ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " أيقظوا صواحب الحجر ". ويدخل هذا في عموم قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى. وذكر القشيري أن عمر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية: يا رسول الله ، نقي أنفسنا ، فكيف لنا بأهلينا ؟. فقال: " تنهونهم عما نهاكم الله وتأمرونهم بما أمر الله ". وقال مقاتل: ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه. قال الكيا: فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير ، وما لا يستغنى عنه من الأدب. وهو قوله تعالى: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها. ونحو قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: وأنذر عشيرتك الأقربين.. وفي الحديث: " مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع ". وقودها الناس والحجارة تقدم في سورة " البقرة ". عليها ملائكة غلاظ شداد يعني الملائكة الزبانية غلاظ القلوب لا يرحمون إذا استرحموا ، خلقوا من الغضب ، وحبب إليهم عذاب الخلق كما حبب لبني آدم أكل الطعام والشراب. شداد أي شداد الأبدان. وقفة مع قوله تعالى: {يا أَيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وَأهليكمْ نارا}. وقيل: غلاظ الأقوال شداد الأفعال. وقيل غلاظ في أخذهم أهل النار شداد عليهم. يقال: فلان شديد على فلان; أي قوي عليه يعذبه بأنواع العذاب. وقيل: أراد بالغلاظ ضخامة أجسامهم ، وبالشدة القوة. قال ابن عباس: ما بين منكبي الواحد منهم مسيرة سنة ، وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع فيدفع بتلك الضربة سبعين ألف إنسان في قعر جهنم.
عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: « مَنِ ابتُلِيَ مِن هذه البنات بشيءٍ، كُنَّ له سِتْرًا من النار ». (صحيح البخاري [1/438]، برقم[1418]، وصحيح مسلم [4/2027]، برقم[2629]) 2 - عِظَم ما أعدَّ الله لأعدائه من العذاب والنَّكال، ففي هذه الآية أخْبَرَ تعالى أن حطب النار التي توقَد بها: جُثَثُ بني آدم، وحجارةٌ من الكِبريت الأسود، وأخبر في آيةٍ أخرى عن هَوْلِها وشدَّة عذابها، فقال: { كَلَّا إِنَّهَا لَظَى. نَزَّاعَةً لِلشَّوَى. تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى. وَجَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج:15-18]، وقال أيضًا: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ. لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٣٤. لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} [المدثر:27-29]، وقال تعالى: { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق:30]. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « يُؤتى بجهنَّمَ يومئذٍ، لها سبعون ألفَ زمام، مع كلِّ زمامٍ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يجرُّونها ». ( صحيح مسلم [4/2184]، برقم [2842]) وعن أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: « نارُكُم هذه التي يوقِدُ ابنُ آدم - جزءٌ من سبعينَ جزءًا من حَرِّ جهنمَ » ، قالوا: "واللهِ إن كانت لكافيةً يا رسول الله!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) قال سفيان الثوري عن منصور عن رجل عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" يقول أدبوهم وعلموهم وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" يقول اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار. وقال مجاهد "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" قال اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها وهكذا قال الضحاك ومقاتل حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه. وفي معنى هذه الآية الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث عبدالملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها" هذا لفظ أبي داود وقال الترمذي هذا حديث حسن وروى أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك قال الفقهاء وهكذا في الصوم ليكون ذلك تمرينا له على العبادة لكي يبلغ وهو مستمر علي العبادة والطاعة ومجانبة المعاصي وترك المنكر والله الموفق.
فدنا منه فقبل بين عينيه، وقال: الحمد للّه الذي أخرج من ظهري من يعينني على ديني، فخرج ولم يقِلْ 6. وفي هذه القصة انظروا إلى عدة جوانب: كيف ربى عمر ابنه على طاعة الله ومراقبته وخوفه، ليس فقط إلى أن انتفع ابنه في نفسه، بل حتى صار داعياً إلى ذلك. وانظروا إلى الابن أيضاً كيف يشعر بالمسؤولية، أن يقي نفسه النار ويقي أهله، فالمظالم إذا لم ترد سيحاسب أبوه عليها أمام الله؛ كونه إماماً للمسلمين، وقائماً برعايتهم، وكذا ابنه قد يحاسب على تماديه في كفِّ الظالم وسلب المظلوم، فلهذا بادر مسرعاً ليقي نفسه وأهله من النار. وانظروا إلى عمر رحمه الله كيف بادر إلى وقاية نفسه من النار بالعمل أيضاً، إذ لا يكفي مجرد القول والنصح، بل لا بد من تطبيق الوقاية عملاً وواقعاً. أيها المسلمون، أنتهي من حيث بدأت وأذكركم قوله جل في علاه، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6].
#أبو_الهيثم #مع_القرآن 9 2 50, 217
طريقة الاستفادة من العروض عن طريق رابط الحجز الخاص بالجامعة * يجب إتمام الحجز باستخدام البريد الجامعي احجز الآن! تاريخ النشر: 26 أكتوبر 2017 تاريخ آخر تحديث: 11 فبراير 2018 انقر الاشتراك للحصول على عروض خاصة! الاشتراك © 2022 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل. جميع الحقوق محفوظة. آخر تحديث: April 25, 2022 - 15:13 pm
تقدم جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ممثلة بإدارة العلاقات العامة والإعلام قسم الخدمات الإعلانية والتسويقية العديد من العروض والخصومات التي يمكن الاستفادة منها لـمنسوبي الجامعة من (أعضاء هيئة تدريس، موظفين، طلبة)، وكذلك الترحيب بالجهات الراغبة في تسويق منتجاتها لدى الجامعة. أ. محمد بن أحمد العبداللطيف مسؤول قسم الخدمات الإعلانية والتسويق الهاتف: 00966133333765 البريد الإلكتروني: تاريخ النشر: 01 نوفمبر 2018 تاريخ آخر تحديث: 13 نوفمبر 2019
خدمات وفر أكتر عروض وخصومات التوفير مصروفاتى مدونة وفر عروض نت