قال: كيف لي باسم الصديقين ، وتعدني من المخلصين ، وقد أدخلت مدخل المذنبين ، وسميت في الضالين المفسدين؟ قال: لم يفتتن قلبك ، ولم تطع سيدتك في معصية ربك ، ولذلك سماك الله في الصديقين ، وعدك من المخلصين ، وألحقك بآبائك الصالحين. قال: لك علم بيعقوب أيها الروح الأمين؟ قال: نعم ، وهبه الله الصبر الجميل ، وابتلاه بالحزن عليك ، فهو كظيم. قال: فما قدر حزنه؟ قال: حزن سبعين ثكلى. قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله | اسـلام صبحى 😢 - YouTube. قال: فماذا له من الأجر يا جبريل؟ قال: قدر مئة شهيد. 19728 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير ، عن ليث ، عن ثابت البناني قال: دخل جبريل على يوسف في السجن ، فعرفه يوسف قال: فأتاه فسلم عليه ، فقال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، هل لك من علم بيعقوب؟ قال: نعم. قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، هل تدري ما فعل؟ قال: ابيضت عيناه. قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، مم ذاك؟ قال: من الحزن عليك. قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، وما بلغ من حزنه؟ قال: حزن سبعين مثكلة. قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، هل له على ذلك من أجر؟ قال: نعم أجر مئة شهيد.
فها هم أحد عشر رجلًا يستطيعون حفظ واحدٍ منهم، فما قدرهم بالنسبة إلى قدر يوسف -عليه السلام-؟! إن هذه البلايا إنما يقوم لها يوسف -عليه السلام- مقامهم مجتمعين، بل خيرًا منهم بلا شك، ووالله لقد كان؛ فيوسف هو الذي يفرِّج الله به کرب يعقوب في بنيه، ولكنه يفتقده حينما قال: ( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ)، إن فقد الرجال وغياب الكرماء وانعدام الثقات هو الذي يؤلم رعاة البشر؛ الأنبياء وأتباعهم. وإن هذا المعنى -والله أعلم- هو الذي جعل عمر -رضي الله عنه- عندما صلى بالناس فقرأ هذه السورة، حتى إذا وصل إلى قوله -تعالى- عن يعقوب -عليه السلام- في هذا الموضع: ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)، سُمع نحيبه ونشيجه، أي: بكاؤه مِن آخر المسجد، وهو الذي قال: "اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر، وعجز الثقة! "، وقال لجلسائه: "تمنوا"، فيتمنى أحدهم مالًا لينفقه في سبيل الله، ويتمنى الآخر خيلًا يجاهد عليها في سبيل الله، وغير ذلك... قال انما اشكو بثي وحزني الى ه. فيقول: "لكني أتمني دارًا مثل هذه، فيها رجال مثل أبي عبيدة بن الجراح أستعملهم في أمور المسلمين" -أو كما قال رضي الله عنه-. إنه والله همٌّ عظيمٌ، وشدة شديدة أن يُفقد الرجال؛ إذا كان في زمان عمر والصحابة -رضي الله عنهم- حوله متوافرون يشكو إلى الله عجز الثقة، بل أعظم مِن ذلك إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يقول: ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً) (متفق عليه) ، فالراحلة التي تصلح للسفر الطويل وحمل الأشياء، أقل مِن واحد بالمائة في الناس؛ فكيف بأزمانٍ انعدم فيها الثقات وغاب فيها العلماء، وعز فيها الكرماء؟!
19713 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عوف ، عن الحسن ، ( إنما أشكو بثي) ، قال: حزني. 19714 - حدثنا ابن بشار قال: حدثني يحيى بن سعيد ، عن عوف ، عن الحسن: ( إنما أشكو بثي وحزني) ، قال: حاجتي. [ ص: 227] وأما قوله ( وأعلم من الله ما لا تعلمون) فإن ابن عباس كان يقول في ذلك فيما ذكر عنه ما: - 19715 - حدثني به محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله: ( وأعلم من الله ما لا تعلمون) يقول: أعلم أن رؤيا يوسف صادقة ، وأني سأسجد له. 19716 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال: ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون) ، قال: لما أخبروه بدعاء الملك ، أحست نفس يعقوب وقال: ما يكون في الأرض صديق إلا نبي! فطمع قال: لعله يوسف. 19717 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) الآية ، ذكر لنا أن نبي الله يعقوب لم ينزل به بلاء قط إلا أتى حسن ظنه بالله من ورائه. 19718 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا حكام ، عن عيسى بن يزيد ، عن الحسن قال: قيل: ما بلغ وجد يعقوب على ابنه؟ قال: وجد سبعين ثكلى!.