بسم الله الرحمن الرحيم نبذة مختصرة عن حياة وقصايد الشاعر بديوي الوقداني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مقدمة عن الشاعر ( بديوي بن جبران الوقداني) اذا كان للشجاعة والفروسية شعراءها فإن للحكمة والموعظة والأمثال شاعرها الأوحد ومبدعها الأول اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بانه فارس الكلمة ومبدع الحكمة. كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير. اطلع ( طه حسين) على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال: ( لو أن هذه الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي). وقال عنه الشاعر الكبير ( حسين سرحان) رحمه الله بأنه: شاعر الحكمة ومتنبي الشعر الشعبي. يمتاز شعره بالحكمة والصدق وعدم التعصب لفكر او عنصر معين يخرج شعره من قلبه كما يخرج الماء العذب الصافي لا يكدره تكلف أو فخر زائف أو فجور في غزله. كلماته سهلة ليس بها صعوبة أو غرابة ، في اسلوبه نعومة وفي كلماته رشاقة وعذوبة. وان من شعره لحكمة وسحرا. (( من ـآعلام الشعر ))... بديوي الوقداني... - هوامير البورصة السعودية. ورد في كتاب ( نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر) لأحمد الحضراوي الهـاشمي الذي التقى ببديوي وتعرف عليه عن قرب وكتب عنه مـا نصه: اسمه: ( بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي, نسبة إلى بني سعد –) وعتيبـة بطن من هوازن القبيلة المشهورة.
أحاديث في الأدب الشعبي يعتبر الشاعر بديوي الوقداني من أشهر الشعراء الذين سارت بقصائدهم الركبان وسعى إليها عشاق الشعر الأصيل، عاش الشاعر في ربوع الطائف وتوفي بها عام 1296ه كما يشير محمد سعيد كمال في «الأزهار النادية من أشعار البادية»، وكان ينظم الشعر باللغتين الفصحى والدارجة، وفي جميع الأغراض، وقد منحه إبداعه مكانة رفيعة لدى الأوساط الاجتماعية والسلطات الحاكمة، وعالج كثيراً من القضايا السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية والمواقف الطريفة. ونال شعره اهتماماً من الرواة قل أن يناله شاعر آخر، وقد أثرت ثقافته وتحضره في مكونه الشعري. وأول القصائد النبطية التي نشرت في صحيفة أم القرى عام 1358ه من شعره وقد نسبت في الصحيفة لغيره ومطلعها: دنياك هذي كلها هز قاووق ما تعرف الصاحب من اللي معاديك وهي من قصائده في الحكمة وانتقاد بعض أهل زمانه.
يقول في قصيدة له يصف الدنيا: بديوي يقول أشوف الأيام تقتلب كما يقتلب فالبحر عود الأشباح إذا ما رماه الموج في غبة البحر وجاء في غزير مقتفيه أرياح تفكرت في الدنيا كفى الله شرها صفاه كدر لو قدمت بأفراح ولبديوي محاورات شعرية رصد هذا الكتاب ما وصل منها، كما اشتمل الكتاب على بعض الوثائق التي هي عبارة عن مخطوطات لبعض قصائد بديوي. إن هذا التوثيق لمسيرة شاعر عُد في عصره ظاهرة ثقافية متميزة، لهو جهد يشكر عليه من قام به الأستاذ عثمان الوقداني وكذلك دار نسناس التي تولت طبعه وإخراجه بهذا الشكل المميز. ** ** - إبراهيم بن سعد الماجد