فمن فضلها أنهتا تمهد تلك الأحداث المخيفة للانشان حتى يكون على دراية بها يوم القيامة، ولن يكون على دراية بها إلا الإنسان المؤمن بربه. فضل سورة الانفطار وخواصها. اقرأ ايضًا: فضل قراءة سورة الانشقاق أسرار وفوائد سورة الانفطار السورة تذكر الإنسان بنعم الله تعالى عليه، وخلقه له انسان سويا وليس به أى إعوجاج، حيث أن نصفيه متساويات، فاليدين متساويان الطول وكذلك القدمين والكتفين والعينين، وهذا بيان لقدرة الله تعالى في الخلق المتساوي للإنسان حتى يسير سويا. تؤكد السورة حسن مظهر الإنسان الذى خلقه به من حيث الشكل، فقد خلق الله تعالى الإنسان بمظهر حسن وجيد وجميل والجسد متناسق والتي تدل على ابداع الخالق في خلقه. تؤكد السورة أن مصير الأبرار المؤمنين بالله تعالى في النعيم، ومصير الكفار الفجار في نار جهنم حيث الهَلْاك وسوء المصير، كما أن السورة تنذر عباد الله تعالى باقتراب يوم القيامة وضرورة الاستعداد لهذا اليوم القريب قبل فوات الأوان وغلق باب التوبة. اقرأ ايضًا: فضل قراءة سورة الفرقان الدروس المستفادة من سورة الانفطار تؤكد السورة ونتعلم منها أن كل ما يعمله الإنسان مكتوب بواسطة الملائكة ومحفوظ في سجلات الإنسان الذي سيحاسبه الله تعالى بناءا عليها.
قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّه ﴾ [الانفطار: 19]: فهو الذي يفصل بين العباد، ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فإن قال قائل: أليس الأمر لله تعالى في يوم الدين وفيما قبله؟ الجواب: أن الأمر لله تعالى يوم الدين وفيما قبله، لكن ظهور أمره في ذلك اليوم أكثر بكثير من ظهور أمره في الدنيا، ففي الدنيا يخالف الإنسان أوامر الله عزَّ وجلَّ ويطيع أمر سيده، فلا يكون الأمر لله بالنسبة لهذا ولكن في الآخرة ليس فيه إلا أمر الله عزَّ وجلَّ، وهذا كقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار ﴾ [غافر: 16]. والملك لله في الدنيا وفي الآخرة، لكن في ذلك اليوم يظهر ملكوت الله عزَّ وجلَّ وأمره، ويتبين أنه ليس هناك أمر في ذلك اليوم إلا لله عزَّ وجلَّ" [4]. فضل سورة الانفطار | المرسال. وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ. [1] " صحيح مسلم " (برقم 129). وقد خرَّج البخاري الشطر الأول منه (برقم 42). [2] " الوابل الصيِّب من الكلم الطيِّب " (ص 109).
فقابلت نعمه بالنكران، وإحسانه بالإساءة، فإن كان الذي غَرَّكَ شبابك فاعلم أن مصيره إلى الهرم، وإن كان الذي غَرَّكَ غناك فاعلم أن مصيره إلى زوال، وإن كان الذي غرك صحتك فاعلم أن مصيرها إلى سقم، والموت من وراء ذلك. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك ﴾ [الانفطار: 7]، أي: جعلك سويًّا معتدل القامة منتصبًا في أحسن الهيئات والأشكال، فلو اجتمع الخلق كلهم وأرادوا أن يضعوا عين الإنسان في مكان أحسن من الذي خلقه الله عليه لم يجدوا، وكذلك الأنف والأذن والرجل وسائر الأعضاء، فصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم ﴾ [التين: 4]. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَك ﴾ [الانفطار: 8]، يعني: أن الله رَكَّبَكَ في أي صورة شاء، فمن الناس من هو جميل ومنهم من هو قبيح ومنهم المتوسط، ومنهم الأبيض ومنهم الأحمر ومنهم الأسود ومنهم بين ذلك. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّين ﴾ [الانفطار: 9]، أي: بل إنما يحملكم على مواجهة الكريم، ومقابلته بالمعاصي، تكذيبٌ في قلوبكم بالمعاد، والجزاء، والحساب. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِين * كِرَامًا كَاتِبِين ﴾ [الانفطار: 10-11]، أي: أن كل إنسان عليه حفظة يكتبون أعماله، وهؤلاء الحفظة كرام عدول لا يظلمون أحدًا، فلا يكتبون عليه ما لم يعمل، ولا يتركوا كتابة شيء من أعماله الصالحة، قَالَ تَعَالَى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ﴾ [ق: 18].
ومن خواص القرآن: روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أنّه قال: «من قرأ هذه السورة أعاذه اللّه تعالى أن يفضحه حين تنشر صحيفته ، وستر عورته ، وأصلح له شأنه يوم القيامة ، ومن قرأها وهو مسجون أو مقيّد وعلّقها عليه ، سهّل اللّه خروجه ، وخلّصه ممّا هو فيه وممّا يخافه أو يخاف عليه ، وأصلح حاله عاجلا بإذن اللّه تعالى»... 30/04/2015