ذات صلة فضل بر الوالدين في الإسلام بر الوالدين بعد موتهما وفضله فضل وثمرات بر الوالدين في الدنيا والآخرة يحصد المسلم ثمار برّ الوالدين في الدنيا قبل الآخرة، وإن كان أجر الآخرة أعظم، ومن أهم فضائل بر الوالدين على البارّ في الدنيا والآخرة: يعلو شأنه في الدنيا، ويطيب ذكره بين الناس. ويبارك الله له في عمره ورزقه، ويرزقه التّوفيق في حياته.
بر الوالدين من الأعمال المحببة لرب السموات والأرض، وهو أجلُّ القربات، وأحبها لله تعالى وأزكاها عنده، وإن بر الوالدين من أكبر الأسباب لكسب الثواب والحسنات، وتكفير الذنوب، كما أنه أقرب طريق يُوصلنا لله عز وجل، والفوز برضاه وجنته، كما أن الله ألصق رضا الوالدين برضاه عز وجل، وإن سخطهما من سخطه، وجعل الجنة تحت أقدامهما، كما جعل الوالدين أوسط أبواب الجنة [٤].
تاريخ النشر: الإثنين 26 جمادى الأولى 1428 هـ - 11-6-2007 م التقييم: رقم الفتوى: 96878 17640 0 258 السؤال هل بر الوادين من أسباب زيادة الرزق؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه من أعظم أسباب سعة الرزق وزيادته، ومن أعظم ما أمر الله به بر الوالدين والإحسان إليهما، حيث قرن ذلك بعبادته سبحانه وتعالى توكيدا على حقهما فقال: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: 36}. ولذلك فبرهما من أسباب سعة الرزق. وصلة الرحم بصفة عامة من أسباب سعة الرزق أيضا؛ كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه. ومن المعلوم أن أصحاب الرحم لا يربطهم بالمرء إلا والداه، فإذا كان الله جل وعلا جعل صلة الرحم من اسباب سعة الرزق فكيف ببر الوالدين. وبإمكانك أن تطلع على المزيد في الفتويين: 29607 ، 45476. والله أعلم.
فضل بر الوالدين أنّ برّ الوالدين أقرب طريق إلى الجنّة: فمن يبرّ بوالديه فإنّه يختصر الطّريق إلى الجنّة، وعن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: قلت: يا نَبِيَّ اللهِ، أيُّ الأعْمالِ أقْرَبُ إلى الجَنَّةِ؟ قالَ: "الصَّلاةُ علَى مَواقِيتِها" قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: "برُّ الوالِدَيْنِ". رضا الوالدين من أسباب رضا الله تعالى: إنّه لمن عظيم فضل الله -تعالى- على عباده، أن يرضى عمّن أرضى والديه، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "رِضَا اللَّهِ في رِضَا الوالِدِ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالِدِ". برّ الوالدين يطيل في العمر ويزيد في الرّزق: ودليل ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم: "من سرَّه أن يُمدَّ له في عمرِه ويُزادَ في رِزقِه فليبَرَّ والدَيْه وليصِلْ رحِمَه". برّ الوالدين طريق إلى الله تعالى: الأعمال الصّالحة كثيرة، وتتفاوت بتفاوت درجاتها وفضلها؛ وكلّها توصل إلى الله تعالى، إلّا أنّ برّ الوالدين فإنّ طريقه مختصر لبلوغ قرب الله تعالى، حيث قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: "إنِّي لا أعلَمُ عملًا أقرَبَ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ مِن برِّ الوالِدةِ". برّ الوالدين سبب في غفران الذّنوب: وذلك لحديث النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عندما جاءه رجل، فقال: إنّي أذنبت ذنبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟ فقال: "هل لك من أم ؟" قال: لا، قال: "فهل لك من خالة؟".
فتأمل رحمك الُله كيف اجتهدَ الخليل في نُصح والدهِ، وبَذلِ الوسعِ لإنقاذه وبالرغم من تلك الرقةِ المتناهيةِ، والنصحِ الجميل، والقول ِ اللين اللطيف، يُهددُ بالرجم، ويُسألُ الهجرَ والقطيعة، فما ثارت ثائرةُ الخليل، ولا افتقدَ أعصابَه وخُلقَه، بل ظلَّ رقيقاَ إلى النهاية، عطوفاَ مشفقاَ، حتى اللحظةِ الأخيرة. ((قَالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً)) (مريم: 47). ومن بر الوالدين كذلك: مداومةُ الدعاءِ لهما بقلبٍ, حاضرٍ, ، وبتضرعٍ, وإلحاحٍ, ، امتثالاً لقولِ الحقِ جلَّ جلاله: ((وَقُل رَبِّ ارحَمهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)) (الإسراء: من الآية24). وتأسياً بالأنبياء والمرسلين كنوحٍ, عليه السلام الذي يقول: ((رَبِّ اغفِر لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيتِيَ مُؤمِناً وَلِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً)) (نوح: 28). وسليمان عليه السلام: ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِن قَولِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوزِعنِي أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتِي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صَالِحاً تَرضَاهُ وَأَدخِلنِي بِرَحمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)) (النمل: 19) ومن أعظمِ الدعاءِ للوالدين الدعاءُ لها، بطولِ العمرِ، وحُسنِ العملِ وبالهدايةِ والسدادِ، وبالحياةِ الطيبةِ في الدنيا والآخرة، وبحسنِ الخاتمةِ والمصير، ومن مظاهر البر كذلك، شكرُ الوالدين مقروناً بشكرِ الله تعالى.
تصوروا رسول البشرية، ومعلم الإنسانية، ومزعزع كيان الوثنية يظلل هذه العجوز من الشمس برضعة واحدة، فأين الذين قطعوا عماتهم وخالاتهم، وبناتهم وأخواتهم؟ وهم كثيرٌ! حرموهن من الميراث الذي فرضه الله لهن وقطعوهن من الصلة والزيارة؛ حتى سمعنا ورأينا من العجائز الطاعنات في السن من تقف الواحدة في فقرٍ، وهي تبكي وتقول: ظلمني! أنصفني الله منه، فأين هذا الخلق من ذاك الخلق؟!
بتصرّف. ↑ محمد المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب ، صفحة 1478، جزء 7. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2551، صحيح. ↑ سعيد القحطاني (1421هـ)، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 663، جزء 2. بتصرّف. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن مالك بن ربيعة أبي أسيد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 4/106، حسن. ↑ محمد أبو البركات (1968م)، آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة ، سوريا-دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية، صفحة 73. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دارالسلاسل، صفحة 61، جزء 8. بتصرّف. ↑ سورة الإسراء، آية: 23-24. ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير ، مصر: دار الفكر العربي، صفحة 1675، جزء 3. بتصرّف. ^ أ ب سورة الإسراء، آية: 23. ↑ محمد الحمد، عقوق الوالدين: أسبابه - مظاهره - سبل العلاج ، صفحة 31. بتصرّف. ↑ خالد الخراز (2009م)، مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ (الطبعة الأولى)، الكويت: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، صفحة 343.