّ الحياة؟ وأيّ شكل من الحياة نحن جديرون به في أرض لا بلاد لها؟ وهل ثمّة من يستحقّ الحياة ومن لا يستحقّها؟ ثمّة الحياة، وثمّة أيضاً مجرّد الحياة، وثمّة من هم دون خطّ الحياة، لا شيء يفصلهم عن الموت غير قيد الحياة نفسها. وثمّة أيضاً الحياة الحقيقية، والحياة الزائفة، والحياة الجميلة والحياة البائسة.. وثمّة الحياة العارية للعراة الحفاة الذين يجوبون الأرض بحثاً عن أرض تحضنهم، ويسكنون الملاجئ لأنّ الأرض قد ضاقت بهم.. هل ثمّة إذن من يستحق الحياة ومن لا يستحقّها؟ أم أنّ الحياة حقّ لكلّ الذين على قيد الحياة؟ وماذا عن معنى الحياة: وعن «رائحة الخبز»، وعن«أوّل الحبّ»، وعن رقصة العشب بين أتون الحجر؟ ماذا عن «الأمّهات يقفن على خيط ناي»، وعن «خوف الغزاة من الذكريات»؟ من يحبّ الحياة، عليه ألاّ يكفّ عن تحرير الحياة حيثما يقع اعتقالها. لكن يبدو أنّ الكتابة عن الحياة لا ترتبط فقط بموضوعة الأرض، والغزاة، كما كتب شاعرنا الكبير محمود درويش، بل بموضوعة لا تزال في بلادنا حكرا على السجلّ السياسيّ والحقوقي والمدني بعامّة، هي موضوعة الشباب، بما هم الفئة المجتمعية الأقرب إلى الحياة، إلى عنفوان الحياة.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف الغزاة من الذكرياتْ. على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ. على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة
على هذه الأرض ما يستحق الحياة لكل انسان ماض وحاضر ومستقبل يجب أن تتوفر في حياة كل انسان ولا مفر له من هذه الأمور, ومن لم يعرفها لم يعش فيها, ومن لم يستطع التحكم بحاضره لن يعيش حياة جميلة, فجميعنا بشر ولا أحد معصوم عن الخطأ, لكننا نسعى أن نقترب من الكمال الذي لا يتصف به الا الله عز وجل من لا يخطئ أبدا, الكامل المكمل ذو العزة والجلال. لكننا نحاول أن نعيش في وسط هذه الغابة ووسط أناس يحاول الكبيرأن يأكل الصغير, ويتجبر القوي فيها على الضعيف, ونسعى أن نحيا حياة نتعايش فيها بحلوها ومرها متشبثين بالصبر والايمان للأقتراب من الأشياء المثلى, فهذه الدنيا لا تعطي ولن تعطي لأحد كل شئ, ولا تقف عند حال واحد, لكن علينا أن نعيش فيها بابتسامة وحب لتبتسم لنا ولنحيا أجمل حياة. فحبنا للحياة احساس داخلي فطري ينمو في أعماقنا, يزداد تعلقنا بهذا الاحساس كلما كبرنا, ففي الحياة ما يجعلنا ان نحبها ونقبل عليها بروح متفائلة, يقول أحد الشعراء: ان أراك الناس ضيقا فأطلب الكون الرحب واحمل الأزهار حبا لعدو وحبيب واذا القبح تباهى فجمال الكون طيب وعواء الشر يخبو عند صوت العندليب وهذا الامر الذي فطرنا عليه بحبنا للحياة, ما هو الا تباعا لغريزة البقاء حيث نفعل كل ما بوسعنا للبقاء فيها على قيد الحياة, والتمسك فيها بقصد الحرص ومحاولة النجاة من المرض مؤمنين بأن لنا أجل لن يؤخر, فنأخذ بأسباب الحياة وعدم نسيان الاخرة لنضفي على قلوبنا الراحه والسعادة والطمأنينة والرضا الى قلوبنا.
لا شك بأن بيرتس-درور بناي يقف بالتحدي الذي يضعه فينوتي. هو ليس مترجم فقط إنما محلل واعي ينظر الى عمل الترجمة الاستخباري كعمل ايجابي يسعى الى عرض محمود درويش أمام القارئ الإسرائيلي كما هو حقاً وليس كما كان يريد أن يصور بعيون القارئ الإسرائيلي. بنظر بناي، كونه شاعر (لاجئ) يترجم شاعر (لاجئ) آخر هو ما يمنحه مكانة كمترجم شعر حقيقي قادر على تعقب حالة درويش النفسية الداخلية، مترجم ليس مرشواً أو منحازاً بتأثير أجندات أخرى. فهل تمثل "ما يستحق الحياة على هذه الأرض" في قصيدة درويش موقفاً كونياً ومخففاً يعود للفترة المتأخرة من شعر درويش ام أنها، كما يظهر من ترجمة بناي، استمرارية للخط القومي ولكن من خلال محاولة للتظاهر وللحصول على التعاطف؟ هذا السؤال يبقى مفتوحاً في هذا النص ويبقى مفتوحاً لقرار القراء. ولكن بكلا الحالتين هذا النقاش حول ترجمة شطر واحد من شعر درويش يثير اسئلة حول القوة والتمثيل. حقل ترجمة شعر درويش للعبرية يبدو كحقل صراع ثقافي تتداخل فيه التحليلات الشعرية والمواقف السياسية لتخلق فناً جديداً يعكس علاقات القوة بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. ناشط، مترجم، باحث أدبي، يكتب رسالة الدكتوراة في جامعة تورونتو بموضوع المقارنة بين شعر محمود درويش وشعر حاييم نحمان بياليك.
صدرت حديثًا عن الدار الأهلية في عمّان مختارات شاملة من شعر الراحل محمود درويش (1941 - 2008) بعنوان " على هذه الأرض ما يستحق الحياة "، اختارها وقدمها الناقد والمترجم فخري صالح.
وهذا يعني أنّه ثمّة دوما ما نحن قادرون على القيام به، لكن ثمّة أيضا ما لم نعرف بعدُ أنّا قادرون على إنجازه، وهذا هو الأهمّ لأنّه هو شرط إمكان قدرتنا على اختراع شبكة رموز جديدة. إنّ تصالح الشباب مع العالم رهين قدرتهم على الترميز الخلاّق لشكل جديد من الحياة. 2 - لكن متى نكتشف أنّ لنا قدرة إضافية على اختراع علاقة رمزية جديدة مع الحياة؟ حينما نلتقي بأمر لم نكن نتوقّعه. حينما «يحبّ المرء فعلا»، يكتشف أنّه قادر على ما لم يكن يتوقّعه من نفسه. فالحبّ ههنا مثال نموذجي بامتياز، من أجل إيقاظ ما في نفوسنا وأجسادنا ومشاعرنا وأحلامنا من قدرات على الترميز والفعل والحياة الخلاّقة. إنّ شبابنا ينقصه اكتشاف قدرته على الحبّ، قدرة عوّضتها أشكال مؤقّتة ومزيّفة من اللقاء بالجنس الآخر. ثمّة حبّ رأسمالي قائم على تحويل المشاعر إلى سلعة أيضا. وتلك هي مظاهر الحياة المزيّفة. 3 - «أنّا قادرون على فعل شيء آخر دوما»، هذا أمر نلتقي به أيضا حينما نساهم في إنجاز فكرة جديدة لشكل الحياة المشتركة، حينما تولد فينا مصادفة مهارة فنّية تحت تأثير لقاء برواية جميلة، أو بقصيدة رائعة، أو بأغنية عظيمة.. حينما تغرينا فكرة علمية غير مسبوقة.. تلك هي أوجه السير على طريق الحياة الحقيقية التي يقترحها الفيلسوف ألان باديو وقد قلّب صروف الدهر تقليبا.
ك"رجل استخبارات" بناي يعرف درويش بحذافيره: قصائده، مقالاته، حياته، المقابلات التي اجراها والخ. بناي يعتقد بأن درويش تحدث بصوتين: بصوت واحد تحدث الى العالم العربي، جمهوره المركزي، وقال له الحقيقة التي في قلبه، وبصوت آخر مخفف أكثر هدف الى "تعبئة أكبر كم ممكن من القوى بين الاسرائيليين لصالح قضيته". على هذا النحو، خفف درويش على مدى السنوات رسائله عندما توجه للجمهور الإسرائيلي. في مقابلة لجريدة "هآرتس" شدد درويش على انه يقوم بكتابة قصائد حب أيضاً وبأنه معني بأن تتم ترجمة هذه لأنه "أراد أن يظهر جانبه الانساني" في هذا الاطار. لكن بناي أصر على أنه عندما يقوم بترجمة شعر درويش "لن تفلت منه هذه المسألة القومية السياسية، لن تتموه. ستكون كما هي وستلمع وتبرز". هذا على التناقض من رغبة درويش الذي كان معنياً بالتخفيف من هذه الجوانب بالترجمات العبرية. بناي يرفض أن يسلك مسلك المترجمين الآخرين الذي يخدمون اجندة درويش ولذلك يفوتون المسألة الوحيدة الهامة بالترجمة الا وهي: اجندة الشعر نفسه. كون بناي شاعر يترجم شاعراً آخراً، شاعر مخلص للحقيقة الشعرية وليس لأجندة سياسية بهذا الاتجاه او ذك، هو الأمر الأهم وهو الذي يمكنه من النفاذ الى مكنون شعر درويش.