بقلم: وخير جليس في الزمان كتاب الدكتور:حسن فالح البكور تتعدد مصادر المعرفة ومنابعها كما تتنوع المعرفة بذاتها, فمنها الفلسفية والمنطقية, والدينية, والاقتصادية, والسياسية... الخ, ولكل معرفة مدارسها وروادها ومنظّروها وتلاميذها ومناهجها, ولكل حزب أو فئة تأنس لثقافتها التي تعدّ سبيلها في الحياة, وتفتخر بحضارتها وإرثها وتقاليدها, لأنها المكوّن لهويتها وحاضرها ومستقبلها, ومن هنا جاء الاهتمام بالكتاب بصرف النظر عن طبيعته ومحتوياته ومضامينه, باعتباره المرآة التي تعكس ثقافة مؤلفه ومعرفته.
موقع أبونا - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د. رفعت بدر بقلم: أشخين ديمرجيان - القدس كما قال أبو الطيّب المتنبّي: "أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سَرجُ سابحٍ *** وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ"... الكتاب أفضل من التهافت على القنوات الفضائية المرئية أو المسموعة وأفضل من جميع وسائل التواصل الاجتماعي. خير جليس في الزمان كتاب | Abouna. وأفضل من سياسة العولمة: العولمة الاقتصادية وتليها العولمة الاجتماعية والثقافية وتُعَدّ كلّها عملية تدخّل وسيطرة في ثروات الدول، وفرض قوانين جديدة تستفيد منها الدول الرأسمالية المتحكمة في الاقتصاد العالمي وفي هوية الدول الأخرى الثقافية خاصة... ويُعرّف مالكوم واترز مؤّلف كتاب العولمة بأنّها «كلّ المستجدّات والتطوّرات التي تسعى بقصد أو بلا قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد». كثر المعارضون على سياسة العولمة لأنّ لها مساوىء كثيرة. على سبيل المثال فهي من الناحية الاقتصادية تهدف إلى جعل الاقتصاد في قبضة قلّة قليلة من الأثرياء يطمعون في استغلال العالم كما يحلو لهم ويطيب من غير شبع. وفي نفس الوقت تسبّب العولمة الاقتصادية الإسراف في استهلاك الناس للسلع المعروضة.
الكتاب صديق وفيٌّ لا يخون، ومتحدث لبيب لا يُمَلُّ حديثه، "آمن مِنَ الأرض، وأكتم من صاحب السر، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة"؛ كما يقول الجاحظ (ت: 255هـ).
أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ قالها أبوالطيِّب المتنبِّي، يوم كان للأدباء والشعراء دورٌ في التَّوجيه والنُّصح. ويوم كانت لغتنا العربيَّة الجميلة لغة العصر، ولمُجيدها -خطابةً، ونثرًا، أو شعرًا- مكانةٌ مرموقةٌ في المجتمع، ويخطبُ ودَّه عِلْيَةُ القوم. وكانت أقوالُهم سائدةً مدى العصور، ما دامت قد قِيلت عن صدق، ونيَّة صالحة. ومع أنَّ المركبات المدنيَّة والعسكريَّة قد حلَّت اليوم محلَّ السروج السابحة، فإنَّ الكِتاب لم يزل خيرَ جليسٍ! في زمنِ فوضى وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، خاصَّةً التي نعيشها هذه الأيَّام، التي سُلبت فيها حرِّيتنا في القراءة؛ بسبب طغيان القنوات المرئيَّة والمسموعة. خير جليس في الزمان كتاب للمتنبي. والعديد منها يأتمر بجهات استخباراتيَّة تعملُ على مسح ما في ذاكرة الشعوب من معلومات مخالفة لرؤيتها، وللعالم الجديد الذي تتطلَّع لفرضه على الجميع. وقياسًا على قول المتنبِّي: «وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزّمانِ كِتابُ».. فقد عادت الكتبُ خيرَ ما تُهدى هذه الأيَّام للأهل والأصدقاء! وخيرُ مَن يهديها، ومَن تُهدى إليه مَن عشقوا قراءة سير العظماء. في زيارتي الأخيرة لصاحبِ السموِّ الملكيِّ الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ أمير منطقة المدينة المنوَّرة، دار حديثٌ عن رجال القلم، والسياسة، والحكمة ممَّن استعان بهم الملك المؤسِّس عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- في بناء دولة تحافظ على ثوابت العقيدة، وتساير متطلَّبات العصر.
الجليس هو الذي يختاره أحدهم جليسا له، يفيدُ منه في المشاورة والنقاش والاستماع للتجارب المفيدة، فأنفع الجلاس هم أولئك الذين ينفعون من يجالسهم ويمنحونه خبرات وتجارب تجعل منه محنكا خبيرا في التعامل مع الحياة ومعوقاتها، ولكن قد تتباين درجة الفائدة والمنفعة بين جليس وآخر، وهناك من الناس إذا جالسته سينقل لك من المساوئ ما هو أكثر بكثير من المحاسن، أي هناك من البشر قد تكون مجالسته مسيئة تعود على الآخر بأفدح الخسائر المعنوية والأخلاقية وحتى المادية. إن السبيل إلى كشف الجليس من حيث الجودة والإساءة، قد تكون بالغة الصعوبة، فالإنسان لا يمكن معرفة سريرته وأخلاقه وسلوكه إلا بالتجارب العديدة والطويلة، وهناك من الناس من يُظهر الجانب الجيد من شخصيته، لكنه عندما يجدّ الجد تظهر شخصيته المبطّنة التي تحمل في طياتها الكثير من الشر، لهذا لا يمكن أن نحزر الجليس البشري إلا إذا أحسنّا الاختيار. هذا الأمر نفسه ينطبق على الكتاب أيضا، فقد قيل أن (الكتاب خير جليس في الزمان)، ولكن ينبغي أن يكون اختيارنا للكتاب سليما، خاصة أن مت الكتاب وبطنه تضج بالأفكار، منها ما هو حسن ومفيد للعقل، ومنها ما يقوده إلى الانحراف، وهناك أطراف ثلاثة تقود الى كسب المعرفة النظرية، الاول هو الانسان، ثم القراءة، ثم الكتاب، ولسنا هنا بصدد الجوانب التعليمية والمناهج التدريسية، وما الى ذلك مما يصب في تحصيل المعارف، بل نتحدث هنا عن أهمية وكيفية تحصيل الانسان للمعرفة النظرية، وفق سعي وجهد فردي يستند إلى رؤية سليمة لروافد الفكر السليم.
وقوله: ( ومخرج الميت من الحي) معطوف على ( فالق الحب والنوى) ثم فسره ثم عطف عليه قوله: ( ومخرج الميت من الحي). وقد عبروا عن هذا وهذا بعبارات ، كلها متقاربة مؤدية للمعنى ، فمن قائل: يخرج الدجاجة من البيضة ، والبيضة من الدجاجة ، ومن قائل: يخرج الولد الصالح من الكافر ، والكافر من الصالح ، وغير ذلك من العبارات التي تنتظمها الآية وتشملها. ثم قال: ( ذلكم الله) أي: فاعل هذه الأشياء هو الله وحده لا شريك له ( فأنى تؤفكون) أي: فكيف تصرفون من الحق وتعدلون عنه إلى الباطل فتعبدون مع الله غيره. وخير جليس في الزمان كتاب. تفسير ابن كثير* أترككم مع الصور.. سبحان الله نوى تشق الثرى وبراعم تستنشق الهواء جهاد من أجل البقاء رسالة ومازال البرعم محتفظ بالنوى سبحان الله! شق البرعم الثرى وهو متمسك بالنوى يا جمال هذا الالتصاق!! كالبعض ، نشعر أنهم لا يودن أن ينفكوا عن محبينهم وكأننا نراهم يلتصقون بهم التصاقا!! والحقيقة أننا لا ندري من فيهم يتلصق بمن ومن الذي لا يريد الإنفكاكا!! |
تلك هي الصورة القاتمة التي يعيشها بعض الشباب فمن تائه في سراب الحياة الخادع, فتفرقت بهم السبل, فكانوا على هامش الحياة تجاوزوا طريق الحق وتطاولوا في أعمال الهدم والتخريب, وباعوا كل كتاب بثمن بخس, وكانوا فيه زاهدين وإلى غيره يتطلعون ويتمنون, تلك هي الفئة الضالة المتشبثة بالحياة, أبت أن تحلق في المعالي ومنازل النجوم, وارتضت لنفسها الإنقياد لمتاع الدنيا الزائل, فكانت في الحضيض, وشتان بين الهمم العالية الشامخة شموخ النسور, وبين الخفافيش. أما الصورة المشرقة فقد تمثلت بمن جعل الكتاب خير جليس في كل حال, وسمت نفسه وضميره الخلاق عن سلوك الصغار بالمعالي وهمم الرجال, وتعالوا على مستنقعات الغاويات والإغراء, وراحوا يدوسون بالنعال على مواطن الذل والاستكانة والخذلان, ودحرجوا بأرجلهم عن موطنهم غيوم السوء وريح الضياع, وقذفوا وهم يتربعون على قصور موائد الكتاب منازل الأشرار الخاوية عروشهم من آثار الكتاب.