5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة. 6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله صلى الله عليه وسلم: ( المرأة لآخر أزواجها) – سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني. ولقول حذيفة – رضي الله عنه – لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة).
المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي: 1 إما أن تموت قبل أن تتزوج. 2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر. 3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة – والعياذ بالله – 4- إما أن تموت بعد زواجها. 5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت. 6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره. هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة: 1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما في الجنة أعزب) – أخرجه مسلم – قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج. 2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة. 3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم. 4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.
[٢] [٢١] وقال البعض إنَّ الرِّجال أكثر، واحتجّوا بقول الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ) ، [٢٢] ويُرَدُّ على ذلك بأنَّه لا يوجد تلازمٌ بين أقلِّ عدد في الجنَّة وأكثر عددٍ في النِّار؛ أي إنَّ وجود عددٍ أكبر للنِّساء في النَّار لا يَستوجب بالضَّرورة أن يَكنَّ أقلَّ عدداً في الجنَّة، فهُما أمران مُنفكّان ليس بينهما تلازم، وبهذا قال ابن حجر العسقلاني، ومن خلال الجمع بين الحديثين السَّابقين يَتبيَّن أنَّ النِّساء أكثر عدداً من الرِّجال في كلٍّ من الجنَّة والنَّار. [٢١] وقال بعضهم إنَّ الجمع بين الحديثين يدلُّ على أنَّ أكثر أهل الجنَّة من النِّساء بسبب احتساب الحُور العين معَهن، إذ إنَّ الرِّجال في الجنَّة يُعطون حُوريّتين لكلٍّ واحدٍ منهم، بالإضافة إلى أهله من نساء الدُّنيا، فبهذا يكون جنس النِّساء أكثرَ عدداً في الجنِِّة بشكلٍ عام، أمَّا بالنِّسبة لنساء أهل الدُّنيا فيها فيكُنَّ أقلُّ عدداً من الرِّجال. [٢٣] [٢٤] وأمَّا القُرطبي فقد وفَّق بين الحديثين السَّابقين بقوله: إنَّ النِّساء يكُنَّ أكثر أهل النَّار قبل حدوث الشَّفاعة ، ولكن بعد أن يَشفع الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأمَّته لا يبقى أحدٌ من العُصاة المُوحِّدين في النَّار، وبذلك تكون النِّساء أكثرَ أهل الجنَّة.