فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ. وَقَالَتِ ٱمۡرَأَتُ فِرۡعَوۡنَ قُرَّتُ عَيۡنٖ لِّي وَلَكَۖ لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ. وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ. وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ. ۞وَحَرَّمۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَٰصِحُونَ. فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ. صدق اللــــــــه العظيــــم قتل موسى لرجل من قوم فرعون: بيوم من الأيام بينما كان سيدنا "موسى" عليه السلام يمر بإحدى طرقات المدينة. قصة موسى عليه السلام و فرعون | حواديت اطفال. وكانت حينها الطرقات خلت من الناس والمارين بها، في هذا الوقت. ويرجح أن الوقت كان ليلا، وكان هناك رجلان يقتتلان، أحدهما إسرائيلي، والآخر مصري.
ثانياً/ سياسة جبابرة الأرض وفراعنتها واحدة في استخدام العنف والقتل والبطش؛ حفاظاً على سلطتهم وملكهم، وقد غاب عنهم أنهم لن يقفوا في وجه إرادة الله ولو دامت العروش لمن سبقهم لما وصلت إليهم وإذ يمكرون فالله خير الماكرين. ثالثاً/ استخفافهم بالناس وحرصهم على قمع التفكير خارج صندوقهم، وإظهار شدة حرصهم على مصالح الرعية؛ فكل من يخرج من دوائرهم فهو عدو لدود، فأنت مواطن صالح ما دمت لا ترى إلا ما يرون ولا تعتقد إلا بما يعتقدون. رابعاً/ الموقف المشرق للمرأة المسلمة في التزامها لأمر الله وطاعته وتغليب أمره على رأيها وعاطفتها فإذا قضى الله شيئاً ما كان للمؤمنين من خيرة في أمرهم، فانظر لأمّ موسى تلقي به بيديها في اليم لقوله تعالى: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [القصص:7] وجاء في تفسير هذه الآية الكريمة: "فقد فعلت ما أوحى الله إليها فيه" [الطبري] وتصرف أخته الحكيم فتكتم مشاعرها وتشدد على قلبها كي لا يفتضح أمرها وأمها وفي ذلك رد على من يشككون بمقدرة المرأة على حفظ الأسرار الخطيرة. وهذه آسيا -امرأة فرعون- التي لم يمنعها جبروت زوجها ولا بطشه من الإيمان بدعوة موسى ورسالته والكفر بفرعون، فلم تتذرع بضعفها أمام جبروت زوجها بل لم تتكل على كون أمرها بيد زوجها؛ فالمرء لا تملك كل القوى أن تقيد من حرية فكره ومعتقده مهما كان مستضعفاً أو ضعيفاً، فتأمل اختيارها لما عند الله -عز وجل- وتنازلها بمحض إرادتها عن حياة القصور وترفها ونعيمها، فاختارت ما عند الله؛ لأنها أيقنت أنه خير وأبقى.
النبي موسى عليه السلام أرسل الى قوم فرعون، عرف النبي موسى عليه السلام في انه من احد انبياء الله المرسلين، وانه ولد موسى عليه السلام ما بعد اصدار فرعون قرار في قتل كل ولد يولد من الذكور، وما كان على ام موسى في ان تقوم في اخفائه عن اعين الناس من بعد ما حملت به، وحين ولادته قام الله سبحانه وتعالى في الهامها في انه تضعه في صندوق بالبحر مقابل بيتها، وقامت في فعل ذلك وهي صابرة.
ذكرت وما الله بغافل عما تعملون: 5 مرات منهم 4 في سورة البقرة وواحدة في سورة ال عمران.
الصرف: (عوجا)، مصدر سماعيّ لفعل عاج يعوج باب نصع وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي المصدر مفتوح الفاء ولكنّ العرب فرّقوا بينهما فخصّوا المكسور الفاء بالمعاني والمفتوح الفاء بالأعيان.. تقول في دينه وكلامه عوج بالكسر، وفي الجدار عوج بالفتح. الفوائد: 1- قوله تعالى: (وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ). هذه (ما) النافية الحجازية. وهي لا تعمل عمل ليس إلا في لغة أهل الحجاز الذين جاء القرآن الكريم بلغتهم، وبلغة أهل تهامة ونجد، ولذلك سميت (ما النافية الحجازية). أما في لغة تميم فهي مهملة وما بعدها مبتدأ وخبر. و(ما الحجازية) لا تعمل عمل ليس إلّا بأربعة شروط: أ- أن لا يتقدم خبرها على اسمها. كم مرة ذكرت وما الله بغافل عما تعملون - إسألنا. ب- أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها. ج- أن لا تزاد بعدها (إن). د- أن لا ينتقض نفيها ب (إلا). فإن فقد شرط من هذه الشروط بطل عملها كقوله تعالى: (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ).. إعراب الآية رقم (100): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100)}.
2- حَقَّ تُقاتِهِ، وردت الصفة مضافة إلى موصوفها لتمكّن الصفة والمبالغة بها من جهة وللجرس الموسيقي من جهة ثانية، ولا ينكر التعبير بالجرس في آياته تعالى لأن اللّه أراد أن يكون كتابه مشفوعا بسائر عناصر التأثير في قلب السامع وعقله فجعل الجرس الموسيقي أحد عناصر وعوامل هذا التأثير. 3- شَفا حُفْرَةٍ (الشفا) يجوز تذكيره وتأنيثه، وقد ورد العائد عليها مؤنثا (فأنقذكم منها) فإذا اعتبرنا (الشفا) مؤنثا فيكون العائد مطابقا لما عاد عليه وإذا اعتبرنا الشفا مذكرا فيكون قد اكتسب التأنيث مما أضيف إليه وهو (الحفرة) وهذا وجه مطرد في عالم النحو واللغة، فقد يكتسب المضاف المذكر التأنيث من المضاف إليه المؤنث كما يكتسب المضاف المؤنث التذكير من المضاف إليه المذكر، فمن الأول قول الشاعر: وما حب الديار شغفن قلبي ** ولكن حب من سكن الديارا
قال أبو العالية وقتادة وغيرهما: المراد قلوب جميع بني إسرائيل. وما الله بغافل عما تعملون البقرة. وقال ابن عباس: المراد قلوب ورثة القتيل، لأنهم حين حيي وأخبر بقاتله وعاد إلى موته أنكروا قتله، وقالوا: كذب، بعد ما رأوا هذه الآية العظمى، فلم يكونوا قط أعمى قلوبا، ولا أشد تكذيبا لنبيهم منهم عند ذلك، لكن نفذ حكم الله بقتله. اهـ [2] ♦ ﴿ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ فسرها السعدي بإيجاز فقال-رحمه الله: ثم وصف قسوتها بأنها ﴿ كَالْحِجَارَةِ ﴾ التي هي أشد قسوة من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار، ذاب بخلاف الأحجار. وقوله: ﴿ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار، وليست "أو "بمعنى "بل "ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم، فقال: ﴿ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ فبهذه الأمور فضلت قلوبكم.