- وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة, الصدقة على ذي الرحم الكاشح» والكاشح: العَدُوُّ الذي يُضْمِر عَداوَته ويَطْوي. يعني: أفضل الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة في باطنه، فالصدقة عليه أفضل منها على ذي الرحم الغير كاشح، لما فيه من قهر النفس للإذعان لمعاديها، وعلى ذي الرحم المصافي أفضل أجراً منها على الأجنبي لأنه أولى الناس بالمعروف. - وقال صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة الرحم ».
فضائلُ الصدقة في رمضان الحمدُ للهِ الذي بسطَ خيرَه وإحسانَه في هذا الشهرِ الكريم، وجَعَلَه مورداً للعباد يغتنمونه للوصول إلى النعيم المقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذُو الفضل العظيم، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله النبيُّ الكريم، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وأتباعهم على الهُدى المستقيم، وسلِّم تسليماً. أما بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى وتعرَّضُوا لكرم ربِّكم بمكارمِ الأخلاقِ ولين اللسان، واستجلبوا نِعَمَ ربِّكم بالإنعامِ على ذوي الأرحامِ والجيران، فإنَّ اللهَ كريمٌ يُحبُّ الكرمَ وجَوادٌ يُحبُّ الجودَ وعفوٌّ يُحبُّ العفوَ والغُفران، وأكثروا في شهركم من أنواع العبادات وخاصةً الصدقة، فإنها ظِلُّكم يوم القيامة تقيكُم حرَّ النيران، ولها تأثيرٌ عظيمٌ في دفعِ البلاءِ وثوابُها يتضاعفُ بحسب شَرَفِ الزمانِ والمكان، خصوصاً في شهرِ الله المعظَّم رمضان.
كفالة اليتامى بكلّ ما يحتاجونه؛ من مأكل، ومَشرب، ومَلبس، وأدوات تدريسيّة، وأيّ مُستلزمات تكفل راحتهم في معيشتهم، وفي هذا إصابةٌ لفَضل كفالة اليتيم التي أخبر عنها الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم-. استغلال الوقت واستثماره في ذِكر الله؛ وهو أحد موارد الصدقة، فيلهج لسان المرء بالتكبير والتهليل، والتسبيح والتحميد، وسائر الأذكار النافعة التي يترتّب عليها الأجر العظيم.
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا. إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا. فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا. وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان:8-12]، وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويقدمونه على كثير من العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر. قصص عن فضل الصدقة في رمضان – لاينز. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أيُّما مؤمنٍ أطعم مؤمنًا على جوعٍ أطعمه اللهُ يومَ القيامة ِ من ثمارِ الجن َّةِ وأيُّما مؤمنٍ سقَى مؤمنًا على ظمأٍ سقاه اللهُ يومَ القيامةِ من الرَّحيقِ المختومِ » (قال المنذري في الترغيب والترهيب: 92/2 إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب:555)، وقال بعض السلف: "لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعامًا يشتهونه، أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل". وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وداود الطائي، ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، ومن السلف من كان يطعم إخوانه وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروحهم، منهم الحسن وابن مبارك، وقال أبو السوار العدوي: "كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه".