وروى الشيخ المفيد في كتاب المقنعة عن النبي الاكرم)صلى الله عليه وآله) قال: من زار علياً بعد وفاته فله الجنة. زياره امير المؤمنين علي ابن ابي طالب. هذا من بعض الآثار والبركات الاخروية لزيارة مرقد امير المؤمنين (عليه السلام)، كما أن بابه هي من ابواب الحوائج الي يستجيب الله زوجل من طرقها متوسلاً بها اليه. فقد روي في كتاب تهذيب الاحكام عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) قال: ان الى جانب كوفان قبراً ما أتاه مكروب قط فصلى عنده ركعتين او اربع ركعات الا نفس الله عنه كربته وقضى حاجته. وعن الصادق (عليه السلام) ايضاً وقد سأله ابن مارد ـ وهو من أصحابه ـ عن ثواب زيارة قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا ابن مارد من زار جدي عارفاً بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة، والله ـ يا ابن مارد ـ ما يُطعم الله النار قدماً اغبرّت في زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) ماشياً كان او راكباً. وقد ورد فضل كبير لزيارته (عليه السلام) مشياً على الاقدام كما صرحت الاحاديث الشريفة بذلك، وروي في كتاب فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاووس بسنده أن ابا شعيب الخراساني سأل الامام الرضا (عليه السلام): ايما افضل زيارة قبر امير المؤمنين (عليه السلام) او زيارة الحسين (عليه السلام) فأجاب الرضا: ان الحسين قُتل مكروباً فحقيق على الله عزوجل ان لا يأتيه مكروب الا فرج الله كربه، وفضل زيارة قبر امير المؤمنين على زيارة الحسين كفضل امير المؤمنين على الحسين (عليهما السلام).
أقول: قد ذكرنا سابقاً انّ دعاء صفوان هو الدّعاء المعروف بدعاء علقمة وسيذكر في زيارة عاشوراء.
ثمّ ادعُ بما شئت وَودّعه وانصرف. أقول: روى السّيد عبد الكريم بن طاووس في كتاب فرحة الغرّي انّ زين العابدين (عليه السلام) ورد الكوفة ودَخل مسجدها وبه أبو حمزة الثّمالي، وكان مِن زُهّادِ أهل الكوفة ومَشايخها، فصلّى ركعتين، قال أبو حمزة: فما سمعت أطيب من لهجته فدنوت لاسمع ما يقول، فسمعتُه يقول: اِلهي اِنْ كانَ قَدْ عَصَيْتُكَ فَاِنّي قَدْ اَطَعْتُكَ في اَحَبِّ الاَْشْياءِ اِلَيْكَ وهو دعاء معروف.
السَّلامُ عَلى حُجَجِ الله وَأَوْصِيائِهِ وَخاصَّةِ الله وَأَصْفِيائِهِ وَخالِصَتِهِ وَاُمَنائِهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، قَصَدْتُكَ يا مَوْلايَ يا أَمِينَ الله وَحُجَّتَهُ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ مُتَقَرِّباً إِلى الله بِزِيارَتِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ الله رَبِّي وَرَبِّكَ فِي خَلاصِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَقَضاء حَوائِجِي حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ. ثمّ انكب على القبر وقبله وقل: سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَالمُسْلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ ـ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ وَالشَّاهِدِينَ عَلى أَنَّكَ صادِقٌ أَمِينٌ صِدِّيقٌ ـ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
رَضِينا عَنِ اللهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنا لِلَّهِ أَمْرَهُ فَوَاللهِ لَنْ يُصابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَحِصْناً وَقُنَّةً راسِياً وَعَلَى الْكافِرِينَ غِلْظَةً وَغَيْظاً فَأَلْحَقَكَ اللهُ بِنَبِيّهِ وَلا حَرَمَنا أَجْرَكَ وَلا أَضَلَّنا بَعْدَكَ. المصدر الإقبال وزاد المعاد " نسألكم الدعاء يا مؤمنين "
٣ زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير وسائر الأيام
روى البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ». من أشد الأحاديث على الصائم هذا الحديث: وهو حديثٌ يُوضح الفرق بين من صام عن الطعام والشراب وأفطر على غيرها.. مثل: الوقوع في الأعراض، أو فعل المحرَّمات، أو قول الزور، أو فعل الزور.. من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله. وبين من صام صيامًا حقيقيًا مزودًا بالتقوى مرصعًا بالطاعة.. قال الإمام ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري): "قوله: « فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه » قال ابن بطال: ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه، وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه، وهو مثل قوله: « من باع الخمرَ فليشْقَصِ الخنازيرَ » أي: يذبحها، ولم يأمره بذبحها ولكنه على التحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر. وأما قوله: « فليس لله حاجةً فلا مفهوم له »، فإن الله لا يحتاج إلى شيء، وإنما معناه فليس لله إرادة في صيامه فوضع الحاجة موضع الإرادة، وقد سبق أبو عمر بن عبد البر إلى شيء من ذلك". قال ابن المنير في (الحاشية): "بل هو كناية عن عدم القبول، كما يقول المغضب لمن رد عليه شيئًا طلبه منه فلم يقم به: لا حاجة لي بكذا.
1433-09-25 | 2012-08-13 ألا و قول الزور و شهادة الزور، فمازال يكررها الحمد لله رب العالمين، و لا عدوان إلا على الظالمين، و العاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه اجمعين، أما بعد: فلقد عجبت من حال رجل لقَّب نفسه بـ (خادم بيوت الله) يشهد شهادة الزور ويمارسها بلا خوف من الله ولا حياء من عباده! مما دفعني الى أن أكتب في هذا الشأن فأحذره و أحذِّر غيره من شهادة الزور والعمل بها لعل الله ان ينفعني و إياه والمسلمين بالذكرى {فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)} [الذاريات]، فأقول و بالله أستعين و عليه أتوكل و إليه أنيب: شهادة الزور مركَّبة من كلمتين (شهادة) وهي الاقرار بالشيء على علم، فيشهد الشاهد بأمرٍ ما على علمٍ و كأنه يشاهده بعينه حال أداء الشهادة، و (الزور) الكذب. و لقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم شهادة الزور من الكبائر، بل من أكبر الكبائر كما في حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثاً، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، و عقوق الوالدين -و جلس و كان متكئاً- فقال: ألا وقول الزور»، قال: فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت» [صحيح البخاري كتاب الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور- حديث:2532]، [صحيح مسلم- كتاب الايمان، باب بيان الكبائر وأكبرها - حديث:151].
[٤] الخطبة الأولى أيها المسلمون الموحدون، لقد شُرع الصيام لغايةٍ عظيمةٍ وجليلةٍ؛ ألا وهي تحقيق ثمرة الصيام وهي التقوى، فلا معنى ولا قيمة لصيام البطن والفرج عن الحلال، وإطلاق العنان للجوارح واللسان بالحرام؛ فالصيام الحقيقي هو صيام البطن والفرج والجوارح معًا؛ حتى يتحقّق مقصود الصيام. شهادة الزور. وقد جاء في حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ)، [٣] وهذا الحديث ركنٌ مهمٌّ في بيان المقصد الحقيقيّ من الصيام، وكما أسلفنا فإنّ الله -جلّ وعلا- لم يفرض علينا الصيام من أجل ألّا نأكل ونشرب فقط، وإنّما لامتثال أمره -سبحانه وتعالى- والبعد عمّا نهى عنه. [٥] عباد الله، إنّما المؤمن الكيِّس الفطن من راعى حرمات الله في صيامه، وكان حريصًا على هذا الصيام من أن يخلطه أيٌّ من هذه الشوائب التي تؤثّر فيه، فلا ينبغي للمسلم أن يجعل صيامه عرضةً للخسران والضياع، أو يفسده بالكلام المحرَّم والقيل والقال أو الغيبة والنميمة؛ فلنحرص على صيامنا عن هذه الأمور رعاكم الله. [٦] والصائم الصادق في صيامه هو من صامت أعضاؤه عن الحرام، ولسانه عن قول الحرام والزور، وبطنه عن الطعام والشراب؛ ولذا لا بدّ للصائم من أن يراعي الآداب في صيامه؛ حتّى لا يكون نصيبه من صيامه الجوع والعطش فقط، [٦] كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (رُبَّ قائمٍ حظُّه من قيامِهِ السَّهرُ وصائمٍ حظُّه من صيامهِ الجوعُ والعطشُ).