الحديث صحيح متفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ المصُوِّرُونَ) رواه البخاري ومسلم. اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورين. أما المقصود بالمصورين الذين هم أشد الناس عذاباً يوم القيامة ، فقال العلماء أنهما صنفان: الأول:من صور التماثيل لتعبد من دون الله ، وهي صناعة الأصنام ، ولا شك أن فاعل ذلك كافر ، وكان من أشد الناس عذاباً لما فيه من صنع آلهة تعبد من دون الله. الثاني: من صور التماثيل أو الصور مضاهاة لخلق الله وزعماً منه أنه يماثل صنعة الله وخلقه سبحانه جل في علاه ، وهذا أيضا كفر بزعمه أنه يضاهي صنعة الله وخلقته. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال " قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً". قال بدر الدين العيني رحمه الله في شرح الحديث " فإن صوَّرها لتُعبد أو لمضاهاة خلق الله تعالى: فهو كافر قبيح الكفر ، فلذلك زيد في عذابه" فهذا ما حمل عليه تأويل الحديث في بيان سبب الزيادة في العذاب ، وبعض العلماء حمل التشديد وزيادة العذاب على أنه من أشد الناس عذابا لأنه روي في بعض الروايات " إن من أشد الناس عذابا ".
وفي رواية البخاري أنه قال له: "ويحك، إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح ". والإسلام جاء بسد الذريعة نحو الشرك ، والتساهل في البدايات قد يجر إلى النهايات غير محمودة العاقبة ، وقوم نوح لما صوروا التماثيل في أول أمرهم ما صوروها بنية العبادة وإنما لتذكرهم بالصالحين الذين ماتوا فإذا رأوا صورهم تنشطوا للعبادة ثم بعد جيلين صارت هذه التماثيل آلهة تعبد من دون الله ، فلم يتمكن نوح عليه السلام بعد 950 سنة من الدعوة من إرجاعهم عن هذا الشرك إلا قليلاً منهم! معنى حديث أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون - إسلام ويب - مركز الفتوى. ولمسائل الرسم والتصوير وصور ذوات الأرواح تفاصيل وتفريعات مختلف فيها وبعض القضايا المعاصرة ليس هذا محل بسطها. والله أعلم
رواه ابن جرير. وقال مجاهد في رواية أخرى عنه: من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا; وذلك لأنه من قتل النفس فله النار ، فهو كما لو قتل الناس كلهم. وقال ابن جريج عن الأعرج عن مجاهد في قوله: ( فكأنما قتل الناس جميعا) من قتل النفس المؤمنة متعمدا ، جعل الله جزاءه جهنم ، وغضب الله عليه ولعنه ، وأعد له عذابا عظيما ، يقول: لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك العذاب. قال ابن جريج: قال مجاهد ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) قال: من لم يقتل أحدا فقد حيي الناس منه. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: من قتل نفسا فكأنما قتل الناس [ جميعا] يعني: فقد وجب عليه القصاص ، فلا فرق بين الواحد والجماعة ( ومن أحياها) أي: عفا عن قاتل وليه ، فكأنما أحيا الناس جميعا. وحكي ذلك عن أبيه. ما صحة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون"، وما المقصود به - أجيب. وقال مجاهد - في رواية -: ( ومن أحياها) أي: أنجاها من غرق أو حرق أو هلكة. وقال الحسن وقتادة في قوله: ( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) هذا تعظيم لتعاطي القتل - قال قتادة: عظم والله وزرها ، وعظم والله أجرها. وقال ابن المبارك عن سلام بن مسكين عن سليمان بن علي الربعي قال: قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال: إي والذي لا إله غيره ، كما كانت لبني إسرائيل.
المطلب الخامس حكم التداوي بالصُّور أجمع العلماءُ على تحريم التصوير لذوات الأرواح ( [1]) ؛ وذلك لأدلة كثيرة، منها: 1-حديثُ عائشة ، أنَّ النبي r قال: أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ( [2]). وجه الاستدلال: أنَّ النبي r توعد المضاهين بخلق الله وهم المصورون ( [3]) بالنار، والتوعّد بالنار يقتضي التحريم. 2-حديثُ إنّ أصحاب هذه الصور يعذَّبون يوم القيامة ( [4]). قراءة سورة طه - Taahaa | نص مكتوب بالخط الرسم العثماني. أخبر أن المصورين يعذبون يوم والعذاب لا يكون إلا على محرم. 3-حديث ابن عباس t ، أنَّ النبي r قال: كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتُعذِّبه في جهنم ( [5]). أخبر أنّ المصوِّر في النار وأنه يُعذَّب بصوره التي صوَّرها، ولا يُعذب إلا على فعل محرم. 4- حديث أبي جُحيفه ( [6]) t ، أنّ النبي r: لعن المصوِّر ( [7]). ( [1]) ينظر: ابن رشد، المقدمات 3/458، والنووي، شرح صحيح مسلم 14/81، ويدخل في ذلك: التصوير بالآلات الحديثة (الفوتوغرافي، والتلفزيوني) في قول عامة الباحثين والمُفتين. ينظر: محمد بن إبراهيم، مجموع الفتاوى 1/183، واللجنة الدائمة للإفتاء 6678، 669، 674، 675؛ لأنها في معناها، بل هي أبلغ في ذلك وأشد أثراً من تصوير بالنحت والرسم، ولعموم الأدلة.
ومن أ شد الناس عذاباً يوم القيامة اليهود، فقد قال تعالى عنهم: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ. اهـ وجاء في تفسير القرطبي: والذي عليه الأكثر من العلماء أن جهنم أعلى دركات النار، وهي مختصة بالعصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي التي تخلى من أهلها فتصفق الرياح أبوابها. ثم لظى، ثم الحطمة، ثم سعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية، قال الضحاك: في الدرك الأعلى المحمديون، وفي الثاني النصارى، وفي الثالث اليهود، وفي الرابع الصابئون، وفي الخامس المجوس، وفي السادس مشركو العرب، وفي السابع المنافقون وآل فرعون ومن كفر من أهل المائدة. ومن أشد الناس عذاباً رجل قتله نبي. كما جاء مرفوعاً: أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبياً وإمام ضلالة.. الحديث رواه أحمد وحسنه الأرنوؤط. فإذا تقرر أن طوائف كثيرة يشاركون آل فرعون في الدخول إلى أشد العذاب، لم يمكن القول بأن فرعون هم أشد الناس عذاباً على الإطلاق، ومثل هذا لا يقال فيه إلا بتوقيف من الشارع. والله أعلم.
معلومات حول سورة طه الإستماع الى سورة طه تنزيل سورة طه ترتيب سورة طه: 20 (ترتيب النزول: 45) عدد آيات سورة طه: 135 عدد الكلمات في سورة طه: 1, 354 عدد الاحرف في سورة طه:5, 288 النزول: مكية Makki الأسم بالأنجليزي: Taahaa موضعها في القرآن: من الصفحة 312 الى 321
تاريخ النشر: الأربعاء 29 جمادى الآخر 1432 هـ - 1-6-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 157813 69944 0 368 السؤال هل صحيح أن فرعون أشد الناس عذاباً يوم القيامة؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا شك أن فرعون وآله من أشد الناس عذاباً يوم القيامة، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه:... وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ {غافر:45}، وهذا جزاء من يتكبر في الأرض بغير الحق، ويظلم عباد الله ويتجبر عليهم.. ويقول:.. أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى {النازعات:24}، ويقول:... مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي.. {القصص:38}. وروى الطبري في التفسير: عن عبد الله بن عمرو قال: إن أشد الناس عذاباً ثلاثة: المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة، وآل فرعون. وجاء مصداق ذلك في قوله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ... ، وفي قول ه تعالى عن أصحاب المائدة: فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ. وفي قوله تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ.