وهذا نص صريح واضح جدًّا بأن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من آل بيته، خلافًا للرافضة الذين قالوا: إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، فزوجاتُه من أهل بيته بلا شك. ولأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين حقَّانِ: حقُّ الإيمان، وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم. وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهاتُ المؤمنين، كما قال تعالى في كتابه: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]. انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت. فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهاتٌ للمؤمنين، وهذا بالإجماع، فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أمًّا لي، فليس من المؤمنين؛ لأن الله قال: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾، فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أمًّا للمؤمنين؛ فهو ليس بمؤمن؛ لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم. وعجبًا لهؤلاء! يَقدَحون في عائشة ويسُبُّونها ويبغضونها وهي أحَبُّ زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحبُّ أحدًا من نسائه مثل ما يحبُّها، كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل: يا رسول الله، من أحبُّ الناسِ إليك؟ قال: ((عائشة))، قالوا: فمِن الرجال؟ قال: ((أبوها)) أبو بكر رضي الله عنه.
وقد أحصى ذلك بعض الصحابة بأربعين يوما، وبعض آخر بستة أشهر، وبعضهم تسعة أشهر، وبحسب رواية أبي سعيد الخدري، كان يتبع ذلك بقوله (صلى الله عليه وآله): (أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم)[9]. وهذا يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يريد التأكيد على اختصاص أهل البيت بالخمسة دون سواهم. انما يريد الله ليذهب عنكم. وأما دلالة السياق فلا قيمة لها، بعد ورود الروايات المتكثرة في حصر العنوان بالخمسة، خصوصا بعد اتفاق الجميع، حتى القائلين باختصاص الآية بنساء النبي، على أن الآية لم تنزل ضمن الآيات السابقة واللاحقة لها، بل لو فرض إخراجها من سياق هذه الآيات لم يؤثر ذلك في معناها بشيء[10]. فما ذكره البيضاوي والرازي لا يخرج عن كونه اجتهادا في مقابل النص، فليلاحظ. 3- تتضمن الآية الشريفة مجموعة من المفردات تدل بحسب معانيها اللغوية، وتركيبها، وصياغتها، على عصمة أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك: لا إشكال في أنها ناظرة إلى اختصاص أهل البيت ببعض الخصائص، التي لا يشاركهم فيها غيرهم، حيث أن الكلام مسوق لبيان إرادة الله تعالى، ومعنى ذلك أن المقصود هي الإرادة التكوينية، لا التشريعية، إذ التشريعية المتعلقة بأفعال العباد وتكاليفهم عامة لجميع الناس، ولا معنى لاختصاص أهل البيت بها.
وهؤلاء القوم يَكرهون عائشة ويسُبُّونها ويلعنونَها، وهي أقرب نساء الرسول إليه، فكيف يقال: إن هؤلاء يحبُّون الرسول؟ وكيف يقال: إن هؤلاء يحبُّون آل الرسول؟ ولكنها دعاوى كاذبة لا أساس لها من الصحة. فالواجب علينا احترامُ آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلُّهم آلُ بيته ولهم حقٌّ. ثم ذكَرَ المؤلِّف الآيةَ التي سقناها الآن ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33] نقاء وطهارة؛ [﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ﴾؛ أي: النجس المعنوي،] ﴿ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ بعد إزالة النجاسة. والتطهير: تخلية وتحلية، وقوله: ﴿ تَطْهِيرًا ﴾ هذا مصدر مؤكِّد لما سبق، يدل على أنها طهارة كاملة. ولهذا من رمى واحدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنا - والعياذ بالله - فإنه كافر، حتى لو كانت غير عائشة. ايات قرانية عن تكريم المراة هناك عدة أيات مختلفة و التى تدل على تكريم المرأة. عائشة الذي يرميها بما برَّأها الله منه كافرٌ مكذِّب لله، يحلُّ دمُه وماله، وأما الذي يرمي سواها بالزنا، فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضًا؛ لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ﴾ [النور: 26].