ـ تعتبر الزخرفة من أهم الفنون التشكيلية، وأعظمها تأثيراً في إكساب معظم المنتجات الحرفية قيماً جمالية، وهي جزء من النشاط الفني الذي قام به الإنسان من أجل إضفاء الجمال على منتجاته وأعماله الفنية، وتحظى باهتمام واسع حيث تمكن دراسة "فن الزخرفة بكافة أنواعها" الباحث من التعرف إلى أصالة التاريخ الفني، وأثره في الفنون الأخرى. فن الزخرفة يشابه فن الشعر والموسيقا من حيث اتباعه قواعد خاصة من خلال تنسيق الوحدات الزخرفية وفق أبعاد يرتبها الفنان بشكل متناسق، وتختلف الزخرفة من شخص إلى آخر نتيجة نظرة كل فنان التي تبدأ بالتأملات ومشاهدات لعناصر من الطبيعة، ويلعب الإلهام والخيال دوراً هاماً في نوعية الزخرفة وجماليتها. ومن أنواع الزخرفة: الزخرفة النباتية ـ الزخرفة الهندسية ـ الزخرفة الكتابية.
ـ من العناصر النباتية المستخدمة في الزخرفة النباتية: تنوعت أشكال العناصر النباتية المستخدمة في الفن الإسلامي، كالزخرفة بالأغصان في دقة رسمها وعرضها وتركيباتها، ومن أشهر الأزهار التي غالباً ما كانت تستعمل في الأعمال الزخرفية هي: التوليب، والخشاش، ورد القرنفل، الطحالب، البنفسج، النرجس، ومن النباتات التي تناولها المزخرفون: عناقيد العنب، أوراق الأكانتس، وأنواع مختلفة من الشجيرات يقول د. عفيف بهنسي في هذا المجال " لقد كان التصور المجرد، والذي يعتمد على تأويل النباتات كالزهرة والورقة بداية ما يسمى فيما بعد بالرقش العربي ـ الأرابيسك ـ من حيث الحركة اللامتناهية" والأوراق والأزهار الأخرى. ـ من العوامل التي أثرت في أساليب الزخرفة الإسلامية: أ ـ عامل المكان: من خلال تنوع أساليب التعبير الزخرفي في البلدان التي اعتنقت الإسلام، وإبداعات الفنان المسلم بالتحوير والتعديل لإيجاد فن زخرفي خاص به. جريدة الرياض | «وشائج» عالم الإبحار في فن العمل النباتي. ب ـ عامل الزمان: عبر امتداد العصور الإسلامية وتطور الحياة سياسياً واقتصادياً وثقافياً. ج ـ عامل المادة والبيئة: استخدم الفنان الخامات والمواد المتوفرة في بيئته مما أدى على تنوع الفن بتنوع هذه الخامات من بلد إسلامي لآخر ـ أساليب الزخرفة النباتية (أنواعها): 1ـ التوازن: وهو القاعدة أساسية يجب توافرها في كل تكوين زخرفي أو عمل فني زيتي، وهو يعبر عن التكوين الفني المتكامل عن طريق إتقان توزيع العناصر والوحدات والألوان، وتناسق علاقاتها ببعضها، وهو قانون مستوحى من الطبيعة.
2ـ التناظر أو التماثل: هي انطباق أحد نصفي التكوينات الزخرفية على النصف الآخر بواسطة مستقيم يسمى "محور"، وللتناظر أنواع منها ( الكلي والنصفي)، الكلي: يكتمل التكوين من عنصرين متشابهين تماماً في اتجاه متعاكس، والنصفي: يضم العناصر التي يكمل أحد نصفيها النصف الآخر في اتجاه متقابل وأبرز أمثلتها الطبيعة. 3ـ التشعب: تشعب وتفرع من نقطة وهمية تنبثق خطوط الوحدة الزخرفية من نقطة للخارج، أو تشعب من خط تتفرغ الأشكال والوحدات من خطوط مستقيمة أو منحنية من جانب واحد أو جانبين كسعف النخيل ونمو الأوراق من فروعها، ونمو الفروع من سيقانها، والسيقان من الجذوع. رسم الزخرفة النباتية على جدار خلوي. 4ـ التناسب: أهم قواعد الجمال، ليس له قاعدة إنما يتوقف على الذوق الفني ودقة الملاحظة وقوة التميز. 5ـ التشابك: يظهر بكثرة في الزخارف العربية على شكل التفاف عادي أو التفاف حلزوني، أو التفاف ساقين من النبات بشكل متعاكس. 6ـ التكرار: تكوينات زخرفية تضم مجموعة زخرفية متشايهة تشابهاً تاماً، وهو إما (عادي) حيث تتجاور الوحدات الزخرفية في وضع ثابت متناوب، و( متعاكس) تتجاور الوحدات الزخرفية في وضع متعاكس تارةً للأعلى، وتارةً للأسفل، و( متبادل) استخدام وحدتين زخرفيتين مختلفتين في تجاور وتعاقب الواحدة تلو الأخرى ويسمى أيضاً ( التعاقب المتناوب).