منتديات ستار تايمز
ولهذا؛ جاء في صحيح مسلم أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخذ يُسبِّح الله -تبارك وتعالى- حتى طلعت الشمس، فلما طلعت قال: "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا، ولم يعذبنا بذنوبنا". ، قال هذا الكلام: "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا" مع أنه في أول اليوم! وهذا فيه شاهد على أنَّ العبد إذا حفظ أول اليوم بالذكر والطاعة سَلِم له يومه، وحُفِظ له يومه كاملا، وهذا معنى قول بعض السلف: "يومك مثل جملك إن أمسكت أوله تبعك آخره". ولهذا؛ يقول بعض العلماء كلامًا لطيفًا في هذا الباب: "أول اليوم شبابه وآخر اليوم شيخوخته ومن شبَّ على شيءٍ شابَ عليه"، فإذا شبَّ الإنسان في أول اليوم على الذِّكر بقي اليوم محفوظًا، وإذا كان في خلاف ذلك؛ في الكسل أو في النوم أو في الفتور.. أو في غير ذلك من الأمور؛ فإنه يشبُّ عليها ويأتي عليه آخِر اليوم وهو كذلك. منتديات ستار تايمز. وقد كانت العادة عند المسلمين أن يناموا مبكرا ويستيقظوا مبكرا فيصلون الفجر ويذكرون الله تعالى ثم يذهبون إلى أعمالهم وتجاراتهم ففازوا ببركة عجيبة، بخلاف أكثر المتأخرين الذين ينامون متأخرين ويستيقظون متأخرين؛ فيحرمون من بركة هذا الوقت العظيم الذي دعا النبي بالبركة فيه لأمته. والنائِمُ إلى ما بعد صلاةِ الفجر يُصبح خبيثَ النَّفْس كسلان، ومَن استيقظَ ساعتها يُصبح نشيطًا، كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « يَعقِد الشيطان ُ على قافيةِ رأس أحدِكم إذا هو نامَ ثلاثَ عُقدٍ، يضرب كلَّ عقدةٍ: عليك ليل طويل فارقدْ، فإنِ استيقظَ فذكَر الله انحلَّتْ عُقدة، فإنْ توضَّأ انحلَّتْ عُقدة، فإنْ صلَّى انحلَّت عُقدة فأصبح نشيطًا طيِّبَ النفْس، وإلاَّ أصبحَ خبيثَ النَّفْس كسلان ».
ولا يمكن لمن كانت عادته النوم في وقت البكور أن يتمكن من صلاة الفجر. متى يبدأ وقت البكور ومتى ينتهي - إسلام ويب - مركز الفتوى. ونختم في التحذير من تضييع هذا الوقت المبارك بقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (ونوم الصبحة يمنع الرزق ، لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق، فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة، وهو مُضر جداً بالبدن لإرخائه البدن، وإفساده للعضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة، فيحدث تكسراً وعِيّاً وضعفاً... ). والحمد لله رب العالمين. 8 1 1, 931
6_ الشعور بالسعادة: أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يستيقظون باكراً يتمتعون بصحة أفضل ومؤشر السعادة لديهم مرتفع مقارنة بمن ينامون حتى وقت متأخر، وفي دراسة أجريت بجامعة تورنتو الكندية، وجد الباحثون أن الذين يستيقظون باكراً بعد الحصول على عدد كافٍ من ساعات النوم، أكثر نشاطاً وحيوية وقدرة على التعامل مع الآخرين في العمل. وعليه فمن اراد الأخرة فعليه بالإستيقاظ مبكرا ومن اراد الآخرة والدنيا معا وبدنا ينعم بالعافية وتيسيرا وبركة فعليه بالإستيقاظ مبكرا فمابالك بنا في المجتمعات الإسلامية! الحرص على البكور - طريق الإسلام. فكيف لوذكرت الله وصليت فستحصل على خير كثير ولاتناموا بعد صلاة الفجر. ولاتنسوا أنه بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم ببركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: ( اللهم بارك لأمتي في بكورها)كتبت هذه الأسطر فصلوا عليه وسلموا: صلى الله عليه وسلم.
كما أنَّ مَن قام في البُكور وصلَّى الفجرَ فهو في ذِمَّة الله، وكفَى بها نِعمة؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « مَن صلَّى الصُّبحَ فهو في ذِمَّةِ اللهِ » ، أي في أمانه وضمانته، فأيُّ فضلٍ وأيُّ خير أعظمُ مِن هذا الفضل. ومن ثمرات وفوائد الاستيقاظ في هذا الوقت المبارك الفوز ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « لن يلجَ النار َ أحدٌ صلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غُروبِها ».
4- البركة في الصحة. 5- البركة في الرزق والمال لأن هذا الوقت يبدأ فيه تقسيم الأرزاق ، فيحرم النائم من الرزق لنومه. قام شخصان بتأييد الإجابة 96 مشاهدة تأييد ما معنى (اللهم إني أسألك العفو والعافية)؟ د.
وذلك، لأن بين هذينِ كان وقت ابتداء العمل في زمن النبوة وما بعده إلى عصرٍ قريب، ولهذا خُصَّ بالدعاء، قال ابن بطال: ما روي عنه صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها ـ لا يدل أن غير البكور لا بركة فيه، لأن كل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه البركة ولأمته فيه أكبر الأسوة، وإنما خص صلى الله عليه وسلم البكور بالدعاء بالبركة فيه من بين سائر الأوقات ـ والله أعلم ـ لأنه وقت يقصده الناس بابتداء أعمالهم وهو وقت نشاط وقيام من دَعَة فخصه بالدعاء، لينال بركة دعوته جميع أمته. اهـ. قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين عند شرح هذا الحديث: لكن وللأسف أكثرُنا اليوم ينامون في أول النهار ولا يستيقظون إلا في الضحى فيفوت عليهم أول النهار الذي فيه بركة. وقوله: فيفوت عليهم أول النهار الذي فيه بركة ـ يعني البركة الخاصة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الوقت). ولهذا؛ فهو وقتٌ ثمين نفيس ينبغي على المسلم أن يحرص على الفوز ببركته باستيقاظه في هذا الوقت لصلاة الفجر وقضاء الوقت إلى الشروق في الأذكار ، ولا يُضيِّعه في النوم والكسل أو في غير ذلك. والعادة أن ما يكون من الإنسان في أول اليوم ينسحب على بقية اليوم؛ إِنْ نشاطا فنشاط وإِنْ كسلا فكسل، ولهذا قال بعض السلف: "يومك مثل جملك إن أمسكت أوله تبعك آخره" أي إذا حفظتَ أول اليوم فإنَّ بقية اليوم يُحفظ لك.