وقد أردف الباحث هذا الفصل بخلاصة، ذكر فيها " أن التأليف في جمع الأضداد وشرحها كان قائما على علل لا تثبت للنقد، وأن الآيات التي استُشهد بها لا تدل على وجود هذه الظاهرة في القرآن الكريم على الأقل "، وذكر ثماني عشرة علة من العلل التي أقيمت على أساسها هذه الظاهرة، كزعم التضاد في ألفاظ لا شواهد عليها؛ أو زعم التضاد بين لفظ مطلق وآخر مقيد؛ أو زعم التضاد بين معنيين مختلفين، ونحو ذلك من العلل.
في هذا المثال هناك كلمات متضادة في هذا النص جاءت كالآتي: الأعمى والبصير. الظلمات والنور. الظل والحرور. الأحياء والأموات. مثال(2): لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى. أبيض وأسود. مثال(3): قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ الليْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي الليلِ وَتُخْرِجُ الْحَي مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيِّتَ مِنَ الْحَي وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. تؤتي وتنزع. تعز وتذل. الليل والنهار. الحي والميت. لذلك ماذا يسمى هذا النوع من الكلام المضاد في البلاغة؟ يسمى الطباق وهو الجمع بين المعنيين المتضادين. وإن التضاد بين كلمات الآية الكريمة حاصل من الكلمات نفسها دون حاجة إلى أدوات النفي "السلب". ما الفرق بين التضاد والتناقض؟. الطباق بالسلب هو الذي يعتمد التضاد فيه على الإثبات والنفي(أي الكلمة ونفيها). مثال(1): قال أحمد شوقي في رثاء صديق له: وأعطى المال والهِمَمَ العَوالي ولم يُعطِ الكرامةَ والإِباءَ. التضاد هنا جاء في التالي:أعطى ولم يعط.
وقد تضمن هذا الفصل ثلاثة مباحث: الأول: جاء تحت عنوان (التضاد في حروف المعاني)، حيث ذكر الباحث طائفة من حروف المعاني، كـ (إذ) و(إذا)، و(هل)، ونحوها، التي قيل إنها من باب التضاد. وقرر بعد دراسته لتلك الحروف وتحليلها، أنها ليس لها حقيقة التضاد، وأرجع ذلك لأسباب لا يسعف المقام بذكرها. ألفاظ الأضداد في القرآن الكريم - طريق الإسلام. ونكتفي بذكر مثال واحد بهذا الصدد، وهو حرف (أو)، فبعد أن ينقل الباحث قول من قال: إن هذا الحرف يفيد الشك، ويفيد العطف، وفيهما معنى الضد، ينقل عن ابن هشام ما يفيد أن (أو) لها دلالة واحدة أصلية، وغيرها مستفاد منها، أو خارج عن الأصل. ويخلص الباحث من ذلك إلى أن التحقيق يخرج هذا الحرف من الأضداد؛ لأن المعنى الأول هو الأصل، أما باقي المعاني فهي خارجة عنه. وعلى وفق هذا ينفي القول بـ (أضدادية) باقي حروف المعاني التي ذكرها بعض اللغويين على أنها من الأضداد. المبحث الثاني من هذا الفصل جاء تحت عنوان (التضاد في المواد اللغوية)، وفيه حلل الباحث ما يزيد عن مئة وثلاثين كلمة قرآنية مستنبطة من كتب الأضداد، رتبها ترتيباً أبجدياً، ودرس كل لفظ على حده، وفقاً للمنهج التأريخي، وبقياس اللفظ على أمثاله من القرآن الكريم، وخلص بهذا الصدد إلى إبطال دعوى التضاد في ألفاظ القرآن.
نقدم لكم من خلال هذا المقال معنى التضاد في اللغة العربية وأسباب ظهوره، ولماذا قام الباحثين بالإهتمام بقضية التضاد. التضاد: هو نوع من المشترك وكان لأهل الأصول رأي وهو: " مفهوما اللفظ المشترك إما أن يتباينا، بأن لا يمكن اجتماعهما في الصدق على شيء واحد، كالحيض والطهر، فإنهما مدلولا القراء، ولا يجوز اجتماعهما لواحد في زمن واحد. أو يتواصلا، فإما أن يكون أحدهما جزءا من الآخر كالممكن العام للخاص، أو صفة كالأسود لدى السواد فيمن سمى به. اكتب وصفا مضادا لكل من الشخصيتين - موسوعة. " وهو بعبارة أخرى: " الكلمات التي تؤدي إلى معنيين متضادين بلفظ واحد، ككلمة (الجون) تطلق على الأسود والأبيض، والجلل تطلق على الحقير والعظيم، وهكذا " أسباب وعوامل بروز الكلمات المتضادة: عموم المعنى الأصلي للكلمة: وهذا يعني أنه يتم تخصيص المعنى العام في أي لهجة من اللهجات وهذا يتم تطبيقه في اللهجة المضادة. التفاؤل: والمقصود منها التضاد لكلمات الشر مثل: الموت والمصائب والكوارث أي أن يتم التعبير عن خلافها بكلمات حسنه. الخوف من الحسد: فإنه يتم إطلاق عكس الشئ الخير الذي يحدث للشخص لأنه يخاف من الحسد ومن فقدان الشئ. التطور اللغوي: في البداية تكون الكلمتين مختلفتين ولكن بعد ذلك أصبح الكلمة تشبه الأخرى لها وهذا قد يجعل الكلمة الواحدة لها معنيين المعنى الأصلي والتضاد للمعنى الأصلي.