سبق أن تورط الأميركيون وحلفاؤهم في القتال ضد القوات الروسية طبعاً، لكن تبقى هذه المعركة غير مباشرة لأنهم يكتفون بتقديم الأسلحة والإمدادات إلى أوكرانيا، لكن لا يصل هذا التورط إلى عتبة التصعيد التي حددتها التجارب السابقة ضمناً، فقد قدّم السوفيات الإمدادات إلى كوريا الشمالية والصين مثلاً في حربهما ضد الأميركيين في كوريا خلال الخمسينيات، ثم دعموا الشيوعيين الفيتناميين ضد الأميركيين مجدداً خلال الستينيات، أما الولايات المتحدة، فقد دعمت من جهتها المجاهدين الذين حاربوا السوفيات في أفغانستان خلال الثمانينيات. في هذه الحالات كلها، شعر الروس والأميركيون بالسخط نظراً إلى تداعيات هذا النوع من المساعدات، لكنهم امتنعوا عن الرد عبر استعمال القوة خوفاً من تحوّل الحروب الصغيرة إلى حروب هائلة، كذلك، تصادم الطيارون الأميركيون والسوفيات مباشرةً وخاضوا قتالاً جوياً خلال الحرب الكورية، لكن أبقى الطرفان هذا الصراع سرياً ولم يكشفا عنه إلا بعد مرور سنوات عدة منعاً لتوسّع الضغوط السياسية وتحوّلها إلى حرب شاملة، لكن يتكل العالم المعاصر على اتصالات متداخلة تكنولوجياً وكمية وافرة من المعلومات الاستخبارية مفتوحة المصدر، لذا لا يمكن إخفاء أي قتال جوي فوق أوكرانيا بأي طريقة اليوم.
هذه الاقتراحات المرتبطة بمنطقة الحظر الجوي مستوحاة من المقاربة التي طبقتها الولايات المتحدة وقوات حلف الناتو في العراق بعد حرب الخليج، وفي البوسنة في منتصف التسعينيات، وفي ليبيا خلال حربها الأهلية في عام 2011، لكن لم تترافق تلك الحالات كلها مع فرض منطقة حظر ضد قوة بارزة، بل إن قوة عظمى (الولايات المتحدة) فرضت المطالب التي تريدها لإضعاف خصوم محليين لا يستطيعون منافستها أصلاً، وما من أمثلة سابقة على فرض «منطقة حظر جوي» ضد قوة بارزة خارج سياق المعارك الرامية إلى التفوق الجوي في الحروب النظامية. يعكس مفهوم الحظر الجوي نزعة إنسانية إلى تخفيف معاناة الأوكرانيين و«التحرك» بطريقة ما ضد العدوان الروسي، لكنّ هذه الخطوة تجازف بوقوع مأساة أسوأ بكثير، فهذا الاحتمال وارد حتى لو بقيت منطقة الحظر الجوي محدودة، على غرار الاقتراحات التي طرحها أكثر من عشرين خبيراً ومسؤولاً سابقاً على مر الأسبوع الأخير، وقد تبدو هذه الفكرة منطقية ظاهرياً، لكنها متهورة في جوهرها. خطوة شائكة تهدف فكرة الحظر الجوي بشكلٍ أساسي إلى حماية الممرات التي يسلكها المدنيون للهرب إلى مكان آمن، بعيداً عن الضربات الجوية الروسية، لكن لم تطرح العمليات الجوية الروسية أكبر مشكلة خلال أول أسبوعَين من الحرب على الأقل، فقد أحدثت المدفعية والصواريخ الأرضية أضراراً تفوق القاذفات الروسية، ولن تؤثر منطقة الحظر الجوي كثيراً على هذه الاعتداءات.
سياسة الحرب الروسية الأوكرانية الجمعة 25/فبراير/2022 - 01:02 م تستمر الحرب الروسية الأوكرانية ، لليوم الثاني على التوالي، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قرر إجراء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا؛ لتجريدها من السلاح، واجتثاث النازية منها؛ حتى يتمكن الأوكرانيون أنفسهم- بعد تحريرهم من هذا الاضطهاد- من تقرير مستقبلهم بحرية. وأوضح لافروف، خلال اجتماع مع نظيره في جمهورية لوجانسك الشعبية، ونائب وزير الخارجية في جمهورية دونيتسك الشعبية في موسكو، اليوم الجمعة، أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، يتمثل هدفها في تمكين الأوكرانيين من تقرير مستقبلهم بحرية بعد تحررهم من الاضطهاد. ووجه لافروف، اتهاما للغرب، بالوقوف مع كييف في مسعاها لعرقلة وتدمير اتفاقيات مينسك، في ظل نفيه- بصوت واحد- حقيقة الإبادة الجماعية الجلية في أوكرانيا. لبس القوات الجوية السعودية. وتابع وزير الخارجية الروسي: تستَّر الناتو والاتحاد الأوروبي على كييف، حتى في الأسابيع الأخيرة؛ عندما اعتزمت بشكل نهائي، الاستيلاء على جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين بالقوة، وأعلنت أنه لا يوجد بديل لأوكرانيا عن الانضمام إلى الناتو، وبدأت في التهديد بالاستحواذ على أسلحة نووية.