* سليمان القرعاوي، التفسير العلمي المعاصر، صفحة 241. * مصطفى مسلم، مباحث في إعجاز القرآن، صفحة 229، 230، 232.
وقال تعالى: " يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ" (الزمر ، آية: 6).
الإعجاز العلمي في خَلق الإنسان | د. زغلول النجار - YouTube
ويشير الحديث النبوي الشريف إلى أن الإخصاب لا يحدث من كل ماء الذكر، وفي ذلك يقول رسول ا لله: "ما من كل الماء يكون الولد". وهكذا فإن الخلق من الماء يتم من خلال اختيار خاص، والوصف النبوي يحدد بكل دقة كل هذه المعاني التي كشف عنها العلم اليوم. الاعجاز العلمي في خلق سان. ج- النطفة الأمشاج: تأخذ البيضة الملقحة شكل قطرة، وهذا يتفق تماماً مع المعنى الأول للفظ نطفة أي: قطرة ومعنى "نطفة الأمشاج" أي: قطرة مختلطة من ماءين. وهذه النطفة الأمشاج بقوله تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ" (الدهر ، آية: 2).
أما بخصوص المدة الزمنية التي بينَ مرحلة الطين والحمأ المسنون والصلصال، لم يُحدِّدها الله - سبحانه - في القرآن الكريم، وكذلك لم يرِدْ بشأنها حديث نبوي صحيح يُستَدلُّ به، ومن الأحاديث التي تُبيِّن هذه المرحلة ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طينًا، ثم تركه حتى إذا كان حمأً مسنونًا خلقه وصوَّره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخَّار، قال: فكان إبليس يمرُّ به فيقول له: لقد خُلِقت لأمر عظيم، ثم نفخ الله فيه من روحه، فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطَس، فلقَّاه الله حمد ربه، فقال الله: يرحمك ربك... ))[4]. يتبع
الإشارة إلى تميّز بصمة الإنسان عن غيره يصف الله -عز وجل- في سورة القيامة قدرته -سبحانه- على إعادة الحياة للإنسان في يوم القيامة بعد أن يموت ويصبح عظاماً أو تراباً، ويشير إلى أنّه قادر على إعادة تسوية بَنانه كما كان في الدنيا، والبَنان هوالإصبع، وأغرب ما في الإصبع هي البصمة التي لا يتشابه بها اثنين من البشر: ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ). "سورة القيامة:3-4" الإشارة إلى أنّ ماء الرجل -المني- هو الذي يُحدّد جنس الجنين يُبيّن الحق -سبحانه وتعالى- في آخر سورة القيامة أنّه قادر على أن يُحييَ الموتى؛ كيف لا وهو الذي خلق الإنسان من مَنيّ، ثمّ صار علقة، فقدّره ذكراً أو أنثى، قال -تعالى-: ( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى* ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى* أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى). "سورة القيامة:37-40" وتجدر الإشارة إلى أنّ الحديث في القرآن الكريم عن الَمنيّ يُرافقه دائماً إشارة إلى الزوجيّة (الذكر والأنثى)، وهذا ما أثبته العلم الحديث الذي يُبيّن أنّ الحيوانات المنوية (المني) هو الذي يُحدد جنس الجنين بتقدير الله -سبحانه وتعالى-.
ومما هو جديرٌ بالذِّكر أن سببَ اختلاف البشر في صفاتهم وأشكالهم وأخلاقهم يرجع إلى المادة التي خلق الله منها آدم؛ حيث جمعها من جميع الأرض، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضَها من جميع الأرض، فجاء بنو آدمَ على قدرِ الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك والسهل والحزن، وبين ذلك والخبيث والطيِّب، وبين ذلك))[2].