كما أن تخصيص صفة القتل بالوأد بمن جاءه المولود بطريق السفاح تخصيص بلا مخصص، إذ لا يساعده على ذلك سياق الآية ولا نصوص أخرى ولا حتى الواقع المرصود لأحوال العرب آنذاك، بل كانوا لا يتحاشون حمل السفاح ولا يكترثون بوقوعه. 5- ثبت في السنة النبوية ما يبين أن البنات كُنَّ الأكثر تعرضاً لاقتراف جريمة الوأد، جاء هذا أكثر من حديث، ومنها: أ- ما ثبت عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات، وَمَنْعاً وهات، ووَأدَ البنات، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال" رواه البخاري ومسلم.
وتأمَّلْ هذه الصُّور لترى التدنِّي في الأخلاق والقِيم والتصورات، في هذه الحياة البهيميَّة التي عُوملت بها المرأة، ويَكفي أن تتصوَّر الرجل يرسل امرأته إلى آخَرَ لتأتيَه بولد نجيب، كما تُرسل الناقة إلى الفَحْل ليضربَها، وما ذاك إلا إساءة بالغة لإنسانيتها، فأبطَل الإسلام هذه الأنكِحَةَ الفاسدة، وأقرَّ الصالح منها. المبحث الخامس: طلاق المرأة، ونظام عدَّتها عندهم. كانتِ النساء أو بعضهنَّ يُطَلَّقْنَ الرجال في الجاهلية، ولم يكن النِّساءُ يومئذٍ بحاجة إلى المصارحة بالطلاق، بل كان حَسْب البدويات منهنَّ أن يحولْنَ أبوابَ أخبيتهنَّ إن كانت إلى الشرق فإلى الغرب، أو كانت إلى الجنوب فإلى الشمال، وكان لهنَّ - إذا لم يَكُنَّ ذوات أخبية - أساليب يدللن بها الرجال على الطلاق، فليس لهم عليهنَّ مِن سبيل، فكان بعضهنَّ إذا تزوَّجت رجلاً، وأصبحتْ عنده كان أمرُها إليها، وتكون علامة ارتضائها الزوج أن تعالج له طعامًا إذا أصبح [8].
يُقَالُ: اتَّئِدْ فِي أَمْرِكَ أَيْ تَثَبَّتَ.
وما أبلغ ما صوره هذا البيت. 4 - إن آيات القرآن الكريم توضح أن البشرية قد أوقعها الشيطان في قتل الأطفال ذكوراً وإناثاً، تحت عدة ذرائع ومبررات كالفقر أو خوفه أو لأجل العار أو غيره مما وصفه الله بأنه سفه، وبلا علم، يوضح هذا: أ- قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أولاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ ﴾ [الأنعام: 137]. ب- وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام:151]. ج- وقوله سبحانه: ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أولاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام:140]. د- وقوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أولادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم ﴾ [الإسراء:31]. تعقيباً على توهيم وقائع وأد البنات. هـ- وقوله سبحانه في شأن مبايعة نبيه عليه الصلاة والسلام للنساء: ﴿ أَن لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أولادَهُنَّ ﴾ [الممتحنة:12]. ومع ذلك التفتت آيات القرآن الكريم إلى نوع من القتل كانت بعض القبائل العرب أكثر تمادياً فيه وأعظم إيغالاً، ألا وهو قتل البنات سخطاً بمولدهن لاعتباراتٍ جاهلية، فبين الله أن منَ قتلهنَّ سيحاسب يوم الجزاء، وذلك قوله سبحانه توبيخاً للقتلة: ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير:الآيتين:8، 9] وهذه الآية صريحة في أن البنات هُنَّ من قتل بهذه الطريقة، وهي الوأد، وذلك بدفن البنت وهي حيَّةٌ في التراب حتى الموت، سُميت بذلك أي موءودة لما يُطرح عليها من التراب، فيؤودُها، أي: يُثقِلُها حتى تموت، ومنه قوله تعالى: ﴿ ولا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾ أي: لا يُثْقِلُهُ.
اعتاد الناس بقول كلمة بالرفاه والبنين للعروسين الجديدين وكما يعتقد البعض أن معنى هذه الدعوة بالرفاهية والخلف الصالح لاكن للكلمة معانِِ أُخرى فإليكم معني كلمة بالرفاه والبنين وحكم قولها وماذا يقول المُسلم عند التهنئة بالزواج؟. من الناحية الشرعية, فهل تجوز التهنئة بهذه العبارة أم لا؟ حكم قول بالرفاه والبنين انتشرت في الآونة الأخيرة جملة بالرفاه و البنين عِنـد المباركة بالزواج و لا يعلم الناس ماهي حقيقتـها وهذه الجملة من المناهي اللفظية من مطويّة قام على مراجعتها الشيخ العلامة/ محمد بن عثيمين رحمه الله والشيخ العلامة/ بكر أبو زيد رحمه الله "لقد شاع بين الناس تهنئة العروسين ليلة الزفاف بقولهم ( بالرفاه والبنين) وتٌكتب هذه العبارة في بطاقات الدعوة لحضور حفلات الزواج وفي عبارات التهاني التي تٌكتب في الصحف والمجلات، ونسمعها عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. ويجب أن نلفت الانتباه أن هذه التهنئة من عادات الجاهلية الأولى وقد ردَّ الإسلام عاداتهم وتحياتهم وتهنئاتهم" معنى بالرفاه والبنين؟ معنى بالرفاه أي: المقاربة والالتئام وهذا لا إشكال فيه ،ولكن المشكلة تكمٌن في كلمة البنين لأن العرب في الجاهلية تكره البنات حيث كانوا يدفنون البنات وهنّ أحياء (وأد البنات) خشية الفقر والعار قال الله تعالى [( وإذا الموءودة سئلت – بأي ذنب قتلت)] سورة التكوير -لذا أبطـل الإسلام هذه التهنِئة ونهى عنها وجاء بأحسَن مِنها وهِي قول: إقرأ أيضا: أفضل دعاء للميت [ بارك الله لكما ، وبارك عليكما ، وجمع بينكما في خير] وهي دعوة صالحة للعروسين بإذن الله تعالى.
وقد قال الإمام النووي في كتاب الأذكار: ( ويُكره أن يُقال له بالرَّفاء والبنين). وقال أيضا يُكره أن يُقال للمتزوّج: بالرِّفاءِ والبنينَ ، وإنما يُقال له: باركَ اللّه لك وباركَ عليك. وقال الشيخ الألباني رحمه الله: ولا يقول: " بالرفاء والبنين " كما يفعل الذين لا يعلمون! فإنه من عمل الجاهلية ، وقد نُهِي عنه في أحاديث ، منها: عن الحسن أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة مِن جُشَم فدخل عليه القوم فقالوا: بالرفاء والبنين ، فقال: لا تفعلوا ذلك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك. قالوا: فما نقول يا أبا زيد ؟ قال: قولوا: بارك الله لكم وبارك عليكم. إنا كذلك كنا نُؤمَر إقرأ أيضا: ما هو كتاب شمس المعارف الكبرى ومن مؤلفه؟ وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: يهنئون بالبنين سَلَفًا وتعجيـلاً. ولا ينبغـي التهنئـة بالإبن دون البنت ، وهذه سُنَّة الجاهلية ، وهذا سِرّ النهي. أسأل الله المولى الكريم أن يوفِّقَنا جميعاً لـكُل ما يُحِبُّه ويرضاه إنّه سميع مٌجيب الدعوات وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.