"أحببت حب الخير" ذلك هو كل ما يجول في فكري عندما أقرأ نجران في أشعار مهذل، أحب نجران ولكن مهذل يجعلني أحبها بطريقة أخرى. يروي نقاء الروح وسمو النفس مرة بذاته ومرة بأشعاره، يتجلى بتمازج عجيب بين الموضوع والذات بين الظاهر والباطن بين الشاعر والقصيدة في صورة جمالية صوفية متأله للسماء وترى فيها كل جمال روحك السرمدي. مهذل مهدي الصقور – ملحمة نجران. أسمى من اللحن وأسمى من العزف ومن الغناء والرقص، هو يروي قصة خالدة نتذكرها معه ولكننا ننساه إذا ذهبنا عنه. انكفاءه على ذاته وتحفظ على الظهور جعل من ذاته حوت الشعر يقذف بعنبره في أقاصي بحار الأرض لينقلها السعاة وعشاق الجمال إلى كل أذن وأمام كل عين. ليست بغريبة عليه الفروسية ولا البلاغة ولا النبل، هو حفيد أحد أبرز فرسان الجزيرة العربية بنيان ابن مهذل الصقور اليامي وسليل أحد أعرق القبائل وأفصحها لسانا وأبعدها في التاريخ، قبيلة الصقور هم أبناء صقر بن غوى بن عامر بن ذهل بن سلمه بن دؤل بن جشم بن يام الهمداني. يتجرد في كل قصائده من ثياب الفردية ليأتي بجسد الكل في المعنى والجزالة، شاعر غير مقروء وغير مفهوم، ولكن الأكيد بأنه محبوب ولا سبيل لمن يستمع إليه إلا أن يحبه، كأنه يتحدث عن كل ذات، تعرضت لتقلبات الدنيا وتطرقته بسوادها وظلمتها وظلمها.
مهذل الصقور | ابتسمي - YouTube
في أمسية وحيدة وبصورة وحيدة أصبح حديث الشعر والشعراء وكان له هذا الحديث: إذا كانت الجزيرة العربية منبع الشعر العربي الفصيح القديم، قدم التاريخ نفسه، فأنه من المؤسف أن يصبح أبناء هذه الجزيرة العربية بمنأى عن ريادة الشعر العربي الذي أصبح رواده من غيرهم. لقد سيطرت اللهجة العامية على مجتمعنا من أقصاه إلى أقصاه.