قال ابن قدامة في المغني: قال أحمد في المسح على الجوربين بغير نعل إذا كان يمشي عليهما ويثبتان في رجليه فلا بأس، وفي موضع قال: يمسح عليهما إذا ثبتا في العقب. وفي موضع قال: إذا كان يمشي فلا ينثني فلا بأس بالمسح عليه فإنه إذا انثنى ظهر موضع الوضوء، ولا يعتبر أن يكونا مجلدين. قال أحمد: يذكر المسح على الجوربين عن سبعة أو ثمانية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن المنذر: إباحة المسح على الجوربين عن تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى. والشراب الخفيف غير داخل في مواصفات الجورب الذي يجوز عليه المسح عند الكثير من أهل العلم، لأنهم اشترطوا لجواز ذلك أن يكونا ساترين لموضع الفرض، وأن يكونا غليظين بحيث يمكن المشي عليهما، أخذا من المفهوم العام لمعنى الخف المعروف عند الصحابة الكرام. ومن العلماء من لم يشترط للجورب وفي معناه الشراب أن يكون ثخينا أوغليظا بحيث يمكن المشي به كما يمشي بالخف والنعل لعدم ورود نص فى ذلك. ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: يَجُوزُ الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ إذَا كَانَ يَمْشِي فِيهِمَا سَوَاءٌ كَانَتْ مُجَلَّدَةً أَوْ لَمْ تَكُنْ.
[٨] المراجع ↑ محمد الشوبكي (12-5-2015)، "المسح على الخفين: تعريفه ومشروعيته" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم: 206، صحيح. ↑ أمين الشقاوي (6-6-2015)، "المسح على الخفين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 12-9-2018. بتصرّف. ↑ "ما كيفية المسح على الخفين؟ " ، ، 21-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 12-9-2018. بتصرّف. ↑ صلاح الدق (4-3-2017)، "المسح على الخفين والجوربين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 12-9-2018. بتصرّف. ↑ "ما الفرق بين الخف والجورب؟ " ، ، 1-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف. ↑ "شروط صحة المسح على الحذاء" ، ، 28-9-2010، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف. ↑ "حكم المسح على الحذاء ثم خلعها" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
كيفية المسح على الجوارب بعد التعرّف على شروط مسح الجوارب، سنتطرق إلى شرح كيفية المسح على الجورب وهي كالتالي: يستحب البدء بمسح القدم اليمنى باليد اليمنى، وذلك لإنَّ التيمّن مستحب في الوضوء وجميع الأعمال، ولا غثم في عكس ذلك. يفضّل بدء المسح على الجوارب من الأسفل حيث أصابع القدم بإتجاه الأعلى إلى الساق. لا يشترط في مسح الخف قدرٌ معيّن عند الشافعية. يذهب الحنابلة إلى عد جواز أسفل الخف وذلك لقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لو كان الدّين بالرّأي لكان أسفل الخفّ أولى بالمسح من أعلاه، لقد رأيت رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يمسح على ظاهر خُفيّه". الفرق بين الخف والجوارب يكمن الفرق بين الخف والجورب في المكونات والمواد التي يُصنع كلّ منهما، وطريقة الاستعمال، وفي ذلك نوضّح:[8] الخف: وهو ما يصنع من الجلود، ويفصل القدم عن موطئها، أي أنَّه سميك بما يكفي ليحمي القدم أثناء السير، ويحاط بجلود أخرى تستر القدم حتى الكعبين، ويمكن أن يكون مصنوع منغير الجلد على أن تكون المواد غليظة وسميكة كفايةً لتحمي القدم، وتحقق شرطي التدفئة والستر، فالخف هو ما يستطيع الإنسان المشي به ومتابعة المسير. الجوارب: هو ما يصنع من الصوف الغليظ، أو النسيج الرقيق، أو الوبر أو غيرها من النسائج، والتي يرتديها المرء في قدمه، لكنها لا تكفي الإنسان لمتابعة المسير فيها فهي لا تحمي القدم أثناء السير.
فالحمد لله أن الله ما جعل علينا في الدين من حرج.