وينفذ "ناكاتا" الوصية. يتحتم على القارئ لفهم ألغاز رواية كافكا على الشاطئ أن يدع الخيال يسيطر وأن يبتعد عن التفسير العقلاني، ويتحتم عليه أن يجمع الأحداث، وأن يجد الألغاز قبل الشروع في حلها، عليه أن يبقي عقله يقظًا ليحافظ على تشابك الشخصيات. إنها رواية التي نستطيع تصنيفها أنها متاهة للعقل. اقرأ أيضًا: عوالم خاصة.. عندما يكون الأدب أكثر إنسانية من الواقع
[٣] الحوار والسرد في رواية كافكا على الشاطئ الحوار هو المادة التي يتمكّن الكاتب من خلالها أن يُوصل مجموعة الأفكار إلى القارئ دون أن يتدخل بشكل مباشر، ومن ذلك ما جاء على لسان أحد شخوص الرواية: يجب أن تنظر وهذه قاعدة أخرى من قواعدنا، إغماض العينين لن يغير شيء لا شيء سيختفي لمجرد أنك لا تريد أن تراه، بل ستجد أن الأمر ازداد سوءًا في المرة التالية التي تنظر فيها هذا هو العالم الذي نحيا فيه، أبق عينيك مفتوحتين على وسعهما الجبان فقط هو من يغمض عينيه إغماض عينيك وسد أذنيك لن يوقف الزمن". استطاع الكاتب من خلال هذا الطرح في الرواية أن يُقدّم بشكل واضح فلسفته في الحياة، فلسفة الحذر التي يجب على كل إنسان تبنيها حتى يخرجه من اللعبة بنجاح دون أن يخسر نفسه ولا ذاته، ولا يهوى في مستنقع الحياة دون أن يلتفت إليه أي أحد. تحليل شخصيات رواية كافكا على الشاطئ وردت مجموعة من الشخصيات في رواية كافكا على الشاطئ من بينها ما يأتي: [٤] كافكا الشخصية الرئيسة في الرواية، وهو الابن الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، والذي غادر طوكيو من أجل أن يعيش وحده. ناكاتا الشخصية الرئيسة الثانية في الرواية، وهو العجوز الذي أُصيب في الحرب العالمية الثانية، وأثر ذلك بشكل مباشر على ذاكرته.
كافكا على الشاطئ يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "كافكا على الشاطئ" أضف اقتباس من "كافكا على الشاطئ" المؤلف: هاروكي موراكامي الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "كافكا على الشاطئ" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
وصفته صحيفة الجارديان بأنه واحد من أعظم الكتاب الأحياء على وجه الأرض، إنه الكاتب الياباني الشهير هاروكي موراكامي الذي دخل عالم الكتابة دون أن يخطط لذلك فأصبح واحد من أشهر الكتاب تتهافت على كتاباته جميع الدول وليس اليابان فقط. وترجمت كتبه لأكثر من 50 لغة، ومع ذلك فهو لا يحب الأضواء وقرر السفر من اليابان بعد أن أصبحت تطارده الشهرة والناس في الشوارع. قصة هاروكي موراكامي ونشأته ولد الكاتب الياباني في 12 يناير عام 1949، في مدينة كيوتو، وعلى الرغم من أنه ولد بعد طفرة مواليد في اليابان عقب الحرب العالمية الثانية إلا أنه كان طفلا وحيدا لوالديه. كان جده لأبيه كاهن بوذي، وجده لأمه تاجر كبير، ووالديه يعملان سويا في تدريس الأدب الياباني، وهو ما جعله يتأثر بشدة بالأدب وينمو لديه حب الاطلاع والمعرفة. فأحب الموسيقى والأدب الغربي، والروسي أيضا، وقرأ العديد من الكتب في صغره، فقرأ لجاك كيروك، فرانس كافكا، ريتشارد بروتيغام، جوستاف فلوبير. كما تأثر بكتب كورت فونيجت، فيودور دوستويفسكي، وتشارلز ديكنز، وفيما بعد أصبح تأثير الكتب الغربية وتأثره بكتابهم واضح في كتاباته اليابانية مما جعلها مميزة عن باقي الكتاب.
فعاد للمنزل وبدأ في الكتابة، وانتهى من روايته في خلال عشرة أشهر، كان يكتب لبعض الوقت مساء كل يوم بعد انتهاء عمله في المقهى، وحينما انتهى من روايته كان عدد صفحاتها 200 صفحة فأرسلها لمسابقة للروايات الطويلة للكتاب الجدد، وفاز بالجائزة الأولى. شجع نجاح روايته الأولى "موراكامي" على ممارسة الكتابة فأصدر منها الجزء الثاني وأطلق عليه بينبول، وقرر أن يغلق المقهى ويتفرغ للكتابة مع نجاح روايته الثانية التي لاحقها بالجزء الثالث مطاردة خروف بري، والتي أشاد بها النقاد ووضعته في مصاف الكتاب اليابانيين في ذلك الوقت. وعلى الرغم من نجاح الثلاث روايات مجتمعة والتي أطلق عليها اسم ثلاثية الجرذ، فإن "موراكامي" ظل لسنوات لا يرغب في ترجمة أول جزئين فيها، وقال إنه يراهم غير ناضجين، أما جزها الثالث مطاردة خروف بريء فهي أول رواية له حينما يقرأها يشعر أنه يقرأ قصة جيدة، وهو ما يدفعه للاستمرار بالكتابة. أشهر روايات هاروكي موراكامي بعد نجاح الثلاثية الأولى له في عام 1985 نشر موراكامي روايته "أرض العجائب الحارة ونهاية العالم"، ومع كل رواية يصدرها كان تزيد شهرته في اليابان، وينتظر الكتاب ويتهافتون على روايته الجديدة.
ويصوغ لنا هذا الكاتب العبقري في كتابه حكايةً غنيّةً في أسلوبها عميقةً في مواضيعها، مما أكسبها مكانةً مستحقةً على مستوى الأدب العالمي.