لقد فضل الله شهر رمضان بأن أنزل فيه القرآن، وجعل فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قام ليله وصام نهاره إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. فالواجب على كل مسلم أن يستغل شهر رمضان بكثرة تلاوة القرآن ومدارسته، وكثرة الصلاة والذكر والاستغفار والدعاء، والتزود فيه من الأعمال الصالحة، فهو بمثابة المحطة التي نتزود منها لسفر معادنا إلى ربنا سبحانه. تفسير سورة البقرة - معنى قوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم. معنى نزول القرآن في شهر رمضان تفسير قوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وقوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ. هذا ناسخٌ لما تقدم من قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184]، أما ابن عباس فيرى أنه لا نسخ، وأن الآية الكريمة: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ محمولة على الشيخ الكبير، والمرأة العجوز، والمرضع والحامل، قال: لهم أن يفطروا ويطعموا مكان كل يوم مسكيناً. حكم الفطر للشيخ الكبير والحامل والمرضع فهذا يقودنا إلى معرفة ما على الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصيام وكيف يصنع؟ على رأي ابن عباس: أنه يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكيناً، وهكذا كان يصنع أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه لما كبر سنه، كان يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكيناً.
لما ننظر إلى هذه الآيات: التقوى هي تجنّب الوقوع فيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى حتى لما أحد الصحابة سُئل: ما التقوى؟ قال: أمررت بأرض مشوكة (فيها شوك)؟ قال: نعم، قال: ماذا تصنع؟ قال: أشمّر يعني أرفع ثيابي حتى لا تتمزق بالشوك، قال: هذه التقوى، الآيات الكريمة تتحدث في هذا المثال (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا) هناك موضوع معيّن يتكلم فيه وهو الصيام ثم تأتى الآية ويقول تعالى (فَلَا تَقْرَبُوهَا) هنا نهي (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) هذا الكلام عام ، هذه حدود شرع الله سبحانه وتعالى فلا تقربوها، يبيّن آياته حتى تتقوا مخالفتها. هناك مناسبة بين صدر الآية وخاتمتها. والذي يتبيّن لنا طبعاً الآيات تكون أحياناً للخطاب (لعلكم تتقون) وأحياناً للغيبة (لعلهم يتقون) و أحياناً القرآن يخاطب وفجأة ينتقل للغيبة ذلك عندما يكون الكلام عاماً عندما يريد الحكم أن يكون عامّاً مطلقاً يتحول من المخاطب إلى الغائب ليكون لجميع الغائبين وليس لهؤلاء الذين خوطبوا لجزئية معينة.
أما الجمهور فيرون أن الآية منسوخة، فعلى هذا فالشيخ الكبير مخاطب بالصيام إن هو أطاق، فإذا لم يطق فالله تعالى يقول: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، والذمم بريئة ما لم يكن هناك دليل صريح ملزم، والله تعالى أعلم. أما المرضع والحامل، فما شأنهما؟ فيهما أقوال: القول الأول: إنهما يفطران ويطعمان ويقضيان، أقول: هذا الجمع لا أعلم دليلا عليه، أي: الإفطار مع القضاء مع الإطعام. القول الثاني: إنهما يقضيان فقط شأنهما شأن المريض وشأن المسافر، وهو قول الأحناف قياساً على المريض وعلى المسافر. احل لكم ليلة الصيام الرفث تفسير الميزان - تلميذ. القول الثالث: لا قضاء عليهما ولا إطعام مستدلين بحديث أنس بن مالك الكعبي القشيري: ( إن الله وضع عن المرضع والحامل الصوم)، فقالوا: هذا رسولنا بين أن الله وضع عنهما هذا، لكن هل هذا الوضع مؤقت إلى أن تتحسن أحوالهما أم هو وضعٌ كلي؟ لا نستطيع الجزم بأنه وضعٌ كلي؛ لأن الصيام مكتوبٌ علينا، فعلى ذلك بالنسبة للحامل والمرضع يتلخص الأمر في شأنهما لمن أراد الاختيار: أنهما تقضيان إن استطاعتا، فإن لم تستطيعا أطعمتا، فإن لم تستطيعا القضاء ولا الإطعام فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها. الحكمة من تكرار قوله: (ومن كان مريضاً أو على سفر... ) المشقة تجلب التيسير وقت إكمال عدة رمضان ومشروعية الذكر بعد إتمامه الحكمة من إدخال قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي... ) بين آيات الصيام حقيقة إجابة الدعاء تفسير قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) وقوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ [البقرة:187]، ما المراد بالرفث الرفث بصفة عامة: يطلق على الكلام الذي يقال عند مقدمات الجماع، ويطلق على الجماع نفسه كذلك، وهنا المراد به الجماع نفسه.
أكد الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن جِماع الزوج لزوجته فى ليالى رمضان جائزٌ شرعًا، ما لم يكن هناك عذرٌ شرعى كالحيض والنفاس، لقوله تعالى "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ"، والرفث هنا معناه الجماع جاء ذلك خلال لقائه الرمضانى اليومى فى برنامج "مكارم الأخلاق فى بيت النبوة" مع الإعلامى حمدى رزق، ورده على سؤال عمَّا يعتقده بعض الناس من أن جماع الزوج لزوجته فى ليالى رمضان حرام
والذي عليه أكثر أهل العلم أن من جامع ناسياً لصومه، فلا قضاء عليه ولا كفارة، كمن أكل، أو شرب ناسياً. وقال مالك: عليه القضاء فحسب. وقال أحمد: عليه القضاء والكفارة معاً. وقد قال جمهور أهل العلم: إذا أكل ناسياً، فظن أن ذلك قد فطره، فجامع عامداً، أن عليه القضاء، ولا كفارة عليه. وإذا أفطر الصائم -لغيم أو ضباب- ظناً منه أن الشمس قد غربت، ثم ظهرت الشمس، فعليه القضاء في قول أكثر العلماء. ففي البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: (أفطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غيم، ثم طلعت الشمس، قيل لـ هشام -أحد رواة الحديث-: فأمروا بالقضاء؟ قال: لا بد من قضاء). ولا خلاف في وجوب القضاء إذا غُمَّ عليه الهلال في أول ليلة من رمضان، فأكل، ثم بان أنه من رمضان. وفي قوله سبحانه: ( إلى الليل) ما يقتضي النهي عن الوصال؛ إذ الليل غاية الصيام؛ وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا غابت الشمس من ها هنا، وجاء الليل من ها هنا، فقد أفطر الصائم) رواه مسلم. ثم قال العلماء: تكره مباشرة النساء لمن لا يأمن على نفسه ولا يملكها؛ لئلا يكون سبباً إلى ما يفسد الصوم، وقد روى مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان ينهى عن القُبلة والمباشرة للصائم؛ مخافة ما يحدث عنهما، فإن قَبَّل الصائم، وسَلِمَ فلا جناح عليه، وكذلك إن باشر.
فهذه الترجمة تنم عن جهل المترجم بروح الدين والشريعة. معنى التوبة والعفو والصفح معنى المباشرة في الآية تفسير قوله تعالى: (وابتغوا ما كتب الله لكم) وقوله تعالى: وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [البقرة:187]، فيه حثٌ على الأخذ بالأسباب، ذكر العلامة ابن القيم وغيره ما حاصله: لو قام رجلٌ حديث عهد بعرس، هو وزوجته الحسناء من الليل يصليان ويدعوان ربهما: يا رب! ارزقنا الولد، يا رب! ارزقنا الولد، كل ليلة على هذا المنوال ولم يقربها أبداً، ماذا عساها أن تقول له؟! تقول له: أبك خبل؟! أبك جنون؟! ما حدث جماع! هذا يوم ضنك، والجماع سبب من أسباب الحمل. فالآية مما يستدل بها على مشروعية الأخذ بالأسباب. بيان مفهوم: (الخيط الأبيض من الخيط الأسود) مشروعية الاعتكاف في عموم المساجد
وقد ترك الحق هذا الترخيص مؤجلاً بعض الشيء لكى يدرك كل مسلم مدى التخفيف، لأنه قد سبق له أن تعرض إلى زلة المخالفة، ورفعها الله عنه، وانظر للآية القرآنية وهى تقول:«هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ الله أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ»، كلمة «تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ» هذه تعلمنا أن الإنسان لم يقو على الصوم كل الوقت عن شهوة الفرج، فعندما تركك تختان نفسك، ثم أنزل لك الترخيص، هنا تشعر بفضل الله عليك.