كانت هذه مقدمة للدخول إلى هذا التساؤل المشروع: فمتى كان التمثيل والفن والغناء علامة لنهضة أمة أو أنها تسير نحو الصواب ؟، ولعل د. جبر يعرف أكثر مني أنه وعندما أتى الإسلام ودخل الأعاجم فيه، وقد كان بعضهم يعرف بوجود التمثيل، لم يحاول أحد منهم أن ينقله إلى المسلمين أو يقترح بإعداد فرق مسرحية أو فنية، وأنا أعلم ما يقوله بعض الكتبة عن ذلك، وهو محض افتراءات وأوهام ليس لها سند من دليل أو واقع. إن في ذاكم المسلسل ( يوسف الصديق) فتنة عظيمة وكبرى من وجهة نظري، وأولها هو تجسيد شخصية الأنبياء تلك الشخصيات التي برأها الله من كل دنس وعيب، فلا يوجد في أشخاصهم وسيرتهم ما يقدح في عدالتهم، فهم المبرؤون من كل عيب، وصدق حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه، حيث قال في حق رسولنا، عليه الصلاة والسلام، ويصدق في حق كل نبي من أنبياء الله: خلقت مبرأً من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء.
خلقت مبرأً من كل عيبٍ كأنك قد خلقت كما تشاءُ.. جزء من قصيدة حسان ابن ثابت في مدح المصطفى - YouTube
قصيدة: صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا ** يَوْمَ الرّجِيعِ، فأُكْرِمُوا وأُثِيبوا رأسُ الكتيبةِ مرثدٌ وأميرهمْ ** زابنُ البكيرِ أمامهمْ وخبيبُ وابنٌ لطارق، وابنُ دثنة فيهمِ ** وافاهُ ثمّ حمامهُ المكتوبُ مَنَعَ المَقَادَةَ أنْ ينَالوا ظَهْرَهُ ** حتى يجالدَ، إنهُ لنجيبُ والعاصمُ المقتولُ عندَ رجيعهمْ ** كسبَ المعالي، إنهُ لكسوبُ. قصيدة: إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَةٍ إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَةٍ ** لَوْ كَانَ للحارِثِ الجَفْنيّ أصْحَابُ مِن جِذمِ غَسّانَ مُسْتَرْخٍ حمائلُهُمْ ** لا يغبقونَ من المعزى، إذا آبوا وَلا يُذَادُونَ مُحْمَرَّاً عُيُونُهُمُ ** إذا تحضرَ عندَ الماجدِ البابُ كانُوا إذا حضَرُوا شِيبَ العُقارُ لهمْ ** وَطِيفَ فِيهمْ بأكْوَاسٍ وأكْوَابِ إذاً لآبُوا جميعاً، أوْ لكانَ لَهُمْ ** أسْرَى منَ القَوْمِ أوْ قَتْلَى وأسلابُ لجالدوا حيثُ كان الموتُ أدركهمْ ** حتى يثوبوا لهم أسرى وأسلابُ لكِنّه إنّما لاقَى بمأشَبَةٍ ** ليسَ لهمْ عنْدَ يوْم البأسِ أحْسابُ. قصيدة: قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ ** نُفُجُ الحَقِيبَةِ، غَادَةُ الصُّلْبِ أما الوسامةُ والمروءةُ، أوْ ** رَأيُ الرّجالِ فقدْ بداء، حَسْبي فوددتُ أنكَ لوْ تخبرنا ** منْ والداكَ، ومنصبُ الشعبِ فَضَحِكْتُ ثمّ رَفَعْتُ مُتّصِلاً ** صَوْتي أوَانَ المَنْطِقِ الشَّغْبِ جَدّي أبُو لَيْلَى، وَوَالِدُهُ ** عَمْرُوٌ، وأخْوَالي بَنُو كَعْبِ وأنا منَ القومِ الذينَ، إذا ** أزَمَ الشّتاءُ مُحالِفَ الجَدْبِ أعْطَى ذَوُو الأموَال مُعسِرَهُم ** والضَّارِبِينَ بمَوْطِنِ الرُّعْبِ.
قال أبو عبيدة: فضل حسان بن ثابت (ت35هـ) الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام. وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
فما جوابكم بارك الله فيكم و قد طلبت سند هذا إلى حسان بن ثابت و لكن لم أقف على سند له فـــلو تكرم شييخنا بسند هذا الشعر إلى حسان بن ثابت فأكن شاكرا له و فى هذا أو غير هذا فإني شاكرا لك و شكر الله لكم و اعانكم على طاعته و جزاك الله الله عنا خير الجزاء. جواب الشيخ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا. وبارك الله فيك وفي عمرك. أنكر شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله صِحّة نسبة البيت إلى حسّان بن ثابت رضي الله عنه. خلقت مبرأ من كل عيب كأنك خلقت كما تشاء. والبيت لا يخلو من مَلْحَظ ، وهو أن كل إنسان له طبيعة لا يَنْفَكّ عنها. فطبائع النفوس البشرية لم يَنْفَكّ عنها الأنبياء ، ولذلك شَبَّه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بإبراهيم وبعيسى عليهما السلام ، وشَبَّه عُمر رضي الله عنه بِنوح وبِموسى عليهما السلام. كما في المسند. فطبائع النفوس لا يُمكن الانفكاك عنها. ولذلك فإن الأنبياء يذكرون يوم القيامة ما كان منهم ، إما مع أُممهم ، وإما ما كان في حق أنفسهم. وقد شارط نبينا صلى الله عليه وسلم ربّه تبارك وتعالى بأنه بَشَر – لا ينفكّ عن الطبيعة البشرية – وأن ما صَدَر منه في حال غضبه من سبّ أن يَجَعله ربه تبارك وتعالى أجْرا لِمن صَدَر ذلك في حقه.
إن أخشى ما يخشى أن يأتي يوم على الناس يكتفون بأناشيد المنشدين، والركون إلى أعمال الفن الهابط مهما بلغت من إتقان، وتكون هي المدخل السلس والقوة الناعمة التدميرية لقوة ارتباط الناس بالقرآن ومصادر الثقافة الإسلامية عموما، فلا يكادون يعرفون شيئا خارج دائرة الفنون من مسلسلات وأفلام وأغانٍ، فيستغلق عليهم القرآن ومعانيه، فما دام أن هناك مسلسلا يشرح قصة يوسف ويبنها فلماذا تقرأ الآيات!! ، وقد وجدنا شيئا من ذلك في تهافت الناس لسماع صوت القرآن مجودا بصوت المقرئين من ذوي الأصوات الحسنة الندية، وأقولها صادقا، وقد سمعتها من قبلُ: إن البعض يسمع للقرآن طربا وترنما، وليس تقوى وإيمانا، والله أعلم بالجميع.
وثانيا من الأمور المهمة في هذا السياق أن نعلن بشكل عملي أننا نحبه، لكن ليس بمجرد الادعاء إنما بشكل عملي من خلال التمسك بسنته قولا وفعلا ودعوة وتعليما.