لذا يختلف مقدار النفقة من بلد لآخر، ومن شخص لآخر. أما إذا اختلف الوالدان بعد الطلاق على مقدار نفقة الأولاد، فمن المستحب أن يتدخل العقلاء للفصل بينهم، وأما عند التنازع فالذي يفصل في ذلك هو القاضي. إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ونسأل الله أن يرزقكم التوفيق والسداد. آيات النفقة على الأبناء النفقة على الأولاد أفضل من الصدقة النفقة على الأولاد بعد الطلاق
أجمع أهل العلم أن من واجب الأب الإنفاق على أبنائه الذين لا مال لهم حتي سن البلوغ، وقد استدلوا على ذلك بكتاب الله العزيز والسنة النبوية الشريفة، لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم آيات النفقة على الأبناء. قال تعالى: " وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" البقرة: 233. كما أوضح المولى عز وجل في كتابه العزيز أن الأب الذي يولد له طفل سواء كان ذكر أو أنثي، عليه إطعام وكسوة ولده بالمعروف، ونستدل على ذلك بقوله تعالي: "فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجورَهُنَّ" الطلاق: 6. النفقة على الأولاد أفضل من الصدقة أوضح علمائنا الأفاضل أنَّ الوَلَدَ بَعضٌ مِنَ الأبِ، فكما يلزَمُه أن يُنفِقَ على نَفْسِه، فكذلك يَلزَمُه أن يُنفِقَ على وَلَدِه. قال ابن المنذر رحمه الله: وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم، على أن على المرء نفقة أولاده الأطفال الذين لا مال لهم؛ ولأن ولد الإنسان بعضُه،ُ وهو بعضً والدهِ، فكما يجب عليه أن يُنفق على نفسه وأهله كذلك على بعضه وأصلِه.
أسعد الله أوقاتك أخي الكريم بكلِّ خير، وأحسن إليك على حسن نيتك في السؤالِ عن حقِّ أبنائك، فجزاكَ اللهُ خيراً، لا يحق للمطلقة أخذ النفقة بعد انتهاء عدّتها، ويجب على الأب النفقة على الأولادِ بحسب وضعه المادي لتأمين حاجاتهم الاساسية من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ. وقد ثبت عن سعدُ بن أبي وقاص أنه قال: (أتَانِي النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَعُودُنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ لي مَالاً كَثِيراً، وليسَ يَرِثُنِي إلَّا ابْنَتِي، أفَأَتَصَدَّقُ بثُلُثَيْ مَالِي؟ قالَ: لا، قالَ: قُلتُ: فَالشَّطْرُ؟ قالَ: لا، قُلتُ: الثُّلُثُ؟ قالَ: الثُّلُثُ كَبِيرٌ، إنَّكَ إنْ تَرَكْتَ ولَدَكَ أغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِن أنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وإنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا). "أخرجه البخاري" والحديثُ يوضِّحُ حالة الأبِ إن كانَ غنياً، فعليهِ أن يُنفقَ على أبنائهِ أكثرَ من صاحبِ الدخلِ القليل، بل وعليهِ أن يتركَ لهم المال بعدَ وفاتهِ ولا يتركهم عالةً يتكفّفون الناس ويطلبونَ منهم المساعدةَ والمعونة. وقال الله -سبحانه وتعالى-: ( لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا) ، "سورة البقرة: 233" فكلُّ شخصٍ يعلمُ مقدرته، فعليه أن يتَّقي اللهَ بأبنائهِ، وينفق على أبنائه بما هو أهلٌ له، ولا يحرمهم، أو يقتِّرَ عليهم بسببِ طلاقِ أُمِّهم، ولا يحوجهم لشيءٍ، أو يتركهم يستَنجدونَ الناس.