الشاعرة المسلمة الخنساء تماضر بنت عمرو السلمية وليس الخليفة ابو بكر الصديق كما يدعي البعض
ألم يكن بإمكان تشرشل أن يرفع راية بيضاء ويجنب لندن قصف النازيين ويحقن دماء شبابها؟ ألم يعدهم بمزيد من الدموع والدماء؟ من حق العالم "المتحضر" أن يقاوم ويموت بشرف وليس من حقنا؟ العدوان على غزة أسوأ بكثير من عدوان النازي على أوروبا، والذين يقاومون العدوان ليسوا طائشين بل حكماء، يدركون جيدا قوتهم. فليس عندهم ما يخشون عليه وليس عند العدو المجرم مزيد شر تعفف عنه. وهم يعلّمون العالم كيف بإمكان ثلة مؤمنة تحدي أعتى قوة طاغية في العالم. وما كان يصمدون لولا أنهم يرون قادتهم وأبناءهم وعوائلهم يسبقونهم إلى النزال. وما كانوا يصمدون لولا أن قرار المواجهة كان قرارا إجماعيا من كل الفصائل بما فيها كتائب شهداء الأقصى في فتح. وكأن أبو حمزة الشاري يتحدث عنهم عندما عيروه بأنّ أصحابه شباب، فرد مدافعا عنهم "منجزون لوعد الله إذا رأوا سهام العدو فوّقت ورماحهم قد اشرعت، وسيوفهم قد انتضيت، وأبرقت الكتيبة، وأرعدت بصواعق الموت استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد الله، مضى الشباب منهم قدما حتى تختلف رجلاه على عنق فرسه، قد رمّلت محاسن وجهه بالدماء وعفر جبينه في الثرى، واسرعت إليه سباع الأرض فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها من خشية الله، وكم من كف قد بانت بمعصمها طالما اعتمد عليها صاحبها في سجوده في جوف الليل لله".