المسحراتي رضوان عبد القادر عثمان (ابو طلال) هو الاكثر شهرة في طرابلس، فقد قضى حتى الآن 64 سنة مسحرا، وقد توارثها عن جده وعمه حيث كان يرافقهما منذ طفولته. يقول ابو طلال ل"النهار":"المسحراتي يعرف كل اهل منطقته، ينادي عليهم كل واحد باسمه داعيا اياه للنهوض "يا نايم وحد الدايم"، وبالنسبة لي التسحير جزء من تراث طرابلس وتراث العائلة، لذلك يرافقني اثنين من اولادي في ليالي رمضان، وهم يتقنون فنون التسحير". ومن مسحراتيي المدينة، زكريا العتال المعروف ب"أبو محمد"، قال:"عملت مسحراتيا منذ أن كان عمري عشر سنوات، وكان عمي مسحراتيا، وأنا أساعده"، وذكر أن هناك عدة فرق حاليا، منها أبوطلال، واللوزي (الفرقة التي انتمى إليها) والغندور، وسواها، موضحا "إن هذه الفرق تنسق فيما بينها وتتوزع الأحياء منعا للتضارب في مسارها الليلي". المدائح تتعدد الاناشيد التي يتلوها المسحراتيون، ومنها ما تختص بها كل فرقة، ومنها ما هو معروف من الفرق كلها. صوره واحد نايم مضحكه. ويتحدث ابو طلال عن بعض الأناشيد والتلاوات الخاصة بالمسحراتي، ومن التلاوات المعروفة لدى غالب الفرق ما يقول:"ما أحلى الصلاة على النبي ساعة على بكرا. بين الكواكب وبين القبة الخضرا. سير يا دليل ولنقصد الحجرة.
كتب: جورج ماهر قام الممثل الشهير ( أرنولد شوارزينجر) بنشر صورة له وهو نائم في الشارع تحت تمثاله الشهير المصنوع من البرونز، وكتب بحزن كيف_تغيرت_الأوقات - سبب كتابته للجملة ليس فقط لإنه كبر في السن، لكن لأنه عندما كان حاكم ولاية كاليفورنيا.. قام بإفتتاح الفندق الذي يوجد التمثال أمامه.. - المسؤولون عن الفندق (وقتها) قالوا لأرنولد: في أي وقت يمكنك المجئ ولك غرفة محجوزة بإسمك مدى الحياة.. وعندما ترك أرنولد الحكم وذهب للفندق، الإدارة رفضت إعطائه الغرفة بحجة أن الفندق محجوز بالكامل! فأحضر غطاء.. ونام تحت التمثال.. وطلب من الناس أن تصوره.. ومن خلال تلك الصورة يريد ان يبعث رسالة هامة.. أنه عندما كان في السلطة وله منصب.. كان الجميع يجاملونه وينافقوه.. ولما فقد هذا المنصب نسوه ولم يوفوا بوعدهم له.. قام الممثل الشهير ( أرنولد شوارزينجر ) بنشر صورة له وهو نائم في الشارع تحت تمثاله الشهير المصنوع من البرونز،. الدرس المستفاد: الأوقات تتغير.. فلا تثق بمنصبك.. ولا بمالك.. ولا بقوتك.. ولا بذكائك.. فكل ذلك لن يدوم.. ولن يبقى منه سوى ذكرى.. وأعمالك الحسنة التي فعلتها في الحياة هي وحدها تبقى في ذاكرة الناس
وفي عصر الدولة العباسية قام والي مصر، "عتبة بن اسحاق" بهذه المهمة بنفسه عام 238 للهجرة فكان يطوف في شوارع القاهرة ليلاً لإيقاظ أهلها وقت السحر منادياً الناس: "عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة"، لتتحول بعده في عهد الفاطميين إلى أمر مختص بالجنود يمروا على البيوت ويدقوا الأبواب لإيقاظ النائمين، ومع مرور الوقت خصص رجل للقيام بهذه المهمة دعي بالمسحراتي وكان ينادي: "يا أهل الله قوموا تسحروا"، ويدق على أبواب المنازل بـ عصا كان يحملها في يده. على يد المصريين تطورت ظاهرة التسحير، فابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي، ويدق عليها بدلاً من استخدام العصا، هذه الطبلة كانت تسمى "بازة" (حيث يمسكها المسحراتي يبده اليسرى وبيده اليمنى سير من الجلد أو عصا خشبية كي يطبل بها. ليه واحد حاطط جنبه كوباية شاي وهو نايم ؟؟. وللبازة أو الطبلة وجه واحد من الجلد مثبت بمسامير، ظهرها من النحاس أجوف، وبه مكان يمكن أن تعلق منه) يطوف بها أصحاب الأرباع وغيرهم على البيوت ويضربون عليها. ومن مصر انتشرت هذه المهنة في الولايات الإسلامية، فقد كان أهل الشام ذوي طقوس خاصة تحيط بالمسحراتي؛ إذ كان المسحراتية في الشام يطوفون على البيوت وهم يعزفون على العيدان والصفافير وينشدون الأغاني الخفيفة.
مسحر يحمل الطبلة او الباز في حلب -إنترنيت يذكر الأسدي في موسوعته أن المسحر في مدينة حلب كان يقول: "زارت الغزالة النبي، وقالت أنا اولادي /مالأمْس لليوم ماذاقوا ولا زادي. وفي أواخر رمضان يقول مع جماعة تصحبه: ودّعوه ثم قولوا له: ياشهرنا منّا عليك السلام. أما الأولاد فيتندرون ويقولون: "طم طم قوموا عالسحور، طم طم أجا الكلب يزور، طم طم أكل اللحمة، طم طم ماخلّى شي للسحور". أما في العيد فكان يمر المسحر بالبيوت ليأخذ "الكرى" أو العيدية قائلاً: أولادكن أروشوني، حيطانكن طرمخوني، بالرز بحليب غسلوني، من المعمولات لا تنسوني، هاتو الدفاتر وحاسبوني، كل سنة وأنتم سالمون".
المسحراتي في حلب يطرب المسحراتي ليل حلب الجميل، ويوقظ الناس على إيقاع متزن، يرافقه نشيد متوارث ومدائح نبوية، وقصص وحكايات يقوم بتلحينها من خلال ضرباته على "الباز"، زارعاً الفرح والتفاؤل في أعين الصغار الذين ينظرون إليه من النوافذ أو يلحقون بركبه في الحواري، وغالباً ما يكون إلى جانبه طفله الذي سيرث هذه المهنة عن والده، يحمل في يديه فانوسان، ليعلمه هذه الحرفة من حيث تعلم الإيقاع والنغمات والأشعار والحكايا والقصص، التي يرددها أثناء التسحير، والابن يحمل السلة التي يجمع فيها أعطيات الطعام. صورة مرسومة للمسحر -إنترنيت قديماً، كان يسحر مدينة حلب مسحر واحد، يقف في كان مرتفع ومعه طبل صغير، يضرب عليه وينشد بأعلى صوته بعض المدائح النبوية، ثم تطورت الحياة وبدأ عدد المسحرين يزداد حتى أصبح لكل حي مسحر خاص به، بل قسم الحي إلى مناطق يتوزعها المسحرون تتناسب مع عددهم. ويشترط في المسحر أو المطبل كما يسميه أهالي المدينة، حسن الأداء وحلاوة الصوت، ففي منتصف الليل ينطلق المسحرون حاملين عدة العمل "الطبلة والسلة والفانوس وسير الجلد الذي يضرب به الطبلة"، وينطلقون عبر الحارات المظلمة، يقرعون الأبواب ويرددون عبارات رمضان التقليدية، والاشعار والمدائح المتوارثة.