الإيمان باليوم الآخر الإيمان باليوم الآخِر: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى يبعث الناسَ من القبور، ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم. الإيمان باليوم الآخِر أحد أركان الإيمان، فلا يصحُّ الإيمان إلا به، قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}. الركن الخامس من أركان الإيمان. الذي يؤمن بجميع أركان الإيمان، ما عدا الإيمان باليوم الآخر، فإنه: يصح إيمانه إيمانه ناقص لا يصح إيمانه إيمانه ضعيف أكد القرآنُ الكريمُ على الإيمان باليوم الآخر، ونبَّه إليه في كل مناسبة، وأكد وقوعَه بشتى أساليب العربية، وربط الإيمانَ به بالإيمان بالله عز وجل في أكثر من موضع، وذلك لأن الإيمان باليوم الآخر نتيجةٌ لازمة للإيمان بالله وعدله سبحانه وتعالى. لا يقرُّ اللهُ الظلمَ، ولا يدع الظالمَ بغير عقاب، ولا المظلومَ بغير إنصاف، ونحن نرى من يعيش ظالماً ويموت ظالماً ولم يعاقَب، ومن يعيش مظلوماً ويموت مظلوماً ولم يأخذ حقه، فما معنى هذا واللهُ لا يقبل الظلم؟ معناه أنه لا بد من حياةٍ أخرى، لا بد من ميعادٍ آخر يُكافأُ فيه المحسنُ ويعاقَب فيه المسيءُ ويأخذ كلُّ ذي حقٍّ حقه.
2021-06-30, 12:22 PM #1 الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان، وعقيدة من عقائد الإسلام الأساسية؛ فإن قضية البعث في الدار الآخرة هي التي يقوم عليها بناء العقيدة بعد توحيد الله تعالى. والإيمان بما في اليوم الآخر وعلاماته من الإيمان بالغيب الذي لا يدركه العقل، ولا سبيل لمعرفته؛ إلا عن طريق الوحي. ولأهميَّة هذا اليوم العظيم؛ نجد ان الله تعالى كثيرًا ما يربط الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر؛ كما قال تعالى: " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر " [البقرة: 177] وكقوله تعالى: " ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " [الطلاق: 2]... إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة. وقلَّ أن تمرَّ على صفحة من القرآن؛ إلا وتجد فيها حديثًا عن اليوم الآخر، وما فيه من ثواب وعقاب. والحياة في التصور الإسلامي ليست هي الحياة الدُّنيا القصيرة المحدودة، وليست هي عمر الإنسان القصير المحدود.
الخطبة الأولى: إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.