ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم قتل بني قينقاع، إذا بـ عبد الله بن أبي يدافع عنهم دفعاً شديداً، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أتقتلهم في غداة واحدة؟! ولم يزل يدافع عنهم حتى تركهم النبي صلى الله عليه وسلم له؛ تأليفاً لقلبه، وليس حباً لهذا الإنسان، عسى أن يصلح حاله، وأيضاً خوفاً من الفتنة؛ لأن أشياعه من الأنصار كثير، فقد كان خزرجياً، والخزرج أهل ود النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل دفاع عن دين الله عز وجل، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم فتنتهم بهذا الرجل المجرم عبد الله بن أبي ابن سلول ، فترك له هؤلاء اليهود، وأجلاهم النبي صلوات الله وسلامه عليه.
سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) قال أبو جعفر: يعني بقوله تعالى ذكره: ( سُورَةٌ أَنـزلْنَاهَا) وهذه السورة أنـزلناها. وإنما قلنا معنى ذلك كذلك؛ لأن العرب لا تكاد تبتدئ بالنكرات قبل أخبارها إذا لم تكن جوابا، لأنها توصل كما يوصل الذي، ثم يخبر عنها بخبر سوى الصلة، فيستقبح الابتداء بها قبل الخبر إذا لم تكن موصولة، إذ كان يصير خبرها إذا ابتدئ بها كالصلة لها، ويصير السامع خبرها كالمتوقع خبرها، بعد إذ كان الخبر عنها بعدها، كالصلة لها، وإذا ابتدئ بالخبر عنها قبلها، لم يدخل الشك على سامع الكلام في مراد المتكلم. وقد بيَّنا فيما مضى قبل، أن السورة وصف لما ارتفع بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع. وأما قوله: ( وَفَرَضْنَاهَا) فإن القرّاء اختلفت في قراءته، فقرأه بعض قرّاء الحجاز والبصرة: " وفَرَضْناهَا " ويتأولونه: وفصَّلناها ونـزلنا فيها فرائض مختلفة. تفسير سورة النور - عبد الحي الفرماوي - طريق الإسلام. وكذلك كان مجاهد يقرؤه ويتأوّله. حدثني أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا ابن مهدي، عن عبد الوارث بن سعيد، عن حميد، عن مجاهد، أنه كان يقرؤها: " وَفَرَّضْناهَا " يعني بالتشديد.
الجواب: نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. لقد طرحت جملة مِن المشكلات التي عَرَضْتَها في استشارتك: جمالها المتوسِّط، ضربها للأولاد، كونها تمنُّ عليك، موضوع العلاقة. زوجتي لا تراعي أدب الحوار معي. فبخصوص الجمال: قد قمتَ أنت بتجاوُزه لمصلحة الدين والخُلُق، وهذا أمرٌ جيد ولكن بحدود؛ بمعنى: أنَّ الحدود الدنيا للجمال المطلوب في المرأة هي: ذلك الجمالُ الذي لا تَعافه نفسُك، أو لا ترتاح إليه، أما إذا عافَتْهُ نفسُك، فهنا مشكلةٌ تستدعي التدخُّل والعلاج الذي قد يصل في حالات إلى الفراق؛ بسبب عدم القناعة بالجمال، حتى لو كانتْ ذات خُلقٍ. أما الحدود العليا للجمال المطلوب فهي: ذلك الجمال الذي يُؤدي إلى العشق والحبِّ بين الزوجين، وبينهما منطقةٌ متوسطةٌ لعلها هي التي قصدتَها بتعبيرك: نسبة جمالها 50%، فالجمال أمرٌ نسبيٌّ، وقد تكون جميلة في نظر آخرين، لكنها ليستْ جميلةً في نظرك! أمَّا ضرب الأولاد: فهي مشكلة فعلًا، لكن الحل عمومًا يكمُن في أمرين: أولًا: التوافق على مبدأ التربية بينكما، وهذا قد يستغرق مدة طويلة من التعليم والتثقيف، وليس بالأمر السهل أو الهيِّن؛ فلا بد من الصبر! ثانيًا: ألا يحصل بينكما التعارُض أمام الأولاد؛ بمعنى: أنك تتركها وقت تصرُّفها مع الأولاد، ثم إن هدأتْ نفسُها فاجلِسْ معها على انفرادٍ، وبيِّن لها خطأَ تصرُّفها، ولا تعترضْ عليها أمامَ الأولاد؛ لأنَّ هذا سيُؤدي إلى عنادِها مِن جانبٍ، وإلى الازدواجية في تربية الأولاد مِن جانبٍ آخر.
سمعت الجارة الطيبة "أنيسيا" حديث الزوجة لزوجها وهي في ذهابها لزيارته ، فقالت:" أنا سأعدّك بعد وفاتك يا إيفان ، فلا تقلق إنه عمل خير أرجو عليه الثواب من الله" ، فقالت الزوجة:"حسنًا ، وماذا عن التابوت والعربة التي ستنقل الميت وأجر الكاهن ، لن أدعك تموت ، فلتعمل وتربح المال ولتمت بعد ذلك ولو مرتين". قال الزوج:"كيف هذا؟ يا له من كلام عجيب! زوجتي قليلة حياء Archives - الشيخه الروحانيه أم عوض. " ، فقالت الزوجة:" هكذا قلت لك لن أدعك تموت ، اعمل أولًا ولتدخر لي المال خلال شهرين ثم اذهب إلى الموت كما ترغب" ، فقال الزوج:"ومن سيعطيني المال؟" ، قالت الزوجة:"خذ ممن تريد ، هذا لا يعنيني" ، رقد الزوج يصارع الموت ولكنه قرر الخروج في المساء ، فقابل في طريقه موظف البلدية " إيجنات". تحدث إيجنات قائلًا:"حمدًا لله على السلامة يا إيفان" ، فقال إيفان:"تصور يا إيجنات إن زوجتي لا تتركني أموت ، تطلب مني الربح لمدة شهرين ، ومن أين سأجلب المال؟ ، فقال إيجنات:" يمكنني أن أعطيك فقط عشرين فلسًا " ، شكر إيفان الرجل بعد أن رفض أخذ الأموال ثم مضى في طريقه ، وجلس ليستريح على صخرة وهو يفكر في أمر النقود. كان يتأمل إيفان حالته الصحية وضعفه فتنهد وهو جالس يقول:"يمكنني خلع قبعتي لعل الرحماء يعطونني بعض المال" ، وقد حصل على القليل من المال بعد مرور بعض الوقت ، ثم عاد إلى منزله منهكًا فرقد على الفور وهو يقبض على الأموال قائلًا لزوجته:"لا تلمسيها ، إنها مازالت عملات قليلة".
نسأل الله تعالى أن يُيسر أمرَك، وأن يَشرَح صدرَك، وأن يُزوِّدَك التقوى والله الموفِّق