تفسير سورة الفيل | تفسير قِصار السور - YouTube
فلما جاء الليل دخل القليس فتغوط فيها ولطخها بالعذرة؛ ليعلم أبرهة أن هذا باطل ولن يكون ولن يحج أحداً إلى هذا البيت. تغوط فيه ولطخ جدرانه بالعذرة، ومعنى ذلك: أنه يتكلم بلسان العرب، وأنهم لا يقبلون هذا ولن يحج أحد منهم إليه، وبلغ الخبر الزعيم أبرهة وثارت ثائرته وغضب غضبته وقال: لأهدمن كعبتهم انتقاماً للقليس. وجهز أبرهة جيشاً عرمرماً فيه قرابة الثلاثة عشر فيلاً، وهناك فيل يقال له: محمود هو أعظم تلك الفيلة. وقد كان أبرهة يرمي إلى أنه سيأتي إلى الكعبة ويشدها بالسلاسل ويربطها بالفيل ويضربه فيجرها معه فيهدمها ويلصقها بالأرض، تماماً كما تهدون الآن بهذه الآلة، وقد سبقكم بهذا أهل اليمن. تفسير سورة الفيل كرتون. إذاً: هو فكر في أن هذا الفيل محمود القوي يأتي به إلى المسجد الحرام ويربط الكعبة بالسلاسل ثم يعلقها به ويدفع الفيل فيسحبها فتسقط في لحظة. إذاً: خرج متجهاً إلى الكعبة، وكان العرب يتلقونه بالحرب فيهزمهم، وما من قبيلة تتعاون على قتاله إلا ويضربها ويأخذ رئيسها أسيراً معه، فلا طاقة لهم بحرب دمرت ودبرت، فلما وصل وانتهى إلى مشارف مكة أجرى سفارة بينه وبين زعيم مكة: عبد المطلب جد نبينا صلى الله عليه وسلم، وكان شيخ مكة ورئيسها، وكان جيش أبرهة قد استولى على إبل لـ عبد المطلب قوامها مائتا بعير وأخذها للجيش ليأكل، فلما جاء السفير إلى عبد المطلب قال: إن أبرهة يدعوك للتفاهم أو التشاور في كيفية دخول مكة وهدم الكعبة.
وعلى ما سبق، فإن الفِكرة الوحيدة التي تقدَّم بها "العرب للبشرية، كانت هي العقيدة الإسلامية، وهي التي رفعتهم إلى مكان القيادة، فإذا تخلوا عنها لم تعدْ لهم في الأرض وظيفة، ولم يعدْ لهم في التاريخ دور، وهذا ما يجب أن يذكره العرب جيدًا إذا هم أرادوا الحياة، وأرادوا القوة، وأرادوا القيادة" [2] حول المعجم: الكيد: وردت كلمة الكيد في القرآن كله تسع و عشرون (29) مرة، وهي تدلُّ على معالجةٍ لشيء بشدّة. قال أهلُ اللُّغة: الكيد: المعالجة. وكلُّ شيءٍ تُعالِجُه فأنت تَكِيدُه. هذا هو الأصل في الباب، ثم يسمُّون المَكر كيداً. قال الله تعالى: ﴿ أمْ يُرِيدُونَ كَيْداً ﴾ [الطور:42]. تفسير سورة الفيل – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور. ويقولون: هو يَكيدُ بِنَفسهِ، أي يجودُ بها، كأنَّه يُعالِجها لتخرُج. والكَيْد صِياح الغراب بجَهْدٍ. والكَيد أن يُخرِج الزّندُ النّار ببطءٍ وشدة، والكَيد: القَيء، وربّما سمَّوا الحَيض كيداً. والكَيد الحرب، يقال: خرجوا ولم يلقَوْا كيداً، أي حرباً، والمقصود به في هذه السورة الكريمة، والله أعلم، هو بمعنى المكر والحرب. الأبابيل: ﴿ أَرسل عليهم طيراً أَبابيل ﴾، وقيل إِبَّالة وأَبَابيل وإِبالة كأَنها جماعة، وقيل: إِبَّوْل وأَبابيل مثل عِجَّوْل وعَجاجيل، ولم يقل أَحد منهم إِبِّيل على فِعِّيل لواحد أَبابيل، وزَعم الرُّؤَاسي أَن واحدها إِبَّالة.
جعل كيدهم.. مكرهم.. تعبئتهم.. رجالهم.. أطفالهم.. عدتهم.. ما حسبوه.. ما ظنوه.. تفسير سورة الفيل. ما أرادوه، كل ذلك فكروا فيه في أكثر من سنة، فجعل الله كيدهم في ضلال، ولم يستفد إلا الخزي وعذاب الدنيا والآخرة. إذاً: هذا هو ربك، فلا تخف من هذه المجموعة التي لا قيمة لها. تفسير قوله تعالى: (وأرسل عليهم طيراً أبابيل) تفسير قوله تعالى: (ترميهم بحجارة من سجيل) ثم قال تعالى: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [الفيل:4] وأصل (سِجِّيلٍ) بالنون.. سجين، وقلبت نونه لاماً، وإلا فسجين هو السجن، مبالغة في السجن كسكير مبالغة في السكر، وعرفنا أن سجين أسفل دركات الكون في عالم الشقاء.. وأرواح المجرمين في سجين. إذاً: هذه الحجارة لم تكن من أفران ذرة، ولا أفران طين، ولا أفران في القاهرة أو في باريس أو في أي مكان، بل خرجت من البحر. إذاً: والله لمن عالم الشقاء. وستقولون: كيف تصل يا شيخ؟ كيف تجتاز المسافات الطويلة وتصل؟ فأقول: أنت بهلول! أما علمت أن نبيك صلى الله عليه وسلم اجتاز السبع الطباق مسافة سبعة آلاف وخمسمائة عام ذهاباً وإياباً والتقى بأهل الملكوت الأعلى، وتحدث مع ربه وناجاه، وفرض عليه الصلاة وعاد وفراشه لا زال دافئاً ما برد.
3- في السورة دعوة واضحة إلى الثقة بالله تعالى، وأنه هو وحده سبحانه القادر على نصرة دينه وبيته و نبيه و أوليائه، و من تدبر هذه السورة بإمعان أدرك لا محالة سر حفظ الله لبيته بسرب من الطير الضعيف من جيش عرمرم، وفي هذا يقول ابن تيميَّة:"مَن تدبَّر القرآن طالبًا الهدى منه، تبيَّن له طريق الحق". [3] 4- و في زماننا هذا ؛ فإن نصر الله قريب ولكن لابد من تحقيق الشرط ليتحقق جواب الشرط، لأن القاعدة القرآنية تقول:﴿ إن تنصروا الله ينصركم ﴾. 5- وجاء التشبيه في النص الكريم تشبيه مرسلا ليدع للقارئ باب التدبر مفتوحا على مصراعيه، ليفهم ما شاء من معان وصور. التفريغ النصي - تفسير سورة الفيل - للشيخ أبوبكر الجزائري. 6- ما نوع العذاب الذي أباد به الله أبرهة وجنده ؟ وكيف أثرت تلكم الحجارة التي لا تتعدى حبة الحمص في أجسام غلاظ فجعلتهم كعصف مأكول ؟ هنا تكمن عظمة الله ،سبحانه وتعالى، في فعله ما يشاء بما يشاء كيف يشاء بمن يشاء ؟فلا عجب "من أن يرسل الله طيرا خاصا يحمل حجارة خاصة تفعل بالأجسام فعلا خاصا في اللحظة المقررة" [4]. 7- فائدة عظيمة فقد أخرج البخاري أنه: "لما أطلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية على الثنية التي تهبط به على قريش، بركت ناقتُه، فزجَروها، فألحَّت، فقالوا: خلأت القصواء؛ أي: حَرَنَتْ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلُق، ولكن حبَسها حابسُ الفيل))، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، لا يَسألوني اليوم خطةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ الله، إلا أجبتُهم إليها))، ثم زجَرها، فقامت.
وقد وافق اسم سلاح التعذيب المعذَّب في كون كليهما غير عربيين. عصف: وردت هذه الكلمة في القرآن ثلاث(03) مرات ، وههنا﴿ كعَصْف مأَكول ﴾، له معنيان: أَحدهما أَنه جعل أَصحاب الفيل كورق أُخذ ما فيه من الحبّ وبقي هو لا حب فيه، والآخر أَنه أَراد أَنه جعلهم كعصف قد أَكله البهائم. ﴿ والحبُّ ذو العَصْف والرَّيْحانُ ﴾؛ يعني بالعصف ورق الزرع وما لا يؤكل منه، وأَمّا الريحان فالرزق وما أُكل منه، وقيل: العَصف والعَصِيفةُ والعُصافة التّبْن، وقيل: هو ما على حبّ الحِنطة ونحوها من قُشور التبن. تفسير السعدي سورة الفيل. وعلى هذا؛ فقد أصبح جيش أبرهة عبارة عن أجساد ملقاة على الأرض، لا روح فيها، و لا حركة، ولا حياة؛ بل أجسام بالية لا ترى فيها ولا حولها إلا حطاما وانكسارا. مجمل معنى السورة: الخطاب موجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فيه استفهام تقريري يثبت ما وقع لجيش أبرهة الذي حاول هدم الكعبة المشرفة ليلفت الناس عنها، ولكنّ ربك بالمرصاد فحوّل كيدهم إلى هزيمة نكراء جعلت منهم أحاديث ترويها الأجيال وتناقلها الأخبار. والمقصد العام هو أن الأمر لله من قبل ومن بعد. الفوائد العظيمة للسورة: 1- نصر الله آت ولو بعد حين. 2- تثبت هذه السورة على أن أعظم بيت فوق الأرض هو بيت الله الحرام في مكة، التي هي موطن خاتم الرسل، صلى الله عليه وسلم.
ورفع معالي النائب العام الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على ما يلقاه جهاز النيابة العامة من الدعم المستمر والمتابعة الدؤوبة، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم عزهما وتوفيقهما، وأن يديم على وطننا أمنه واستقراره ورخاءه في ظل قيادته الرشيدة، وأن يوفق الأعضاء المعينين لخدمة دينهم ووطنهم وأن يكونوا أهلاً للاضطلاع بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.