الكرم والجود وسخاء النفوس يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "الكرم والجود وسخاء النفوس" أضف اقتباس من "الكرم والجود وسخاء النفوس" المؤلف: الأمام محمد البرجلاني الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "الكرم والجود وسخاء النفوس" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
طريقة البحث نطاق البحث في الفهرس في المحتوى في الفهرس والمحتوى تثبيت خيارات البحث
وتابع"ولغاية اليوم العراقي، يكرم بقوت عياله من أجل إشباع ضيفه، وهذه صفة ملازمة لشخصية الفرد العراقي، ولايمكن التخلي عنها، مهما كان الشخص فقيراً"، مشيراً إلىأن "هذه الصفة تنبع من نفسية العراقي السخية والكريمة، ولا يمكن لأي شخص التبجح بالكرم أو التمثيل بهذه الصفة، إذ إن التقليد أو التمثيل بصفة الكرم أو تقمص شخصية الكريم، لا يمكن أن يكون صفة ملازمة للشخص لفترات طويلة ومواقف متكررة، ولا يمكن أن يكون جزءاً من طبيعة الإنسان، فهناك فرق بين الطبع والتطبع، وإن العراقي كريم بطبعه". البشاشة والاحترام وزاد"هذا ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا الذين كانوا مضرباً رائعاً للكرم والجود والسخاء، ولا يقتصر الكرم على الأكل وموائد الطعام، بل يتعدى ذلك، إلى مزيد من العادات، اذ كان أسلافنا وقبل الطفرة التكنولوجية، يستقبلون الضيف بكلمات ( أهلاً وسهلاً.. يالله حيه.. ياهلا وكثير الهلا.. الكرم والجود والسخاء. ياهلا وغلا.. وغيرها من كلمات الترحيب)، وتكرر هذه الكلمات عدة مرات، كما يتم أخذ فرس الضيف وتقديم العلف لها، فضلاً عن مائدة الضيف ومنامه"، موضحاً أن" الكرم يعتمد على اللقاء الجميل والصدر الرحب والبشاشة والاحترام وعدم إحساس الضيف بالغربة، والحشمة والتقييم، ولا يقتصر على تقديم موائد الطعام".
حاتم الطَّائي: كان حاتم الطَّائي مِن أشهر مَن عُرِف عند العرب بالجُود والكَرَم حتى صار مضرب المثل في ذلك. لقد كان الكَرَم مِن أبرز الصِّفات في العصر الجاهلي: بل كانوا يتباهون بالكَرَم والجُود والسَّخاء، ورفعوا مِن مكانة الكَرَم، وكانوا يصفون بالكَرَم عظماء القوم، واشتهر بعض العرب بهذه الصِّفة الحميدة حتى صار مضربًا للمثل، ونذكر بعض النَّماذج مِن هؤلاء الذين اشتهروا بفيض كرمهم وسخاء نفوسهم، ومِن أولئك: حاتم الطَّائي: كان حاتم الطَّائي مِن أشهر مَن عُرِف عند العرب بالجُود والكَرَم حتى صار مضرب المثل في ذلك. قالت النوار امرأته: أصابتنا سنة اقشعرَّت لها الأرض، واغبرَّ أفق السَّماء، وراحت الإبل حدبًا حدابير، وضنَّت المراضع عن أولادها فما تَبِضُّ بقطرة، وجَلَّفَت السَّنَة المال، وأيقنَّا أنَّه الهلاك.
الكَرَمُ والجُودُ والسَّخَاءُ هذه الألفاظ الثلاثة تتشابه وتتقاطع في معانيها، فالكرَمُ: هو الإعطاء بالسُّهُولَةِ [1] ، وهو ضِدُّ اللؤمِ، والكَريمُ: الصَّفوحُ [2] ، والكَرِيمُ: من صفات الله عزَّ وجلَّ وأسمائِهِ، وهو الكثيرُ الخير، الجَوَادُ المُنعِمُ المُتَفَضِّلُ [3] ، والكَرِيمُ: اسمٌ جَامِعٌ لكلِّ مَا يُحْمَدُ، فاللهُ كَرِيمٌ حَمِيدُ الفِعَالِ [4]. قال الرَّاغب: «الكرَمُ: الأفعال المحمُودَة، وأكرمها وأشرفها ما يُقْصَدُ بِهِ وجهُ اللهِ تعالى، فمن قَصَدَ ذلك بمحاسِنِ فِعْلِهِ فهو التَّقِيُّ، فإذًا أكرمُ النَّاسِ أتقاهم، وكلُّ شيءٍ شَرُفَ في بابه فإنَّهُ يُوصَفُ بالكرم» [5]. وأمَّا الجُودُ: فهو بَذْلُ المُقْتَنَيَاتِ، مالاً كان أو عِلمًا [6] ، وهو أيضًا: التَّسمُّح بالشيءِ، وكثْرةُ العَطاء [7]. الفرق بين السخاء والجود والايثار | المرسال. وأمَّا السَّخَاوَة والسَّخاءُ: فهو الجُودُ، والسَّخِيُّ: هو الجَوَادُ، والجمع أسْخِياء [8] ، وهو نظيرُ الكرم والنَّدَى [9] ، وبهذا المعنى أيضًا الفُتُوَّةُ [10]. وقد عَرَّفَ الراغبُ السخاءَ بأنَّه: هيئةٌ في الإنسان، دَاعِيَةٌ إلى بَذْلِ المقتنيات، حصلَ معهُ البَذْلُ أو لا، ومقابِلُهُ الشُّحُّ، والجُودُ: بَذْلُ المُقتنى ويقابلُهُ البُخْلُ، وقد يُسْتَعْمَلُ كلٌّ منهما محلَ الآخرِ [11].