وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) قوله تعالى: وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه " أقتل " جزم; لأنه جواب الأمر " وليدع " جزم; لأنه أمر و " ذروني " ليس بمجزوم وإن كان أمرا ولكن لفظه لفظ المجزوم وهو مبني. وقيل: هذا يدل على أنه قيل لفرعون: إنا نخاف أن يدعو عليك فيجاب ، فقال: وليدع ربه أي: لا يهولنكم ما يذكر من ربه فإنه لا حقيقة له وأنا ربكم الأعلى. إني أخاف أن يبدل دينكم أي عبادتكم لي إلى عبادة ربه أو أن يظهر في الأرض الفساد إن لم يبدل دينكم فإنه يظهر في الأرض الفساد. أي: يقع بين الناس بسببه الخلاف. وقراءة المدنيين وأبي عبد الرحمن السلمي وابن عامر وأبي عمرو: " وأن يظهر في الأرض الفساد " وقراءة الكوفيين " أو أن يظهر " بفتح الياء " الفساد " بالرفع ، وكذلك هي في مصاحف الكوفيين: أو بألف وإليه يذهب أبو عبيد ، قال: لأن فيه زيادة حرف وفيه فصل ، ولأن أو تكون بمعنى الواو. النحاس: وهذا عند حذاق النحويين لا يجوز أن تكون بمعنى الواو; لأن في ذلك بطلان المعاني ، ولو جاز أن تكون بمعنى الواو لما احتيج إلى هذا هاهنا; لأن معنى الواو إني أخاف الأمرين جميعا ، ومعنى أو لأحد الأمرين أي: إني أخاف أن يبدل دينكم فإن أعوزه ذلك أظهر في الأرض الفساد.
وقال فرعون ذروني أقتل موسى.. ما اسم السورة؟ نخبركم عن السورة التي تتواجد فيها تلك الآية ورقمها وتفسير الآية كذلك خلال التقرير التالي. ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم: وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد. وقال فرعون ذروني أقتل موسى ونزلت تلك السورة التي فيها الآية بعد سورة الزمر، وهي تسمى سورة المؤمن، بسبب إنها ذكرت قصة مؤمن آل فرعون. ويأتي تفسير آية وقال فرعون ذروني أقتل موسى، يقول فرعون لملئه أتركوني أقتل موسى ولجعل ربه الذي أرسله إلينا بحمايته. وقوله إني أخاف أن يبدل دينكم، يقول فرعون أنه خائف من أن يتغير دين ملئه الذي هم عليه بسحر موسى. وقال فرعون ذروني أقتل موسى.. ما اسم السورة؟ والإجابة عن سؤال وقال فرعون ذروني أقتل موسى.. ما اسم السورة؟ هي في سورة غافر. ويأتي قول الله: وقال فرعون ذروني أقتل موسى، في الآية رقم 26 من سورة غافر، وهي سورة مكية. وتعد آيات سورة غافر 85 آية، منها آيتين 56، و57 مدنية. وتأتي سورة غافر في الترتيب رقم 40 بسور المصحف الكريم، وهي من مجموعة الحواميم، حيث إنه تبدأ بـ حم.
القول في تأويل قوله تعالى: ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ( 26)) [ ص: 374] يقول - تعالى ذكره -: ( وقال فرعون) لملئه: ( ذروني أقتل موسى وليدع ربه) الذي يزعم أنه أرسله إلينا فيمنعه منا ( إني أخاف أن يبدل دينكم) يقول: إني أخاف أن يغير دينكم الذي أنتم عليه بسحره. واختلفت القراء في قراءة قوله: ( أو أن يظهر في الأرض الفساد) فقرأ ذلك عامة قراء المدينة والشام والبصرة: " وأن يظهر في الأرض الفساد " بغير ألف ، وكذلك ذلك في مصاحف أهل المدينة ، وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة: ( أو أن) بالألف ، وكذلك ذلك في مصاحفهم " يظهر في الأرض " بفتح الياء ورفع الفساد. والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار متقاربتا المعنى ، وذلك أن الفساد إذا أظهره مظهر كان ظاهرا ، وإذا ظهر فبإظهار مظهره يظهر ، ففي القراءة بإحدى القراءتين فى ذلك دليل واضح على صحة معنى الأخرى. وأما القراءة في: ( أو أن يظهر) بالألف وبحذفها ، فإنهما أيضا متقاربتا المعنى ، وذلك أن الشيء إذا بدل إلى خلافه فلا شك أن خلافه المبدل إليه الأول هو الظاهر دون المبدل ، فسواء عطف على خبره عن خوفه من موسى أن يبدل دينهم بالواو أو بأو ، لأن تبديل دينهم كان عنده ظهور الفساد ، وظهور الفساد كان عنده هو تبديل الدين.
وقرأ الأكثرون "أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد" وقرأ الآخرون "أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد" وقرأ بعضهم "يظهر في الأرض الفساد" بالضم. القرآن الكريم - غافر 40: 26 Gafir 40: 26
أقتل اسم السورة ذروني فرعون ما موسى وقال موقع ثقافة ويب يحتوي على مقالات منوعة و هادفة في جميع المجالات, ثقافة صحية, طبخ, جمال و موضة, المجتمع, ثقافة دينية, تقنية, رياضة, أخبار, قصص, ترفيه
ولام الأمر في وليدع ربه مستعملة في التسوية وعدم الاكتراث. وجملة إني أخاف أن يبدل دينكم تعليل للعزم على قتل موسى. والخوف مستعمل في الإشفاق ، أي أظن ظنا قويا أن يبدل دينكم. وحذفت ( من) التي يتعدى بها فعل ( أخاف) لأنها وقعت بينه وبين أن. والتبديل: تعويض الشيء بغيره. وتوسم فرعون ذلك من إنكار موسى على فرعون زعمه أنه إله لقومه فإن تبديل الأصول يقتضي تبديل فروع الشريعة كلها. والإضافة في قوله ( دينكم) تعريض بأنهم أولى بالذب عن الدين وإن كان هو دينه أيضا لكنه تجرد في مشاورتهم عن أن يكون فيه مراعاة لحظ نفسه كما قالوا هم أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك وذلك كله إلهاب وتحضيض. والأرض: هي المعهودة عندهم وهي مملكة فرعون. ومعنى إظهار موسى الفساد عندهم أنه يتسبب في ظهوره بدعوته إلى تغيير ما هم عليه من الديانة والعوائد. وأطلق الإظهار على الفشو والانتشار على سبيل الاستعارة. وقد حمله غروره وقلة تدبره في الأمور على ظن أن ما خالف دينهم يعد فسادا إذ ليست لهم حجة لدينهم غير الإلف والانتفاع العاجل. [ ص: 126] وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمر وأبو جعفر " وأن " بواو العطف. وقرأ غيرهم ( أو أن) ب ( أو) التي للترديد ، أي لا يخلو سعي موسى عن حصول أحد هذين.