وجملة ادخلوها بسلام من تمام مقول القول المحذوف. وهذا الإذن من كمال إكرام الضيف أنه إن دعي إلى الوليمة أو جيء به فإنه إذا بلغ المنزل قيل له: ادخل بسلام. والباء في بسلام للملابسة. والسلام: السلامة من كل أذى من تعب أو نصب ، وهو دعاء. [ ص: 321] ويجوز أن يراد به أيضا تسليم الملائكة عليهم حين دخولهم الجنة مثل قوله: سلام قولا من رب رحيم. ومحل هذه الجملة من التي قبلها الاستئناف البياني لأن ما قبلها يثير ترقب المخاطبين للإذن بإنجاز ما وعدوا به. وجملة ذلك يوم الخلود يجوز أن تكون مما يقال للمتقين على حد قوله: فادخلوها خالدين ، والإشارة إلى اليوم الذي هم فيه. وأزلفت الجنَّة للمتَّقين غير بعيد !! - ساحة القرآن الكريم العامة - أخوات طريق الإسلام. وكان اسم الإشارة للبعيد للتعظيم. ويجوز أن تكون الإشارة إلى اليوم المذكور في قوله: يوم نقول لجهنم هل امتلأت فإنه بعد أن ذكر ما يلاقيه أهل جهنم وأهل الجنة أعقبه بقوله ذلك يوم الخلود ترهيبا وترغيبا ، وعلى هذا الوجه الثاني تكون هذه الجملة معترضة اعتراضا موجها إلى المتقين يوم القيامة أو إلى السامعين في الدنيا. وعلى كلا الوجهين فإضافة يوم إلى الخلود باعتبار أن أول أيام الخلود هي أيام ذات مقادير غير معتادة ، أو باعتبار استعمال يوم بمعنى مطلق الزمان.
وفائدة قوله: ( غَيْرَ بَعِيدٍ) بعد قوله ( وَأُزْلِفَتِ) للتأكيد والتقرير ، كقولك: فلان قريب غير بعيد ، وعزيز غير ذليل.. قال الجمل ما ملخصه: فإن قيل: ما وجه التقريب مع أن الجنة مكان ، والأمكنة يقرب مها وهى لا تقرب؟. فالجواب: أن الجنة لا تنقل.. لكن الله - تعالى لا يطوى المسافة التى بين المؤمن والجنة - حتى لكأنها حاضرة أمامه - وذلك من باب التكريم والتشريف للمؤمن. «وأزلـفـت الجـنة للمـتقـين غـير بعـيـد» - جريدة الوطن. البغوى: ( وأزلفت الجنة) قربت وأدنيت ( للمتقين) الشرك ( غير بعيد) ينظرون إليها قبل أن يدخلوها. ابن كثير: وقوله: ( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد): قال قتادة ، وأبو مالك ، والسدي: ( أزلفت) أدنيت وقربت من المتقين ، ( غير بعيد) وذلك يوم القيامة ، وليس ببعيد; لأنه واقع لا محالة ، وكل ما هو آت آت. القرطبى: قوله تعالى: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد أي: قربت منهم. وقيل: هذا قبل الدخول في الدنيا; أي: قربت من قلوبهم حين قيل لهم اجتنبوا المعاصي. وقيل: بعد الدخول قربت لهم مواضعهم فيها فلا تبعد. غير بعيد أي: منهم وهذا تأكيد. الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) يعني تعالى ذكره بقوله ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) وأُدنيت الجنة وقرّبت للذين اتقوا ربهم, فخافوا عقوبته بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه.
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) القول في تأويل قوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) يعني تعالى ذكره بقوله ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) وأُدنيت الجنة وقرّبت للذين اتقوا ربهم, فخافوا عقوبته بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) يقول: وأدنيت ( غَيْرَ بَعِيدٍ).
- الشيخ: لا لا ينصرون الغاوين أتباعهم ولا ينتصرون في أنفسهم. - القارئ: وظهرَ كذبُهم وخزيُهم ولاحَتْ خسارتُهم وفضيحتُهم وبانَ ندمُهم وضلَّ سعيُهم، {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} أي: أُلقُوا في النارِ {هُمْ} أي: ما كانُوا يعبدونَ. - الشيخ: يعني كُبكِبوا يعني المعبودون، المعبودون يُكبُّونَ في جهنم. - القارئ: {وَالْغَاوُونَ} العابدونَ لها، وَجُنُودُ. - الشيخ: فكُبكِبُوا فيها هم، نعم.
أما بعدُ: فإنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهَدْي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور مُحدثاتها، وكل بِدْعة ضلالة. عباد الله: افترض اللهُ على كلِّ مسلم ومسلمة محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يكمل الإيمان الواجب إلاَّ بمحبته - صلى الله عليه وسلم - المحبة الكاملة، التي تُقَدَّم على محبة المخلوقينَ كلهم؛ فعن أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين))؛ رواه البخاري (15)، ومسلم (44).
الحمد لله الذي فرض محبّة نبيّه على عباده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، شهادة تليق بجلاله وعظمته وسلطانه، وأشهد أن نبيّنا محمّداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل. أيّها المؤمنون: لقد فرض الله على عباده محبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسد جميع الطرق إلى جنّته إلا طريق محمّد صلى الله عليه وسلم.
فقال بن هانئ لا آمن عليك يا أبا عبد الله قال: افعل لو فعلت أفدتك قال بن هانئ فطلبت له موضعا آخرا فلما خرج قلت الفائدة يا إمام قال: لقد اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام ثم تحول وليس ينبغي أن يُتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرخاء ويترك في الشدة =**=**=**=**=**=**=**=**=**=**=**=**=**=** معشر الأحبة: بتلك المحبة سارت الأمة على اسم الله في نهار ضاحك وضّاح فصارت مثلا في المبادئ ساميا وذكرا في الأفواه ذائعا وثناءً على الشفاه شائعا وكانوا أزكى وأبقى على الأرض من أثر الغمام المنهل. بمثل هذه المحبة ترتفع راية الله في أرض الله ويومها يفرح المؤمنون بنصر الله اللهم إنّا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترزقنا محبة صادقة لنبيك صلى الله عليه وسلم ننال بها رضاك وتوردنا بها حوضه وتجمعنا بها معه في جنتك بمّنك وكرمك ورحمتك منقول بتصرف.