الطب المادي: وأما قوله - صلوات الله وسلامه عليه -: « وإذا استُغسِلتم، فاغسلوا »، فهو بيان للطب المادي من العين، يأمر العائن أن يَغتسل إذا طُلِب منه الغُسل، وفيه إشارة إلى أن الاغتسال كان معروفًا عندهم، فأمرهم ألا يَمتنعوا منه إذا طُلِب منهم، وأدنى ما فيه الطمأنينة لهم، ورفْع الوَهم عنهم، وظاهر أن هذا الاغتسال رُخصة، فينبغي الاقتصار على ما جاء فيها دون التوسُّع فيما ابتدَع المبتدعون، وتزيَّدوا وكذبوا على الله ورسوله، ونفروا كثيرًا من ذوِي الفطرة البريئة من الأحاديث الصحيحة! وقد روى أبو داود عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان يُؤْمر العائن، فيتوضَّأ، ثم يَغتسل منه المَعين". إطفاء شعلة العين الحاسدة: وفي هذا الاغتسال - كما قال العلماء - مناسبة لا تَأْباها العقول السليمة؛ فهذا تِرياق سُمِّ الحيَّة يُؤخذ من لحمها، وهذا علاج النفس الغضبية، توضع اليد على بدن الغضبان، فيَسكُن، فكأن العين الحاسدة كشعلة من نار وقعت على جسد المحسود، ففي اغتساله إطفاء لتلك الشعلة. ص56 - كتاب العين حق - هل الحسد من الذنوب أم أنه من الخصال الذميمة فحسب - المكتبة الشاملة. الطب الروحي: وأعظم من هذا الطب المادي وأنسبُ، ذلك الطب الروحي النبوي، بالرُّقَى والمعوذات التي جاءت عن الله ورسوله وقايةً وعلاجًا. الرقية المشروعة: ومنها ما رواه البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي يُعَوِّذ الحسن والحسين، ويقول: « إن أباكما كان يُعوِّذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامَّة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة ».
وجليٌّ أن الرسول - صلوات الله عليه وسلامه - تحدَّث بهذا الشطر في مناسبات شتَّى، بيَّن فيها كلها أن الإصابة بالعين حقٌّ لا شك فيه، ويعلم المؤمنون بالرسول وما أُنزل إليه من ربِّه أنه: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11]. النهي عن الوشم: ثم نهى في بعض المناسبات عن الوشم، وهو غَرْز إبرة أو نحوها في الجلد؛ حتى يسيل الدمُ، ثم يُذَرَّ عليه كحلٌ أو نحوه ليَخْضرَّ، وهو تغييرٌ لخلق الله وفِطرته، ومن هنا لعن الله فاعله والداعيَ إليه. وَخْزٌ حسي ومعنوي: ففي كلٍّ من الإبرة والعين وخزٌ من الشيطان يُغضب الرحمن - عز وجل - وإن كان أحدهما وخزًا حسيًّا، والآخر وخزًا معنويًّا! ذلك لأن من البواعث على الوشم دَفْعَ العين أو اتقاء ضررها بما لم يعتمد على عقلٍ ولا نقلٍ، فكان من اللطائف النبوية النهي عن الدواء الذي لم يَأذَن به الله. إصابة العين والقدر: وفي بعض المناسبات قَرَن النبي إصابة العين بالقدر، وإن كانت منه بلا ريبٍ؛ توكيدًا لنفاذ سَهمها، وشدَّة تأثيرها فيمن تصيب بإذن القائم على كل نفس بما كسَبت، وكأنه يقول - صلوات الله عليه وسلامه -: « لو صحَّ أن يغالب القدر َ شيءٌ، ويُسابقه في إفناء شيء أو الإضرار به قبل أجَله المضروب له، لسبَقت العين » فهو تأكيد بليغٌ من طريق الفرض، ومثله في كلام البُلغاء والمُربين ذائعٌ شائع لا نُطيل القول به.
وتابع: "إذا رحل الزوج ولم يكن هناك ما يثبت حق المرأة في الكد والسعاية يقدر بتقدير الزوجة"، مضيفا أن هذا كان أحد مخرجات مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الإسلامي في عام ٢٠١٩ برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. ودعا إلى وجوب إعادة العمل بفتوى الكد والسعاية، كما أكد دور التشريع والمجالس العرفية في الترضية بين الزوجة والورثة، مضيفا أن الجهات التشريعية والمنوط بها مجلس النواب هي المعنية بإعادة العمل في الكد والسعاية، مؤكدا وجوده في التراث القديم واهتمام الرسول الكريم به ومن بعده الصحابة. هل ينص حق الكد والسعاية على كتابة نسبة معينة؟ وكشفت الدكتورة فتحية الحفني، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن معنى فتوى "حق الكد والسعاية" التي تحفظ للمرأة العاملة حقوقها. وقالت في تصريحات لوسائل إعلام محلية مصرية، إن الكثير من السيدات أصبحن يخرجن للعمل ويساهمن في مصروفات المنزل مع أزواجهن، وحق الكد والسعاية يقضي بتحرير عقود يكتب فيها للزوجة ما تنفقه في الحياة الزوجة، حفظا لحقوقها. وأضافت أن هناك الكثير من الزوجات تشاركن أزواجهن في الحياة الزوجية من خلال عملهم، وكتابة نسبة مشاركة كلا منهما في عقود، يضمن للمرأة حقها الذي أنفقته، سواء تم الانفصال أو توفي الزوج.