فاز فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء بجائزة مهرجان البندقية. وجرى استيحاء الفيلم من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب الروائي حمور زيادة، إذ يولد "مزمل" فى قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، تبلغه نبوءة تفيد بأنه سيموت فى سن العشرين. فيلم ستموت في العشرين مشاهدة. الفيلم الذي عرض لأول مرة بالعالم العربي في مهرجان الجونة السينمائي في مصر (سبتمبر/ أيلول 2019) هو الروائي الطويل الأول لمخرجه السوداني أمجد أبو العلاء بعد سلسلة من الأفلام التسجيلية والسابع في تاريخ السينما السودانية. يتناول الفيلم قصة مزمل، الذي ولد في إحدى قرى السودان وحملته أمه إلى أحد المشايخ لمباركته لكن المفاجأة كانت في نبوءة الشيخ بأن الرضيع سيموت عندما يبلغ عمر العشرين فعاشت الأم طوال حياتها ترتدي الأسود حدادا على ابنها الذي ما زال حيا أمام عينيها وكذلك عاش الابن حبيس النبوءة التي حرمته من الاستمتاع بأي شيء في الدنيا حتى الفتاة الوحيدة التي أحبته وأحبها. وقال أبو العلاء: "أتطلع لأن يشاهد الجمهور السوداني الفيلم، وهذا تحد آخر، إذ لا توجد دور عرض في السودان فمعظمها أغلق منذ عقود، وحتى مهرجان السودان للسينما المستقلة الذي بدأ قبل سنوات قليلة يقام في الهواء الطلق".
مردفاً: "حرام نبيع الخمر". مُزَّمل الذي لم يستنكر أو يعترض على استلاب حياته كاملة بسبب نبوءة درويش شارد، أو على تنمّر أطفال قريته الذين كانت لعبتهم المفضلة دفنه حياً، أو على حداد والديه الاستباقي عليه طوال عشرين عاماً بدلاً من محاولة إنقاذه، لم يلفته سوى أن كهلاً وحيداً على أطراف القرية يشرب الخمر، فيما بلدة كاملة مخمورة بأفكار ونبوءات تمنحها تعاسة خالدة، وتلك هي المفارقة الرئيسية التي بنى عليها المخرج والسيناريست السوداني أمجد أبو العلاء فكرته عن الحياة في مقابل الموت، وكيف تسلب السلطة الدينية والرمزية حيوات الناس مقابل مفهوم سائل اسمه "البرَكة". في هذا الفيلم يذكرنا مُزَّمل ببطل رواية ماركيز، التي حُولت إلى فيلم أيضاً، "وقائع موت معلن"، سانتياجو نصار، الذي يروح ضحية لزعم فتاة أنه أفقدها عذريتها، فيقرر أخواها الانتقام لشرفهما بقتله، ويعلنان ذلك للحي كله عسى أن يمنعهما أحد، ولكن الجميع يتواطأ بالصمت، بما في ذلك رجال الدين ورجال العدالة، وكأن هناك رغبة ضمنية بالتخلص من هذا الأرستقراطي ذي الجذور العربية. فيلم ستموت في العشرين 2019 HD اون لاين - شاهد فور يو. في قرية مُزَّمل "ود الموت" لا يختلف الأمر كثيراً، فلا يحاول أي من سكانها التشكيك ولو لمرة في نبوءة موت الولد، والوحيد الذي حاول المساعدة هو شيخ المسجد الذي لم ينكر النبوءة، بل طالب الولد بالتهيؤ لموته، بحفظ القرآن وخدمة المصلين وبر والديه ما استطاع.
الجمعة 4 ديسمبر 2020 05:34 م بحلول منتصف ديسمبر يكون قد مرّ عام على الموعد الذي كان مقرراً لعرض الفيلم السينمائي السوداني "ستموت في العشرين" في الخرطوم، بعد أشهر من عرضه بعدة دول عربية وأجنبية، ضمن مهرجانات سينمائية كبرى، حاز خلالها ما يقرب من سبع عشرة جائزة، أهمها جوائز: "أسد المستقبل" لأفضل عمل أول بمهرجان فينيسيا، نجمة الجونة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة بالقاهرة، والتانيت الذهبي ضمن مهرجان أيام قرطاج السينمائية بتونس. You Will Die at Twenty (2019) by Amjad Abu Alala — Safia Elhillo (@mafiasafia) May 11, 2020 ويبدو أن النجاح الاستثنائي الذي حققه الفيلم، الذي يعدّ الأول لمخرجه أمجد أبو العلاء، في مجال السينما الروائية الطويلة، بعد سلسلة من الأفلام التسجيلية، والأول في المجال نفسه بالنسبة للسينما السودانية منذ 20 عاماً، كان شفيعاً له لدى الحكومة السودانية لتقوم بترشيحه منفرداً لتمثيل السودان رسمياً، في مسابقة الأوسكار بفئة أفضل فيلم روائي دولي، لكنه لم يكن كافياً لإقناعها بعرض الفيلم داخل بلاده، إذ لا يزال ممنوعاً ضمنياً حتى الآن. ويبدو أن النجاح الاستثنائيّ الذي حقّقه فيلم "ستموت في العشرين" كان شفيعاً له لدى الحكومة السودانية لتقوم بترشيحه منفرداً لتمثيل السودان رسمياً في مسابقة الأوسكار لكنه لم يكن كافياً لإقناعها بعرض الفيلم داخل بلاده قبل أيام وباقتضاب شديد، قال أمجد أبو العلاء إن فيلمه لم يعرض في السودان "للأسف" لأسباب كثيرة، اكتفى من بينها بذكر عدم وجود صالات عرض كافية وصعوبة "الاتفاقات"، لكن يعرف المهتمون بالسينما السودانية، التي دأب على عرقلتها الحكم الديني بالخرطوم طول العقود الأربعة الأخيرة، أن الأمر أعقد من ذلك.
واجه الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي عقب تسريب مقطع منه، على الرغم من عدم عرضه في السودان بعد. الفيلم الروائي الطويل الذي أخرجه أمجد أبو العلا، هو الأول منذ 20 عاماً في البلاد، فاز بجوائز إقليمية ودولية عدّة، أبرزها من مهرجان البندقية السينمائي ومهرجان الجونة السينمائي. وقصته مأخوذة من المجموعة القصصية للكاتب حمور زيادة "النوم عند قدَمَيْ الجبل"، وجرى تصويره في شمال الخرطوم. يحكي قصة شاب وُلد في قرية ذات توجه صوفي، حيث ينشر أحد شيوخ الصوفية نبوءة أن الشاب سيموت في العشرين من عمره. المجتمع السوداني المقطع المُسرب وُصف بـ"الجريء" وبأنه "لا يناسب الأعراف"، إذ عانى المجتمع السوداني لأكثر من 36 عاماً من التشدد الديني بعدما فرض الرئيس جعفر نميري قوانين سبتمبر (أيلول)، منصّباً نفسه إماماً على المسلمين. ومن ثم جاءت حكومة عمر البشير، التي فرضت على السودانيين أسلوب حياة معين، وأقفلت دور السينما وألزمت مذيعات التلفزيون القومي بالحجاب. فيلم "ستموت في العشرين" يثير جدلًا في السودان وإعجابًا في البندقية. من هذا المنطلق، انهالت التعليقات المناهضة للفيلم، التي وصفت المحتوى المسرب بـ"الجنسي الفاضح"، وكثرت الإشاعات. فنشرت صحيفة سودانية محلية معروفة معلومات عن عزم جماعات تابعة لتنظيم "داعش" تفجير دور العرض واغتيال الممثلين إذا عُرض الفيلم، ما اضطّر المخرج إلى النفي، مؤكداً عبر حوار صحافي مع موقع "باج نيوز" أنه "اتصل بإدارة الصحيفة، وقالت لنا إن البيان لم يأتِ من جهة مُحددة وستنشر اعتذاراً.