لكن اذا كان الحق هو الاقتدار على ماهو ممكن ماديا ومجاز أخلاقيا ومشروع قانونيا فإنه من الضروري التفريق بين القانون الاجتماعي الذي يتجسد في شكل عادات مقبولة ونصوص مكتوبة والقانون الروحي الذي ينتقش داخل الوعي الفردي ضمن قيم توجيهية وقواعد ارشادية ومثل عليا. بناء على ذلك توجد علاقة تبادلية بين الحق والواجب ويتحول ماهو حق بالنسبة الى الطرف الأول واجب عند الآخر وما يكون واجبا على مجموعة يظهر كحق بالنسبة الى مجموعة أخرى. يدل هذا التحليل على مشكلات فلسفية كبيرة يطرحها مفهوم الحق مثل علاقته بالواجب والقوة والممكن والواقع ويشمل علاقات الاستطاعة المادية والسلطة الأخلاقية وأخيرا علاقات الحق الطبيعي والحق الوضعي والعرف الاجتماعي والقانون الأخلاقي ويبرز واجب الدفاع عن الحق. لكن كيف يمكن تأويل هذه العلاقة التبادلية بين الحق والواجب؟ ولمن تكون الأسبقية في العادة؟ يمكن الاكتفاء بمفهوم الواجب لوحده ويترتب عن ذلك اختفاء مفهوم الحق دون أسف عليه وذلك اذا ما قام جميع الناس بالالتزام بواجباتهم تجاه بعضهم البعض وبالتالي يضمنون كل الحقوق دون التصريح ها والتكلم عنها بالضرورة ويتجنبون عندئذ السقوط في ارادة الهيمنة وتقوية النفوذ.
إن انتهاك حقوق المستضعفين من المهاجرين والسكان الأصليين وغيرهم من فئات الشعب الأميركي أو الشعب الفرنسي أو البريطاني أو الألماني... إلخ، يطعن في مصداقية حكام هذه الشعوب عندما يعاتبون أو يعاقبون حكومات أخرى تنتهك فيها حقوق المستضعفين من أبنائها أو من الطوائف المتساكنة فيها. كما أن سكوت حكومات الدول الغربية عن انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني في إسرائيل، أو الإنسان العربي في بعض الدول العربية، والتنديد بالمقابل بانتهاك حقوق الإنسان في دول عربية أخرى، سلوك يفتقد المصداقية لكونه يخرق أهم دعامة في حقوق الإنسان وهي المساواة. فالأمر لا يتعلق هنا بالكيل بمكيالين فحسب، بل أيضاً بالتمييز في الشعوب بين من يستحق أن تكون حقوقه المهضومة المنتهكة موضوع دفاع، ومن لا يستحق! هذه المسألة تطرح سؤالا عويصاً يمكن صياغته كما يلي: هل الدفاع عن حقوق الإنسان حق لكل إنسان، أم أنه حق فقط لمن يحترم حقوق الإنسان ويلتزم بها إزاء البشر جميعاً بدون تمييز؟ المشكلة المطروحة هنا هي مشكلة: الحق في الدفاع عن الحق! لقد اعتاد الناس تجاوز هذه المشكلة العويصة، بل إلغاءها بالمرة، بالتمييز ابتداء بين "الحق" و"الواجب"، وبالتالي تصنيف السلوك البشري إلى قسمين: قسم ينتمي إلى "الحق" وقسم ينتمي إلى "الواجب".
أم تريدون لأصوات المدافعين – وإن كانت قليلة- أن تلتزم الصمت وتلوذ بالسكوت، والعالم كله يقف ضد هذه الحركة التي سيحفظها الله -عز وجل- بإذنه.. لأنها حركة تستمد قوتها من ربها، ومن المنهج القرآني العظيم، ومن الثبات على المبادئ دون مراوغة.. يا هؤلاء: إن كلمة الحق أثقلُ شيءٍ في ميزان المسلم يوم القيامة، وإن الدفاع عن المسلمين خاصة الحركة الإسلامية هذه الأيام، من أعظم الأعمال التي نتقرب بها إلى الله، فليس هناك معنًى، أن نقف مع الإسلاميين في العراق وأفغانستان والشيشان وأماكن أخرى، وندعو لهم بالنصر، ثم نقف ضدهم هنا.. فهذا يناقض التفكير السليم، والأهداف النبيلة.
Nov-30-2008, 09:22 PM #2 عضو منتديات بلاد بلقرن الرسمية [align=center] والله يا أخي.... يُقال: إذا عُلم السبب بطُل العجب من ترعرع في بيئة تدعي الإسلام ولا تطبقه في واقعها ومن جهل العقيدة الصحيحة وشبهات المشركين أو الملحدين وكذلك من تربى في بيت يوجد به القرآن كأي قطعة من الديكور تزين المكان فقط لا غير ومن تعود على المكالمات والتعدي على أعراض الناس طبيعي جداً أن يكون في صف المهاجمين ضد: المنافحين عن العقيدة وكذلك المدافعين عن الفضيلة بارك الله في جهودك يا دعاني الشوق:13: [/align] [align=center] [/align] Nov-30-2008, 10:26 PM #3 عضو منتديات بلاد بلقرن الرسمية لك كل التحية على الإختيار الرائع. الموضوع فيه أكثر من محور: 1- فعلاً هناك من يدعي الإسلام بل الإيمان وأنه القائد العظيم ولكن لا يطبق من الدين شيء. 2-لكلا شعارات براقة وأنه هو الحل لكل مصائب البشرية. سواء على الصعيد السياسي أو الإجتماعي. 3-الدين شامخ بعزه ولابد لنا من الدفاع عنه ممن هم فعلاً أضرو به من المسلمين أولاً ثم غيرهم. Nov-30-2008, 10:46 PM #4 عضو منتديات بلاد بلقرن الرسمية [align=center] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن لك كل التحية على الإختيار الرائع.
Nov-30-2008, 01:27 AM #1 عضو منتديات بلاد بلقرن الرسمية الدفاع عن الحق:013: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبد الله ورسوله.. أما بعد.. إن الحق أجمل شيء في الوجود، به تستقيم الأحوال وتكثر الأموال،كأنها شلال، من لقمة الحلال. إن الحق يعطي الحياة معنى، ويمنح الدنيا مدلولاً، ويجعلها ذات قدر وقيمة.. وما خسر الناس عبر التاريخ إلا بترك الحق الواضح ومحاربته لتخلو الأجواء للمبطلين والملوثين الذين يضيقون ذرعاً بحياة الطهارة، فتراهم يجلبون بِخَيلهم ورَجِلهم.. يستعينون بكل وسيلة -وإن كانت خسيسة- يأباها الذوق العام، بل.. وينبو عنها الضمير اليقظ - في محاربة الحق وأهله، والصدق وأنصاره والوفاء وأتباعه. وإن الحق الذي ينجو به الإنسان هو الذي أنزله الله من فوق سبع سنوات، هو القرآن الكريم، الذي يُمثِّل عزتنا وكرامتنا وسرَّ نهضتنا وقوام حياتنا، وهو أصدق وثيقة سماوية باقية حتى الآن. ومن هنا.. اشتدت المؤامرة عليها وعلى المسلمين المتمسكين بها و الداعين إليها. ولقد أمسكت حركات ربانية بهذا الحق واستمسكت به، فَصُوّبت إليها كل السهام، وجميع أنواع الأسلحة لإزالة الحق من الوجود، فهو الذي يقف أمام أطماع الحاقدين والمتاجرين بدماء الكادحين، والسالبين أموالَ الفقراء المساكين.