بدائع الصنائع " (3/6) ويقول أبو العباس القرطبي رحمه الله: " وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من كان حالفًا فليحلف بالله) لا يُفهم منه قَصْرُ اليمين الجائزة على الحلف بهذا الاسم فقط ، بل حكم جميع أسماء الله تعالى حكم هذا الاسم. فلو قال: والعزيز ، والعليم ، والقادر ، والسميع ، والبصير ؛ لكانت يمينًا جائزة. وهذا متفق عليه. حكم قول وحياة الله الرقمية جامعة أم. وكذلك الحكم في الحلف بصفات الله تعالى ؛ كقوله: وعزة الله ، وعلمه ، وقدرته ، وما أشبه ذلك مما يَتَمَحَّضُ فيه الصفة لله ، ولا ينبغي أن يختلف في هذا النوع أنها أيمان كالقسم الأول " انتهى. " المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم " (4/623) ويقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري إمام الشافعية في زمانه رحمه الله: " ( وينعقد) اليمين ( بقوله: وعلم الله ، وقدرته ، وحقه ، وعظمته ، وسمعه ، وبصره) ونحوها " " انتهى. " أسنى المطالب شرح روض الطالب " (4/244) ويقول ابن قدامة إمام الحنابلة في زمانه رحمه الله: " والقسم بصفات الله تعالى كالقسم بأسمائه " انتهى. " المغني " (9/395) ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " القسم بقول الإنسان: " وحياة الله " لا بأس بها ؛ لأن القسم يكون بالله سبحانه وتعالى ، وبأي اسم من أسمائه ، ويكون كذلك بصفاته: كالحياة ، والعلم ، والعزة ، والقدرة ، وما أشبه ذلك, فيجوز أن يقول الحالف: وحياة الله ، وعلم الله ، وعزة الله ، وقدرة الله ، وما أشبه هذا مما يكون من صفات الله سبحانه وتعالى " انتهى. "
والله المستعان. موقع مسلم © 2005 البوابة()
الحمد لله. أولا: تقدم في جواب السؤال رقم ( 122729) بيان جواز الحلف بأسماء الله وصفاته. والقرآن كلام الله ، وكلامه صفة من صفاته ، فيجوز الحلف بالقرآن ، قال علماء اللجنة الدائمة: " يجوز الحلف بالله وصفاته ، والقرآن كلام الله الذي هو صفة من صفاته فيجوز الحلف به " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (1 /354). ثانيا: القسم بحياة القرآن لم يرد فيما نعلم في الشريعة ، لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في كلام أحد من أصحابه رضي الله عنهم. والظاهر أن الحالف بذلك أراد أن يحلف بالقرآن ، فجرى على عادة العوام في الحلف بحياة المحلوف ، فالذي يظهر أن حكمه حكم الحالف بالقرآن. حكم قول وحياة الله عليه. وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: عندنا الكثير من الناس يحلفون بغير الله ، مثلا يقولون: وحياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، أو: وحياة عيسى ، أو موسى عليه الصلاة والسلام ، أو: وحياة القرآن أو وحياة قبر أبي ، أو أقسم بشرفي ، أفيدونا بهذا جزاكم الله خير الجزاء ؟ فأجاب: " الحلف بغير الله لا يجوز ، بل يجب أن يكون الحلف بالله وحده سبحانه وتعالى; لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت).
هذا ويجب التنبه إلى حرمة الاستماع للموسيقى والأغاني المصاحبة لها، كما سبق في الفتويين: 5282 ، 30091. والله الموفق. والله أعلم.