فنحن وأجيالنا أحوج ما نكون إلى ما عنده؛ لأنّ الزمن يُعيد الأحداث، ويكُرّ بها علينا من جديد، وذاك هو قول الملك الحكيم الروماني ماركوس في تأملاته: "ومن ثمّ فإنّه سيان أن تتأمل الحياة البشرية أربعين سنة وأن تتأملها لعشرة آلاف من السنين؛ فأيّ جديد عساك تراه؟". وأمّا ثاني الرجلين، وهو القصيبي، فقد ترك لنا خبراته، وأورثنا حكمته، فجمع في (حياة في الإدارة) كثيرا مما صادفه، واكتوى من الناس بناره، وليس شيء أفضل للمرء من أن يستمع للكبار، ويُنصت لأحاديثهم، وبهذا نصح الأولون، وسينصح المتأخرون، ومن أقوال الأولين قول سينيكا: "يجب أن تُقيم طويلا في صحبة الكتاب ذوي العبقرية غير المشكوك فيها، وأن تستقي منهم التغذية؛ إن كنت تُريد فائدة تدوم في عقلك"، ولعلي إن شاء الله أعرض لشيء من سيرته، وأُفيد مِنَ القراء مَنْ لم يطّلع عليها ويُكتب له النظر فيها، فهي كنز ينبغي إخراجه والتذكير بما فيه. إن الحياة وأحداثها تتكلم حسب الإنسان الذي يحكي عظاتها، وتنطق وفق المرء الذي يروي نصائحها، وما زال البشر مُذ كانوا يختلفون حول أدقّ المتحدثين عنها والفاهمين لرسالتها، فاختلف الفلاسفة في إشاراتها، فكانت لهم مذاهبهم فيها، واختلف الساسة وكانت لهم رؤاهم حولها، وكلٌّ في فلك يسبحون، فليست طائفة بأقرب إليها من طائفة، ولا جماعة أولى بالحديث عنها من غيرها، فلعل رجالنا في الخليج ونساءنا اللاتي بدأنَ القيادة فيه؛ يتركون لنا وصاياهم، ويُوَرّثوننا حكمتهم، ويُغنوننا من خبرتهم.
ذلــــــــك الــعـــمـــلاق مــــــــا أبــشـــعـــه في الدُّجى.. يغتـال عُصفـوراً رقيقـا مُـــسِــــخَ الـــفــــارسُ لـــصــــاً قــــاتــــلاً مُــسِـــخَ الـــفـــارسُ كَـــذَّابـــاً صَـفِـيــقــا رحـــمــــةُ الله عــلــيـــهِ إنـــــــهُ مـــــــات.. هلْ عـاشَ الـذي خـانَ الرَّفيقـا ؟! قصيدة في أجفان إعصار خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟ أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟ أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ سوى ثُمالةِ أيامٍ.. أقوال غازي القصيبي. تذكارِ بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا قلبي العناءَ! … ولكن تلك أقداري غازي القصيبي الشاعر والكاتب والسفير والوزير والأستاذ، رجل متعدد المواهب، لم يمنعه كونه رجل سياسي ودبلوماسي من كتابة الشعر والنصوص الأدبية الأخرى، فقد كتب الكثير من الروايات والقصص والحكايات والقصائد، بالإضافة إلى كتابة المقالات الأدبية والسياسية، وذكرنا سابقاً من اشهر نصوص غازي القصيبي.
الكرم العربي ظاهرة غذائية. أنا أكره الذين يتصيدون الألفاظ من فمي ثم يلبسونها معاني من عندهم. الزهد: هو أن يشغلك الخوف على نفسك في الأخره عن تعذيب عباد الله في الدنيا. على الذين يرهبون ردود الفعل، كائنة ما كانت، أن لا يقوموا بأي عمل كائناً ما كان. التغيير قانون الطبيعة الوحيد الذي لا يتغير. الهزيمة الحقيقية هي أن نستمر في طريق لا يحمل سوى الهزائم. الشجاعة هي فن التعامل مع الخوف. الذين يعرفون فرحة الوصول إلى أعلى السلم هم الذين بدئوا من أسفله، والذين يبدئون بأعلى السلم لن يكون أمامهم إلا النزول. لا بد أن تكون للرجل أسرار.. عندما يصبح الرجل كتاباً مفتوحاً فأنه ينتهي. لا أعرف أحد خلد في وظيفة سوى إبليس الرجيم. للرجل الكلمة الأخيرة، وللمرأة ما بعد الأخيرة. إن النقاش عندما يدور على مستوى الشعارات والشعارات وحدها يتحول إلى عملية مؤلمة وعقيمة. المقدرة الحقيقية على الحب هي أن نحب ما لا يحب، أن نعشق ما لا يعشق، أن نؤمن بما لا نرى، أن نعطي دون أن نأخذ، أن نعجز عن الكراهية. جريدة الرياض | السّيَر بين سعود الفيصل والقصيبي. وراء كُل إنجاز عظيم.. إيمان عظيم. لا يجوز لإنسان أن يدّعي العفه ما لم يتعرض للفتنة. كنت أقول للطلبة في المحاضرة الأولى إن رسوب أي منهم يعني فشلي في تدريس المادة قبل أن يعني فشله في استيعابها.
لو لديّ سوى عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري منحتني من كنوز الحُبّ. أَنفَسها وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري إنْ ساءلوكِ فقولي: كان iiيعشقني بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه وكان يحمل في أضلاعهِ داري وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ قصيدة رثاء بعنوان فارس سابق تعتبر قصيدة فارس سابق من أشهر نصوص غازي القصيبي، التي يرثي فيها فرسان العرب: عجـبـاً!
الذكريات الصادقة فن توثيقي فاضح. تبدو النظرية رائعة في كتاب، وتتحوّل إلى مشانق وسجون في التطبيق. من راقب الناس مات هماً، ومن لم يراقبهم مات ضجراً. الحب يعني أنك لست في حاجة إلى الأعتذار أبداً. ما أسهل الدفاع عن حقوق الإنسان في مقاهي لندن وباريس. من سلبيات الشخصية العربية أنها لا تهتم بالفعل نفسه بقدر ما تهتم برد فعل الناس نحوه: لا يهم أن ترتكب ذنب المهم إلا يعرفه الناس. محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكاراً قديمة هي مضيعة للجهد والوقت. لا تغضب إذا قلت لك أنك لا تعرف نفسك كما يعرفك أعدائك. يعاني المجتمع من الفصام وأتصور أن مجتمعنا العربي منفصم أكثر من سواه.. والسبب هو الحساسية، وحساسيتنا معقدة إلى أبعد مدى. أمريكا متخصصة بصنع الأسلحة الذكية والسياسات الغبية. ليس للتخلف علاج سوى الحرية. من لعنات المنصب أنه كلما أرتفعت درجته كلما إنخفضت درجة الصراحة عند المتحدثين إلى شاغليه. الحب هو نسيان مؤقت للذات.. وتذكر مؤقت للأخر. يخطئ من يعتقد بأن القمة مدببة لا تسع إلا لواحد، إنما هي مسطحة تسع الجميع.. نحن لا نستوعب أنفسنا لذا لا نستوعب الأخر. بلا ذاكرة لا توجد تجارب.. لا يوجد سوى الفراغ.. فراغ الموت.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية المقداد بن الأسود ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاية احدى الإمارات يوما، فلما رجع سأله رسول الله: "كيف وجدت الإمارة؟", فأجاب: لقد جَعَلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعًا دوني، والذي بعثك بالحق، لا أتأمرن على اثنين بعد اليوم أبداً. وروى ثابت البناني عن أنس بن مالك عن المقداد بن الأسود أنه قال: والله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم ما يموت عليه, فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لقلب ابن آدم أسرع انقلابًا من القدر إذا استجمعت غليًا". بعض الأحاديث التي نقلها المقداد بن الأسود عن الرسول عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن المقداد بن الأسود: أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من امرأته فخرج منه المذي: ماذا عليه؟ فإن عندي ابنته وأنا أستحي أن أسأله، فسألت رسول الله عن ذلك فقال: "إذا وجد أحدكم ذلك فلينضح فرجه وليتوضأ وضوئه للصلاة". ما قيل عن المقداد بن الأسود قال أبو ربيعة الأيادي، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي، والمقداد, وأبو ذر، وسلمان", أخرجه التِّرمِذي وابن ماجه؛ وسنده حسن.
ملخص المقال المقداد بن الأسود، هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة, أحد السابقين الأولين، وأول فرسان الإسلام، هاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها, فما أثر الرسول في نسب المقداد بن الأسود: هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة، من قضاعة، وقيل: من كندة. أبو معبد أو أبو عمرو. نسب إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري; لأنه تبناه في الجاهلية. - قال ابن الكلبي: كان عمرو بن ثعلبة أصاب دمًا في قومه، فلحق بحضرموت، فحالف كندة، فكان يقال له: الكندي، وتزوج هناك امرأة فولدت له المقداد. - فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي، فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فحالف الأسْود بن عبد يغوث الزهري، وكتب إلى أبيه، فقدم عليه، فتبنى الأسود المقداد، فصار يقال: المقداد بن الأسود، وغلبت عليه واشتهر بذلك؛ فلما نزلت: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5], قيل له: المقداد بن عمرو، واشتهرت شهرته بابن الأسود. - وكان المقداد يكنى أبا الأسود، وقيل: كنيته أبو عمر، وقيل: أبو سعيد. وأسلم قديمًا، وتزوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي r، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا والمشاهد بعدها، وكان فارسًا يوم بدر حتى إنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره.
اُنظر: الاختصاص: 6. عيون أخبار الرضا 1 /134 ح1. الخصال: 303 ح80. المصدر السابق: 361 ح50. الشورى: 23. قرب الإسناد: 78 ح254. رجال الكشّي1 /41 ح20. خلاصة الأقوال: 277. طرائف المقال 2/ 110 رقم7709. اتقان المقال: 139. معجم رجال الحديث 19 /40 رقم12636. جامع البيان 9/ 246. الخصال: 463 ح4. كتاب سُليم بن قيس: 199. السقيفة وفدك: 86. المصدر السابق: 90. بقلم: محمد أمين نجف