من الألفاظ التي وصف الله بها أهل الشرك والكفر، ونزه عنها عباده المؤمنين لفظ (الرجس). وهو لفظ يحمل دلالات متعددة، منها مادية ومنها معنوية. فما هي دلالة هذا اللفظ، وهل ثمة من فرق بينه وبين (الرجز)؟ جواب هذين السؤالين هو مضمون السطور التالية: ذكر صاحب معجم "مقاييس اللغة" أن (الراء، والجيم، والسين) أصل يدل على اختلاط، يقال: هم في مرجوسة من أمرهم، أي: اختلاط. والرجس: صوت الرعد؛ وذلك أنه يتردد. والرجس: هدير البعير. ويقال: سحاب رجاس، وبعير رجاس. وهذا راجس حسن، أي: راعد حسن. والرجس: القذر؛ لأنه لطخ وخلط. لفظ الرجس في القرآن الكريم - موقع مقالات إسلام ويب. وواضح أن الأصل اللغوي لهذا اللفظ يتعلق بما هو مادي محسوس، لكن توسعوا بعدُ في استعمال هذا اللفظ، فأصبح يُستعمل فيما هو معنوي أيضاً، كما سيتضح لك قريباً. ولفظ (الرجس) ورد في القرآن الكريم في عشرة مواضع فقط، منها قوله تعالى: {كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} (الأنعام: 125). ولم يأت هذا اللفظ في القرآن إلا بصيغة الاسم. وهو في المواضع التي جاء فيها، لم يأت على معنى واحد، بل جاء على أكثر من معنى، نستجليها فيما يأتي: قال سبحانه في وصف الخمر والميسر: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} (المائدة: 90)، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن (الرجس) هنا هو: السَّخَط.
إن الذي يتأمل هذه الآيات التسعة حيث ورد الرجز يلاحظ أن الرجز هو شيء مادي.. مثلاً: (فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ)… كذلك (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَٰمُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) حيث عاقبهم الله بالضفادع والدم والجراد والقمّل… وهذه أشياء مادية ملموسة. أما الرجس فهو شيء معنوي نتيجة الذنوب: (كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) الرجس هنا هو الكفر والشرك لأن الآية تتحدث عن الإيمان والكفر… كذلك (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) والرجس هنا أي الذنوب … وهكذا جاء الحديث عن المادي والمعنوي بنفس العدد ونفس التكرار.. فسبحان الله. ما معنى كلمة ” الرجس ” ؟ شرح معنى مفردات من القرآن الكريم بدقيقة مع فضيلة الشيخ علي السبيتي – CCMM. أما الرجس فهو شيء معنوي نتيجة الذنوب: (كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) الرجس هنا هو الكفر والشرك لأن الآية تتحدث عن الإيمان والكفر… كذلك (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) والرجس هنا أي الذنوب … وهكذا جاء الحديث عن المادي والمعنوي بنفس العدد ونفس التكرار.. فسبحان الله.
بل إن ذلك وقع بعد ملاحظة استعداد الإنسان وقابليته لتلقي هذا العطاء الكبير،وأن الأمر شمل أهل البيت(ع)ليس لمجرد كونهم أهل بيت النبي وقرابته،فإن هذا التصور من الوهم الخاطئ. بل إن أرضية العطاء واإستعداد لتلقي العناية واللطف الخاص أمر بيد الإنسان ورهن رغبته وإرادته،فهو الذي يصنع نفسه ويهيئ حاله لتكون على ذلك المستوى،لاحظ قوله تعالى:- (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيـين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً)[11]. فالآيتان تقرران سر الإنعام الإلهي والحصول على الفضل الخاص من خلال طاعة الإنسان وعمله في سبيل حياة خالدة،وذلك بامتثال أوامر الله ورسوله(ص). فالنتيجة أن مرد السعادة والتكرم بالفيض الإلهي يعود للإنسان نفسه ومدى سعيه لتحقيق أرضية أكثر استعداداً لتلقي المزيد من الفيض والعطاء الإلهي غير المجذوذ ولا المحظور. ——————————————————————————– [1] سورة المائدة الآية رقم 90. [2] سورة المائدة الآية رقم 91. [3] سورة النعام الآية رقم 125. ما معنى الرجال قوامون على النساء. [4] سورة التوبة الآية رقم 124-125. [5] سورة الأنعام الآية 125. [6] نهج البلاغة الخطبة رقم 224.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين, وعلى صحابته الغر الميامين؛ أمناء دعوته, وقادة ألويته, وارض عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم, ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات. بطولة الإنسان أن يدع بينه وبين المعصية هامش أمان: أيها الأخوة الكرام, لا زلنا في آيات الأمثال في القرآن الكريم, والآية اليوم هي قوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ أولاً: ماذا تعني كلمة اجتنبوا؟ اجتنبوا تعني أن تجعل بينك وبين المعصية هامش أمان, تماماً كتيار كهربائي عالي التوتر, له حرم, لو دخلت حرمه لجذبك واحترق الإنسان.
فهذا علم وتاريخ وتحقيق وبحث عن الحقيقة، فأين ما يفتريه الرافضة في ميزان العلم والحقيقة؟! سبب التسمية: وأما عن تسميته بذي الفَقَار فلأنه كانت فيه حفر صغار حسان، ويقال للحفرة فقرة، فهو ذو فَقَار عدة. والفَقار بفتح الفاء وبكسرها والفتح أفصح. وأما ما يتصوره العامة وما صوره الرافضة في صورهم وأفلامهم أو ما صوره غيرهم من كون السيف بذي رأسين محددين، فهذا لا أصل له ويتعارض مع الوصف الثابت المشهور ويتعارض أيضا مع التعريف اللغوي. كم سيفا كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ورد في كتب السيرة أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدة أسياف، وقد ذكر بعض العلماء أنها تسعة أسياف، وليس يثبت من ذلك في السنة الصحيحة إلا واحد فقط هو ذو الفقار الذي نسبه الرافضة كذبا وزورا وعدوانا لعلي رضي الله عنه. ونود أن نشير إلى أنه لم يبق من أثار الرسول صلى الله عليه وسلم أي شيء، وما يتناقله الناس من آثار فلا تثبت، ولا ينشرها إلا الخرافيون وأمثالهم من الروافض الكذبة. وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. شبكة الدفاع عن السنة
والملحوظ أنّ العرب لاحظت أسماء السيوف حسب صورها وأشكالها وأماكن صناعتها واستعمالها, فمثلاً إذا امتهن السيف في قطع الشجر فيسمى المعضد ، والمصنوع في قرى من أرض العرب تدنو من الريف يسمى المشرفي, والمصنوع في بلاد الهند المهند ، ثمّ إنّ سيف ذي الفقار أشهر مصاديق السيف, وهو عنوان اشتهار المسلمين وإنْ كانت معرفتنا به تتعلق من حيث نزوله من السماء وإهدائه إلى الإمام علي (عليه السّلام) من قبل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم). وفي مقالتنا هذه جمع كلّ معلومة وردت في سيف ذي الفقار من دون تمحيص. وإنّ سبب التسمية سيف ذي الفقار لأنّه فيه حزوز مطمئنة على متنه, قال ابن منظور في لسان العرب:وذو الفقار بالفتح والكسر وهو سيف مفقّر, إذا كان فيه حز أُثّر فيه فقد فُقَّر. وقال أبو العباس: سمّي سيف النَّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ذا الفقار لأنّه كانت فيه حفر صغار حسان ، وقد سئل الإمام الصادق (عليه السّلام) لِمَ سمي ذو الفقار؟ فقال (عليه السّلام): (سمّي ذو الفقار لأنّه ما ضرب به أمير المؤمنين أحداً إلاّ افتقر في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنّة). واختلفت الآثار المرويّة في مصدره وأسباب نزوله من السماء وتاريخ نزوله ، ففي بعض الروايات أنّ جبريل أنزله يوم معركة بدر أو معركة أحد, وفي بعضها الآخر أنّ الله أنزله مع أبينا آدم (عليه السّلام) من الجنّة وكان آدم يحارب أعداءه من الجنّ والشياطين, وكان مكتوباً عليه (لا يزال أنبيائي يحاربون به نبيّ بعد نبيّ وصدّيق بعد صدّيق حتى يرثه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فيحارب به عن النَّبيّ الأمّيّ) ، فقد ورد في تفسير السدّي عن ابن عباس في قوله تعالى: ( وأنزلنا الحديد) قال:( أنزل الله آدم من الجنّة ومعه سيف ذي الفقار).
وتقلده الإمام علي (عليه السّلام) يوم خلافته ومبايعة الناس له ، وجلس على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكان متعمماً بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ومتنعلاً نعله. وأمّا فضيلة سيف ذي الفقار فقد روى الصدوق عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام):(إنّ سيف (ذو الفقار) من علامات الإمام بعدما عدّد علامات الإمام وصفاته فقال (عليه السّلام): ويكون عنده سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسيفه ذو الفقار), وذكرت الأخبار أنّ الرّسول الأكرم ألبس أمير المؤمنين (عليه السّلام) درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعمّمه عمامته السحاب). كما ورد في المأثور بأنّ منزلة ذي الفقار لنبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم) كمنزلة العصا لنبينا موسى (عليه السّلام) ، وأنّ الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) إذا خرج إلى أعدائه بسيف ذي الفقار أحسّوا بالخطر فيتراجعون ، وقد وصفت ضربات علي (عليه السّلام) بذي الفقار أنّه إذا اعتلى فيه قدّ, وإذا اعترض قَطّ, والقدّ قطع الشيء طولاً, والقط قطعه عرضاً, وأنّ صناعته كانت من السماء, وما كانت صناعته من السماء ما يبغى به على أحد.
منهاج السنة: 5/71. وقال المحدث شرف الدين الدمياطي: (وكان له ذو الفقار؛ لأنه كان في وسطه مثل فقرات الظهر، صار إليه يوم بدر، وكان للعاص بن منبه أخي نبيه ابني الحجاج بن عامر السهمي). سير أعلام النبلاء: (السيرة 2/ 429). والمصادر في ذلك كثيرة جدا. فالسيف أكان لأبي جهل أم للعاص بن منبه فأصله يعود للمشركين بالاتفاق، فهو غنيمة حرب منهم. صاحب السيف: إنه لمن العجيب الغريب أن ينسب هذا السيف لعلي بينما الذي غنمه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة بدر من المشركين وبقي معه ورأى فيه الرؤيا المشهورة قبيل معركة أحد. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلًّا ، فَأَوَّلْتُهُ: فَلًّا يَكُونُ فِيكُمْ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا، فَأَوَّلْتُهُ: كَبْشَ الْكَتِيبَةِ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا: الْمَدِينَةَ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ " فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
المصادر [ عدل]