وقال الكاتب والمعارض السعودي جمال خاشقجي قبل ستة أشهر من اغتياله في إسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018، إن الثورات العربية وضعت حداً بشكل قاطع للرأي السائد بأن العرب والديمقراطية لا يلتقيان. مضيفا في مداخلة خلال مؤتمر شارك فيه "انتهى الجدل حول العلاقة بين الإسلام والديمقراطية بشكل قاطع مع قدوم الربيع العربي". إلى جانب بن علي ومبارك، أطاح الربيع العربي بمعمر القذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن، وفي الموجة الثانية بعمر البشير في السودان العام الماضي. وبلغ مجموع حكم هؤلاء الخمسة 146 عاما، من دون احتساب حكم صالح كرئيس لليمن الشمالي لمدة 12 عاماً قبل توحيد البلاد عام 1990. ما هو الربيع العربيّة. ولوهلة، بدا وكأنه لا يمكن وقف انهيار الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، كما بدا قبل ذلك أنه لا يمكن المس بقادتها. "قطعة الدومينو" الباقية في سوريا، لم يأت دور بشار الأسد قط، فقد نجا من العاصفة وبات "قطعة الدومينو" الوحيدة التي لم تسقط. فقد تحولت الاحتجاجات في بلاده إلى حرب مدمرة، بينما بقي الرئيس السوري ونظامه القمعي في مكانهما. بعد أسابيع من خروج أولى الاحتجاجات الشعبية في آذار/مارس 2011 في سوريا، كتب متظاهرون باللهجة المحلية على أحد جدران مدينة درعا في جنوب البلاد، "إجاك الدور يا دكتور".
وكان من المتوقّع أن يكون المتحدّث أحد الذين أفادوا بعد انكشاف الأحوال.. فإن الفتن إذا أقبلت عرفها العلماء ومن وفقهم الله تعالى ممن جعلوا سبيلهم العمل بالنصوص الشرعية والسير على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، وإذا أدبرت عرفها كل أحد ؛ نعم كل أحد!! ومؤسف – جداً - أن يكون المتحدث ممن لا زال مفتوناً بتلك الفوضى العارمة التي لم يشهد المسلمون فوضى جماعية مثلها ، يخربون فيها بيوتهم وبلدانهم وقوعاً في الفساد الأعظم من الفساد الذي كانوا فيه. ما هو الربيع العربي؟ | ثقافة أونلاين. هو ليس (الربيع العربي) فقد وصفه العلماء بالوصف الأليق به: (الربيع الغربي) بالغين بدل العين، فقد أفاد من الأحداث التي شهدتها المنطقة في بعض بلدانها، أفاد منها الكفار عموماً والغرب خصوصاً والروس كذلك، وسهلت عليهم الأمور ليحقّقوا بعض أمنياتهم التي لا تتحقّق لهم إلا بمثل هذا السبيل المعوج، الذي حاول المتحدث الددو أن ينفي عنه أنه من (الفتن) بل ويشجّع عليه في تلك الكلمات المظلمة المخالفة للتوجيهات الشرعية والمناقضة للمقاصد المرعية. إن مخالفة (الربيع الغربي) - وهو اسمه حقيقة وواقعاً – للنصوص الشرعية والمقاصد المرعية كتب في إثباتها ذلك بحوث ونشرت مقالات ولي عشرات المقالات التي نشرتها بهذه الصحيفة.
الموجة الثانية للربيع العربي في الجزائر (وكالة الأناضول) الفشل والانهيار لكن ثمار "الربيع العربي" المنتظرة لم تزهر كما توقعت الشعوب، ففي 2019 نشر للباحث الأميركي نوح فيلدمان كتاب بعنوان "الشتاء العربي" منتقدا فيه عسكرة الثورات وصعود التطرف الديني. واليوم، ينظر كثير من المصريين إلى حكم عبد الفتاح السياسي -الذي جاء بانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 2013- على أنه أكثر استبدادا من حكم مبارك، وباتت خيبة أمل من خرجوا إلى الشوارع والساحات أكثر مرارة. ما هو الربيع. وتقول الكاتبة المصرية أهداف سويف "لم أتخيل أبدا أن ابن أختي علاء عبد الفتاح سيكون في السجن اليوم، أو أن الفقر سيكون في أعلى مستوياته على الإطلاق، أو أن مصر لأول مرة في تاريخها ستصبح أرضا يريد شبابها هجرها". وفي البحرين، تم قمع الانتفاضة بعنف بدعم من السعودية التي استبقت انتقال العدوى إلى أرضها بتوزيع مساعدات نقدية ضخمة على سكانها. ونجحت السلطات المغربية أيضا في احتواء "حركة 20 فبراير/شباط" عام 2011 بإصلاحات تجميلية. أما ليبيا فما زالت تعاني من الصراع حتى الآن، كما انزلق اليمن إلى حرب أهلية بسبب التدخلات الخارجية التي جعلت البلاد تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
ويجسد مقالا الإيكونومست والجارديان، الجدل الدائر حاليا، مع حلول الذكرى العاشرة للربيع العربي، بين من يرون أنه كان بمثابة الكارثة على المنطقة العربية، وأنه أدى بالدول التي اندلع بها، إلى ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة، وبين آخرين، يرون أنه كان نتيجة حتمية للاستبداد، وسعيا وراء التغيير والعدالة، وأن هذا الربيع لم يفشل ولم ينته بعد، رغم سحق موجته الأولى على حد قولهم، وهذه هي المجالات الرئيسية التي يختلف بشأنها أنصار وأعداء الربيع العربي. سياسيا يختلف أنصار وأعداء الربيع العربي، حول ما أدى إليه ذلك الربيع سياسيا، إذ يعتبر الأنصار ،أن الموجة الأولى لثورات الربيع العربي، كانت أمرا حتميا، في مواجهة الاستبداد والتهميش، وأنها خلصت عدة بلاد عربية، من حكام دكتاتوريين جثموا على السلطة، على مدى عقود، رعوا خلالها فسادا استشرى في كل مفاصل الدول، وإدى إلى مزيد من التهميش لقطاع كبير من المواطنين، ويعتبر هؤلاء أن اندلاع موجة ثانية للربيع العربي، هو أمر حتمي، بل أكثر حتمية في ظل عودة الدكتاتورية لبلدان عربية بصورة أكثر قسوة. أما أعداء الربيع العربي، فيرون أن الأمر لم يكن سوى مؤامرة سياسية، قادتها أطراف خارجية، وهم يروجون لنظرية المؤامرة، فيما يتعلق بسعي قوى دولية، لإيصال الإسلاميين للحكم، وإن كانوا غير قادرين ،على تقديم أدلة مقنعة، ويرى هؤلاء أن ما أسفر عنه الربيع العربي، هو خراب سياسي على حد قولهم، إذ أنه أدى إلى ما يصفونه بسعي جماعات بعينها، إلى ضرب استقرار البلاد، والسيطرة على السلطة، وتقييد الحريات وفق قولهم.
إذ لا يمكن استمرارها لمدة طويلة من الزمن (... ) لأنّها في جوهرها منفصلة عن الحياة اليومية». ويصح هذا طبعاً في العالم العربي أكثر منه في الغرب لأنّ التعبئة طويلة المدى قد تُرجمت في الواقع للأكثر فقراً، تدهوراً في مستوى العيش بسبب «عدم الاستقرار» وانهيار السياحة وانخفاض الاستثمارات وعجز الدول الفقيرة أساساً والمنهكة من عشرات السنين من الفساد والسياسات النيولبيرالية. أحد المكاسب الأكثر أهميّة لهذه الثورات العربية، والأكثر ديمومة أيضاً، كما يلاحظ بيات، هو «تغيير الوعي» الذي كان من مؤشراته البروز الفج للأفكار المحافظة والليبرالية على الساحة السياسية والنقاشات الحامية وغير المسبوقة. لم ير الرأي العام الغربي الذي ألهته عناوين الصحف الكبيرة حول «الخريف الإسلامي» غير جانب واحد: تنامي السلفية والأفكار المحافظة ـــــ مع ظهور الملتحين والنساء المنقبات وشرطة الآداب 3 ــــــ منتقصين من تقدير التعبئة القوية حول الأفكار التعددية والدولة المدنية وحقوق النساء وظهور الإلحاد العلني. رأي النقاد في الربيع واول همسة. رغم عودة العصا ورغم الحروب، من المستبعد أن تنطفئ هذه الديناميات، إنّها تأخذ فقط أشكالاً جديدة، ثقافية أحياناً، ومخفية أحياناً أخرى لكنّها دوماً حيّة.