الكعبة اليمانية. فقال البخاري: ثنا يوسف بن موسى، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قبس (قيس)، عن جرير قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا تريحني من ذي الخلصة؟ " (3) فقلت: بلى فانطلقت في خمسين ومائة (2) فارس من أحمس (3) وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال " اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا " قال فما وقعت عن فرس بعد. قال وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له الكعبة اليمانية. إسلام ويب - البداية والنهاية - ثم دخلت سنة خمس وثمانين - الأحداث التي وقعت فيها- الجزء رقم12. قال: فأتاها فحرقها في النار وكسرتها، قال: فلما قدم جرير اليمن. كان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هنا فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال: لتكسرنها وتشهد أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك؟ فكسرها وشهد. ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أرطاة (4) إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بذلك، قال: فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
ودفن في المغارة المذكورة عند امرأته سارة التي في مزرعة عفرون الحيثي ، وتولى دفنه إسماعيل وإسحاق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وقد ورد ما يدل أنه عاش مائتي سنة ، كما قاله ابن الكلبي. وقال أبو حاتم بن حبان في صحيحه: أنبأنا المفضل بن محمد الجندي [ ص: 404] بمكة ، حدثنا علي بن زياد اللحجي ، حدثنا أبو قرة عن ابن جريج ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اختتن إبراهيم بالقدوم ، وهو ابن عشرين ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة. البداية والنهاية - ط الفكر - ابن كثير - مکتبة مدرسة الفقاهة. وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق عكرمة بن إبراهيم ، وجعفر بن عون العمري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد ، عن أبي هريرة موقوفا. ثم قال ابن حبان: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر وهم ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اختتن إبراهيم حين بلغ مائة وعشرين سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ، واختتن بقدوم. وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: وقد أتت عليه ثمانون سنة.
وقيل: ببابل. وقيل: بالسواد من ناحية كوثى. وتقدم عن ابن عباس أنه ولد ببرزة شرقي دمشق ، فلما أهلك الله نمرود على يديه ، وهاجر إلى حران ، ثم إلى أرض الشام ، وأقام ببلاد إيليا كما ذكرنا ، وولد له إسماعيل وإسحاق ، وماتت سارة قبله بقرية حبرون التي في أرض كنعان ، ولها من العمر مائة وسبع وعشرون سنة فيما ذكر أهل [ ص: 403] الكتاب فحزن عليها إبراهيم عليه السلام ، ورثاها رحمها الله ، واشترى من رجل من بني حيث يقال له: عفرون بن صخر مغارة بأربعمائة مثقال فضة ، ودفن فيها سارة هنالك. قالوا: ثم خطب إبراهيم على ابنه إسحاق فزوجه رفقا بنت ثبويل بن ناحور بن تارخ وبعث مولاه ، فحملها من بلادها ومعها مرضعتها وجواريها على الإبل. قالوا: ثم تزوج إبراهيم عليه السلام قنطورا فولدت له ؛ زمران ، ويقشان ، ومادان ، ومدين ، وشياق ، وشوح ، وذكروا ما ولد كل واحد من هؤلاء أولاد قنطورا. وقد روى ابن عساكر عن غير واحد من السلف عن أخبار أهل الكتاب في صفة مجيء ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام أخبارا كثيرة الله أعلم بصحتها. وقد قيل: إنه مات فجأة. وكذا داود وسليمان والذي ذكره أهل الكتاب وغيرهم خلاف ذلك. قالوا: ثم مرض إبراهيم عليه السلام ومات عن مائة وخمس وسبعين.
وقد تذكرت يزيد بن أبي كبشة ويزيد بن حصين بن نمير ، ويزيد بن دينار ، فليسوا هناك وما هو - إن كان - إلا يزيد بن المهلب ، فقال عبيد: لقد شرفتهم ، وعظمت ولايتهم ، وإن لهم لعددا وجلدا وحظا فأخلق به. فأجمع رأي الحجاج على عزل يزيد بن المهلب ، فكتب إلى عبد الملك يذمه ويخوفه غدره ، ويخبره بما أخبره به ذلك الشيخ ، وكتب إليه عبد الملك: قد أكثرت في شأن يزيد ، فسم رجلا يصلح لخراسان ، فوقع اختيار الحجاج على المفضل بن المهلب ، فولاه قليلا تسعة أشهر ، فغزا باذغيس وغيرها ، وغنم مغانم كثيرة ، وامتدحه الشعراء ثم عزله بقتيبة بن مسلم. قال ابن جرير: وفي هذه السنة قتل موسى بن عبد الله بن خازم بترمذ.