** ** - د. محمد أبو الفتوح غنيم
وقد يعرِّض الإنسان حياته وفاءً لعهد أو لكلمة أخذها على نفسه، ولعل ما حدث مع المنذر بن امرئ القيس بن ماء السماء (ت 545م)، أحد ملوك الحيرة من أبرز النماذج العربية في ذلك، عندما حكم بقتل رجل من طيئ يقال له حنظلة، فلمّا همّ بقتله سأله حاجته، فقال: أخِّرني حتى أرجع إلى أهلي، وأفعل ما أريد ثم أصير إليك فتفعل بي ما تشاء. فقال المنذر: ومن يكفلك أنك تعود، فنظر الرجل في الحضور، فعرف شريك بن عمر بن شراحبيل الشيباني وكان من سادات العرب وأشرافهم، فقال: يا شريك «يا ابن عمرو... من الاخلاق الحسنه عند العرب قبل الاسلام سؤال وجواب. ويا أخا من لا أخا له»، فوثب شريك، وقال للمنذر: أبيتَ اللعن (أي أبيت أن تأتي ما تستحق اللعنة عليه، وهي كلمة تقولها العرب لملوكهم عند التحية) يدي بيده، ودمي بدمه. فأطلقه المنذر بعدما أمهله عاماً كاملاً يعود بعده لتنفيذ الحكم. فلما حال الحول، وحان الأجل، جلس المنذر ينتظر حنظلة، فلما أبطأ قليلاً تقدم شريك ليقُتل مكانه، وبينما هو كذلك لم يشعر إلاّ جاء ركبٌ فيه حنظلةٌ وقد تكفّن وتحنّط وتهيّأ لمقتله، فلما رآه المنذر عجب من وفائه، وقال له: ما حملك على قتل نفسك؟ قال: إنّ لي ديناً وخلقاً يمنعاني من الغدر، فاستحسن ذلك منه وأطلقهما معاً. وقد تقوم حرب تُراق فيها دماء، وتزهق فيها الأرواح، جرّاء الوفاء بالعهد؛ من ذلك ما حدث مع هانئ بن مسعود الشيباني، أحد سادات العرب وأبطالهم، الذي لم يأبه لكسرى الفرس وتهديداته حفاظاً على وعده الذي قطعه على نفسه بحماية أهل النعمان بن المنذر وأمانته، وصمد أمام الإمبراطورية الفارسية حتى قاد العرب لانتصار تاريخي على الفرس في يوم «ذي قار» أحد أيام العرب المشهودة في التاريخ.
[1] عدد من الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام جرتّع العرب قبل الإسلام بالعديد من الخصال الحميدة والأخلاق الحسنة التي كانت جهدّر أصالة الرجل العربيّ، وهي الأخلاق التي جاء في حديث رسول الله حيث ذَكَرَ عليه الصلاة والسّلام: "إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ"[2]، وصالح الأخلاق التي قصدها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف هي كالآتي:[3] الصدق: فقد نفر اتلعرب منذ القديم من الكذب وتميزوا بصدقهم، وهي الصفة التي عُرف بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل البعثة النبويّة، وأيضا عُرف بها الصحابي الجليل أبو بكر الصديّق. الكرم: وهي إحدى الخصال الأصلية عند العرب قبل الإسلام، فقد كانوا مشهورين بإكرام ضيفهم والإحسان له، وكانوا يوقدون النار في الليل حتّى يستدل إليهم المسافر ويسمون تلك النار بنار الضيافة، وقد ارتبطت شخصية الكرم بشخصية عربية وهي حاتم الطائي الذي عرف بكرم لا مثيل لها. العزّة والكرامة: حيث كان العرب قبل الإسلام يأنفون الذل والإهانة، ولا يقبلون بالظلم. من الاخلاق الحسنه عند العرب قبل الاسلام – المحيط. حسن الجوار: عُرف عن العرب أنّهم يأدون حقّ الجوار، وتلك واحدة من الخصال المتأصلة فيهم، حيث كانوا يغيثون جيرانهم ويقدمون لهم الحماية، ويعدون هذا جزءًا من شرفهم.
بعض الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام للعرب قبل الإسلام عادات خاصة بهم، ولذلك سنشير إلى بعض الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام وبعض العادات السيئة التي اتصفوا بها، ودراسة العرب قبل الإسلام فتح المجال للتعرف على الأثر العميق الذي أحدثه الدين الإسلامي في النفس البشرية، وفي المجتمع العربي ككل. فلقد زاد الإسلام من المعاني العميقة لبعض العادات الطيبة التي كان العرب يتصفون بها، وحارب وبقوة العادات السيئة التي كانوا يتمسكون بها، وساعد ذلك على بناء مجتمع عربي إسلامي متماسك. ترك أثر عميق في المجتمعات المحيطة به، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال في موقع موسوعة ، فلا يوجد مجتمع فاسد ككل أو مجتمع صالح ككل، ولذلك لابد من الاستفادة من مميزات طبيعة كل مجتمع مما يساعد على التأثير عليهم بشكل أقوى. من العادات والأخلاق الطيبة والحسنة التي اتصف بها العرب: الكرم المروءة الشجاعة احترام الجار من أكثر العادات الطيبة التي اشتهر بها العرب هو الكرم. من الاخلاق الحسنه عند العرب قبل الاسلام على خمس. فحتى الآن العربي كريم دائمًا في كل أفعاله وفي كل تصرفاته. وكان قديمًا البيت الكريم يتفاخر بكرمه وبعطائه، ويتفاخر بحبه للعطاء. وكانوا ينفرون من الشخص البخيل ومن البيت الذي لا يكرم ضيفه.
فقد كان الغريب عن المكان يمكن أن يرتحل إلى أي قبيلة محيطة به، ويحصل من خلالها على المياه وعلى الغذاء. وكان يكرم العرب الضيف أفضل الكرم، فكان يأكل أفضل طعام وأفضل شراب في المنزل. وكانت مدة استضافة الضيف ثلاث أيام فقط، ولا يمكن أن تزيد المدة عن هذا إلا إذا رغب المضيف. فبسبب طبيعة البيئة الصحراوية، عدم استضافة الغريب أو التائه أو الضيف كان من الممكن أن يعرض حياته للخطر لعدم قدرته على الحصول على طعام أو شراب. وكان من أشهر العرب قديمًا واتصف بالكرم، حاتم الطائي. وكان حاتم الضيف منزله وكل ما يملك مسخر لخدمة الضيوف ولخدمة الغرباء. كما كانت قديمًا يصرفون أموالهم ببذخ لرد دين أحد غريب عنهم، وكل هذا من علامات الكرم. وجاء الإسلام وأثنى على هذه الصفة الطيبة، ووضع حدودًا لها، فهناك حد فاصل ما بين الكرم والإسراف. صفات العرب قبل الإسلام - موضوع. ومن السفات الحميدة أيضًا بين العرب الشجاعة والإقدام. فبسبب طبيعة الحياة القاسية لم يكن العرب يهابون شيئًا، وكانوا يواجهوا كل مخاوفهم بشجاعة منقطعة النظير. فكانوا يحافظون على أرضهم وأملاكهم بكل ما يملكون من أموال وأرواح. وكانوا لا يخضعون أبدًا لعدو أو لمغتصب. ومن علامات الشجاعة حرصهم الدائم على حماية بعضهم البعض.