فلا مانع أبدًا ألا تتزوج ذات الدين لأنك لا تراها جميلة، أو لأن تعليمها دون المستوى الذي تريده، أو لاختلافها معك سياسيًّا، أو لأن سنها لا تناسبك، أو لأنك تراها غير نظيفة، أو لأنك تُبْغِض طباعها، أو لأن مستواها الاجتماعيّ أو الماديّ لا يتوافق معك، أو لأنك لا تراها ناضجة، أو لأنك لا تراها أنثى كما تريد، أو لأي سبب آخر سيؤثر على حياتك معها. ومِن ثَمَّ؛ لا تظفر بذات الدين فقط.
أليس هو القائل: (( ل َا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا تَدْ عُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ ، و َلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ ، وَلَ ا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تبارك وتعال ى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَ طَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ)) [رواه أبو داود]. فالجواب: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو الرّؤوف الرّحيم بأمّته قد اشترط على الله شرطا: أنّه إذا دعا وهو في حالة غضب على أحدٍ فإنّه يجعلها له كفّارة ، فكيف وهو لا يريد من دعائه ذلك إلاّ التّحريض ؟ روى مسلم عن عائ شَةَ رضي الله عنها قالتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ الل هِ صلّى الله عليه وسلّم رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ ؟ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا وَ سَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ ؟ قَالَ: (( وَمَا ذَاكِ ؟)) قَالَتْ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا! قَالَ: (( أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي ؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا)).
(ولحسبها) ، الحسب هو مآثر الإنسان، الأعمال التي قام بها، له كرم وشجاعة وجود، وخلال طيبة ونحو ذلك، فما يعتد به الإنسان ويحسبه عند المفاخرة أنا فعلت وأنا فعلت، وأنا توليت المنصب الفلاني، والمنصب الفلاني، وكذا، وعميد كذا سابقاً، ووكيل كذا سابقاً، ومدير كذا سابقاً، و"سابقًا" هذه التي يضعها في صفوف وأسطر هذه هي التي يسمونها الحسب، يحتسبه يعرضه أمام الناس، فالله قسم العقول على الناس كما قسم عليهم الأرزاق، والعاقل هو الذي ينظر إلى الحقائق.
وخلُصَ لأن كلمة تربت يداك تعني أصبت الاختيار الجيد والحمد لله رب العالمين فانبذوا شرح الكلمة وثقوا بالله وبالرسول يوحي الله لرسوله الكريم وحبيبه ينطق ما فيه خير البشر ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر صمت الغالي الآن بعد أن اطمأننت لمعنى الكلمة وقد كان اطمئناني موجودا إنما تعزز أقولها لك أولا تربت يداك بما أتيت من مفيد وجميل النقاش الهادف أسعدك الله ورعاك وحماك وقسم لك من كل خير وسعاة سلام الله عليك ومني احترام واهتمام وود وغلاوة من القلب
ووطئت كل تربة في أرض العرب فوجدت تربة أطيب الترب وهي واد على مسيرة أربع ليال من الطائف ورأيت ناساً من أهلها وكان عندنا بمكة التربي المؤتى بعض مزاميـر آل داود. وتـرب الكتـاب وأتربـه. ولحـم تـرب: عفـر بالتـراب. وبـارح ترب: يأتى بالسافياء. وبينهما ما بين الجرباء والترباء وهما السماء والأرض. ولأضربنه حتى بعض بالترباء. ورأى أعرابـي عيونـاً ينظـر إلـى إبلـه وهـو يفـوق فواقاً من شدة عجبه بها فقال: فق بلحم حرباء لا يلحم تربـاء أي أكلـت لحـم الحربـاء ولا أكلـت لحم ناقة تسقط فتنحر فيترب لحمها. وترب فلان بعد ما أترب أي افتقر بعد الغنى وهما تربان وهم وهن أتراب. وتاربت الجارية الجارية: خادنتها. وقال كثير: ومن المجاز: تربت يداك إذا دعوت كانك تقول: خبت وخسرت. ما معنى ( تربت يداك ) .؟ - الروشن العربي. لاحظ معي أن الأصل في اللفظة هو " ترب " ومنها (( تربة وأترب وأتراب وتارب وترباء)). وأضيف أيضا" ــ حتى أُوسع مخيلتك ــ وأقول أن هذه اللفظة قريبة جدا" من الجذر " رب " والمشتق منه ربى ، يُربي وتربية. وهذا الأمر ينطبق على المثال الذي أوردته والذي " يعرفة طالب بالصف الثالث الابتدائي في التفريق بين الأم والأمة " وأقول لك أيضا" أن الأمة ما هي إلا أم ، وهذا العلم " اللغويات: linguistics " علم واسع ومهم ومن يُريد الخوض فيه عليه أن يكون متسلحا" بمعرفة حقيقية سواء باللغة العربية أو غيرها من اللغات ، وأنا لا أدعي هذه المعرفة وما أنا إلا ناقل لكلام العلماء في هذا المجال ، وأنوه أيضا" الى أن المسلمين في السابق أبدعوا في هذا المجال وكان لهم إسهام رائع ولكنهم هذا الإسهام أخذ يذبل وينطفئ حاله حال الأمة اليوم.
*وثانيها: أن الزواج فيه أمور كثيرة سكت عنها الشرع؛ فمثلًا: لم يحدد الشرع فرق السن التي تكون بين الرجل والمرأة، وغيرها من الأمور المسكوت عنها؛ لأنها من الأشياء التي ترجع إلى ارتياح الشخص مع شريك حياته، وله مطلق الحرية في اختيارها وتحديدها، وترجع -أيضًا- إلى أعراف المجتمعات، وأعراف المجتمعات تختلف من مكان إلى آخر، ومن زمان إلى آخر. *وثالثها: أن المجتمع المسلم في عهد النبي كان مجتمعًا بسيطًا لا تتخلله التعقيدات الحالية، فهذه المعايير الأربعة التي وضعها النبي كانت هي المعايير السائدة في المجتمع المسلم آنذاك، بينما الآن أصبحت هناك معايير أخرى -فوق هذه المعايير- لا بد أن توضع في عين الاعتبار عندما تختار شريك الحياة؛ مثل: (التوجُّه السياسي)؛ فقد وجدنا بيوتًا قدر خُربَت بسبب اختلاف التوجُّه السياسي بين الزوجين؛ فهو مؤيد وهي معارضة أو العكس، وهكذا؛ ولم يكن في عهد النبوة المباركة اختلاف سياسيّ، بل كان المجتمع بين مسلم وكافر فقط. ومثل -أيضًا-: (مستوى التعليم)؛ ففي زمننا هذا أصبح التعليم أمرًا له شأن وأثر كبير في تحديد مستقبل الإنسان؛ ولا ينبغي للرجل أن يتزوج امرأةً تعليمها دون المستوى؛ لأنها بذلك لن تستطيع أن تساعد أبناءها في دروسهم، ولن تُعير مذاكرتهم الاهتمام الوافر؛ مما سيؤدي إلى تهديد مستقبلهم؛ ولم يكن في عهد النبوة المباركة هذا التطاحن المادي ولا هذه الأهمية القصوى للتعليم كيومنا هذا، وهكذا.