ت + ت - الحجم الطبيعي قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات، آية «13». على مشارف نهاية هذه السنة وأخص هذه السنة بالتحديد، تعايشنا فيها ومررنا بأوقات جعلتنا نستشعر هذه الآية في دواخلنا وعمق معناها وتفسيرها، أن تنبهر وتتعجب من رحمة الله فينا ولُطفه، أن الله جل جلاله يعرفنا حق المعرفة، فيُعلمنا ويؤدبنا من خلال آياته، أن يوصي الإنسان بالإنسان، خلقنا لبعضنا البعض لأنه يعلم مدى ضعفنا وحاجتنا لبعض، أننا بيدٍ واحدة سنقف صامدين. ففي أزمة كورونا مثلاً تعلمنا مهما كانت الشعوب بدولها متقدمة ومتطورة وقوية لن تستطيع أن تقاوم الريح بشدتها وقسوتها دون أن نتكاتف وتتكاثف جهودنا بعقلٍ واحد وهدف واحد، فاليد الواحدةُ لا تُصفق، علمتنا هذه الأزمة بأنه لن تستطيع آن تواجه هذه الكارثة وحدك، مهما كانت استراتيجية الشعوب مختلفة فإنها لن تصل وهي مؤمنة بذلك لن تصل لحل هذه الكارثة بلوم بعضنا البعض، إنما بأن نكون كتفاً نستند عليه بلحظة سقوطنا، ففي نهاية المطاف كلنا نسعى لإيجاد عقار واحد سيتفق عليه العالم أجمع.
ومن أهمها تلك التي ذكر فيها أهمية التأدب مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، ووضحت كيف يكون التعامل معه صلى الله عليه وسلم. كما تم اعتبار الصوت المرتفع في حضرته محرمًا، أما عن التفسيرات فسوف نذكرها على النحو المبين أدناه: تفسير الجلالين «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى» يقصد بهما آدم وحواء. «وجعلناكم شعوبا» هي الجمع لكلمة شعب والشين مفتوحة، هذا أعلى شرائح النسب. «وقبائل» هي أقل من الشعوب، ويليها العمائر، بعدها البطون ثم فخوذ وأخيرًا الفصائل. مثال على ذلك خزيمة هو شعب، وكنانة قبيلة. أما قريش عمارة والعين مكسورة، قصي هي البطن، وهاشم فخذ، العباس هي الفصيلة. «لتعارفوا» حذفت منها تاء، ليعرف أحدكم الآخر. «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» لا تتباهوا بعلو أنسابكم، وإنما بتقوى الله. «إن الله عليم خبير» يعلم الله ما في قلوبكم. التفسير الميسر يا أيها البشر لقد خلقتم من والد واحد هو سيدنا آدم نبي الله، والدة واحدة هي السيدة حواء، فلا فرق بينكم في الأنساب. ثم أصبحتم من خلال النسل أكثر من شعب وقبيلة، لتتعرفوا على بعضكم البعض، إن الأكرم بينكم عند ربه هو الأشد تقوى له، إنه يعلم المتقين وخبير بهم. تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}. ماذا يعني التعارف في الآية المقصود هو التعارف المبني على النصح والنصر بالعدل والحق، وأن يكونوا الناس متعاونين في إعمار الأرض، وأداء الحقوق والإرث بين ذوي القربى، وإثبات الأنساب.
لم نُخلق ذكوراً وإناثاً عبثاً، لم نخلق جماعةً بعقولنا ومعرفتنا وثقافتنا المختلفة عبثاً، خلقنا لننفع وننتفع، لنتشارك ونشارك، لِنُحِب ونُحَب، خلقنا باختلافاتنا بالشكل واللون ليس لأن نعتقد بأن الأبيض أفضل من الأسود، وليس الجمال هو المقياس للمثالية والأفضلية، وبأن نسبك وغِناك وفقرُكَ لن يحددوا مصيرك فالترابُ سيُغطي أجسادنا دون النظر لكل ذلك. نحن من آدم وحواء نتشارك بذلك وبمصيرنا الواحد، فيُؤلمني حقاً بأننا ننسى ذلك كثيراً. في الختام لكل أسرة ولكل فرد فيها لكل إنسان على وجه هذه البشرية، لطفاً منكم أن تربوا أجيالنا على أن أبناء آدم كلهم سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، أن تزرعوا في قلوبهم حب الخير للناس وتعلموهم حب العطاء والتعاون، أن نتسامح ونعفو ونصفح ليعم فينا وفي بلادنا السلام، أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة لينفعوا وينتفعوا.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا فوائد من آية: ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ، [١] هذه الآية واضحة المعاني، وفيها منهاج حياة وسعادة البشرية والأمم، وفيها الكثير من الفوائد، ومنها ما يأتي: التواضع من عَلِم أصل نشأته، وأن أباه مخلوق من طين، وأن كل الناس مخلوقون من نفس الأم والأب، وعرف ذلك حقّ المعرفة؛ فحينها سيتواضع ولا يتكبر على مخلوقات الله. نبذ العنصرية بيّن الله -تعالى- أن الاختلاف بين بني آدم إنما هو من أجل التعارف، ومهما تعددت آراء المفسرين في المقصود من قوله -تعالى-: (لِتَعَارَفُوا)؛ فالمقصد الأساسي واحد، وهو أنّه لا فرق في الأنساب والأحساب عند الله، وأن الله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أشكالنا بل إلى التقوى التي محلها القلب. السباق الوحيد والتمايز الحقيقي هو بما عند الله لا بسواه من أراد أن يكون الأسبق والأفضل والأكرم فلينظر إلى الحياة الدائمة الباقية الخالدة، وليتميّز بتقواه لله كي يكون من المفلحين الفائزين، فلا شرف للمرء بنسبه ولا بحسبه، فهو أمر لم يكسبه بكدّ يده ولا بعرق جبينه، والشرف الحقيقي هو في تقواه لله والعمل لما عنده من نعيم وجزاء.
آخر تحديث: أكتوبر 4, 2021 وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، وهي واحدة من آيات سورة الحجرات، وفيها دلالة ربانية من الله جل وعلا على خلقه الإنسان من إجمال كل ما خلق سبحانه. وجعله مكرم بخلافته في الأرض ليعمرها، ووهبه كل الأمور التي يحتاجها في أداء هذا العمل العظيم، وأعطاه العقل وبديع الهيئة. حيث خلق بأفضل شكل، وكانت مشيئة الخالق بالبشر أن يكونوا أمم متباينة وشعوب كثيرة. المقصود بقوله وجعلناكم شعوبا وقبائل في الآية الكريمة وفقًا لرأي الشيخ الرازي في معناها أنه قام بتفسيرها على عدة وجوه، وسوف نبين ذلك فيما يلي: المعنى الأول: جعلناكم شعوبًا كثيرة متنوعة مثل العجم لا دراية بمن يجعلهم مجتمعين. وجعلناكم كذلك أقوام وقبائل لكم أصول معروفة تجمعكم، مثل العرب وكذلك بني إسرائيل. المعنى الثاني: أن الشعوب انبثقت منها عدة قبائل مختلفة، وقد خرج من القبيلة الواحدة عدة شعوب. وهكذا تدريجيًا إلى البطون ويليها العمائر ثم الأفخاذ ومنها إلى فصائل. هناك معاني عديدة تحملها الآية الكريمة تتسم باللطف، وكذلك التأكيد على أن التفاخر بسبب الأصل غير جائز ولا مقبول فيه التآلف، فإن الله سبحانه وتعالى يشير من خلاله قوله (إِنَّا خَلَقْناكُمْ) و (وَجَعَلْناكُمْ) إلى أن الفخر لا يكون بالأشياء التي لا دخل للإنسان بها.
إنَّ تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا من أهم التفسيرات التي يجب على كل مسلم أن يطلع عليها ويعرف معناها ومضمونها والمقصود فيها، فهذه الآية الكريمة توضح قضية اجتماعية تتعلق بالعلاقات العامة بين الشعوب على هذه الأرض، ولهذا يهتمُّ موقع المرجع في الحديث عن هذه الآية الكريمة وتفسيرها عند كلِّ من السعدي والطبري، إضافة إلى الحديث عن سبب نزولها الوارد في علم أسباب النزول، وأهمية الأخوة الإنسانية ونبذ العنصرية في الإسلام. وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا في أي سورة قبل الشروع في تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، لا بدَّ من القول تقع آية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا في سورة الحجرات، حيث يقول الله -سبحانه وتعالى- في هذه السورة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [1] وفيما يأتي سوف نسلط الضوء على تفسير هذه الآية الكريمة.
فنزلت المبادئ التشريعية الإسلامية التي هدفت إلى محو العبيد وتجارة الرقيق. وقد كانت فاشية في الجاهلية في منطقة الجزيرة العربية، ومن بين هذه المبادئ كفارة اليمين، والظهار، والقتل الخطأ. هذه المبادئ التي حرص عليها الإسلام في التطبيق على المسلمين كان لها أثر كبير عندما طبقت في المدينة المنورة. حيث كان يتعايش كلاً من المسلمين مع اليهوديين بناءًا على مبدأ أداء الحقوق والواجبات، وكذلك حدث التصالح بين الدولة الإسلامية مع مسحيين نجران. قام الإسلام بكسب الصحابة العظام على مبدأ الولاء للعقيدة الدينية، وتخلص من كل فارق مبني على اللون أو الأصل. فترى راية الإسلام جامعة تحت جناحيها كلًا من سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي كل هؤلاء مع العرب والقرشيين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. قد يهمك أيضًا: تفسير سورة الهمزة للاطفال هكذا نكون تناولنا معلومات كثيرة عن سورة الحجرات، وفهمنا المقصود من وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. وتعرفنا على التفسير وأسباب نزول هذه الآية، وأخيرًا أوضحنا موقف الإسلام من العنصرية والتعصب.