دعونا نُلقي الضوء على أكبر تجمع مائي في منطقة الخليج العربي كُلها وهي بحيرة الاصفر في مدينة الاحساء Asfar Lake التي تكونت بفعل بقايا مياة الأمطار الغزيرة لتصنع مشهداً بديعاً للمياة وسط الصحراء يجلب إليه الزوّار من داخل المملكة وخارجها. يبلغ طول بحيرة الأصفر حوالي 25 كيلو متراً ويتجمع حولها النباتات الصحراوية والحشائش لتزيد من جمال مشهدها، وتُعد هذه البحيرة مزاراً لمُحبي الطبيعة والاسترخاء بين أحضانها خاصة وأن منطقة البحيرة تجمع بين مقومات ثلاث للطبيعة هي الماء، الصحراء والخضرة وهي بذلك واحدة من أهم معالم الاحساء السياحية. أنشطة يُمكنك القيام بها في بحيرة الاصفر بالاحساء • المكوث بين أحضان الطبيعة الساحرة لمنطقة بحيرة الاصفر ستكون من التجارب التي لا تُنسى بالنسبة لك، يُمكنك الاستمتاع بمنظر البحيرة الصافي المُحاط برمال الصحراء الناعمة والاسترخاء قليلاً وسط سحر الطبيعة. بحيرة الاصفر الاحساء. • ولتكتمل رحلة التأمل في أحضان الطبيعة يُمكنك مُراقبة الأسماك التي تسكن بحيرة الأصفر، أو مُراقبة أنواع الطيور التي تسكن البحيرة أو تلك التي تُحلق فوقها خاصةً وأن بحيرة الاصفر تُعتبر محطة استراحة للطيور المُهاجرة فقد تكون فرصة لمشاهدة أنواع جديدة من الطيور.
مقومات سياحية وأظهر "أحمد الوصالي" -مدير الشؤون الأمنية في محافظة الاحساء- انبهاره الشديد من الطبيعة التي تتمتع بها "بحيرة الأصفر"، مؤكداً على أنّ الأحساء تتمتع بمقومات سياحية عديدة، ستكون عنصر جذب لسياح الداخل والخارج إذا ما تمت الإفادة منها. الزميل صالح المحيسن برفقة الخبير العيسى المقومات الرائعة التي تمتلكها البحيرة دفعت "علي الحاجي" -مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالأحساء- على تقديم مقترح لإقامة "مهرجان الأصفر السياحي"، وقال: "إن نجاح إقامة مهرجان يحمل هذا المسمى أمرٌ متوقع وبقوة، بل إنّ المقومات تشير إلى نجاحه إذا ما تمت التهيئة له بجدية، مع وجود الرغبة ستكون كلها عناصر تفضي إلى النجاح"، لافتاً إلى أنّ الهيئة العامة للسياحة والآثار تقدم الدعم المادي والمعنوي لمثل هذه الفعاليات التي تحرك عجلة التنمية السياحية والاقتصادية في جميع أرجاء الوطن، فيما أضاف الباحث "م. عبدالله الشايب" -مدير جمعية علوم العمران- أنّ من شأن قيام مثل هذا المهرجان أن يعرّف أبناء المملكة ب"بحيرة الأصفر"، ويجذب إليها مزيداً من السياح.
تشهد بحيرة الأصفر بالأحساء حراكًا كبيرًا ونشاطًا، بعد أن أدرجتها الهيئة السعودية للسياحة ضمن التجارب السياحية المميزة في موسم "شتاء السعودية" الذي يتوزع بين 17 وجهة سياحية بالمملكة، ويقدم أكثر من 300 تجربة وباقة سياحية متنوعة، عبر 200 شركة من قطاع الأعمال المرتبط بالسياحة. وتُعتبر البحيرة محمية طبيعية على مساحة 326 مليون متر مربع؛ بما يسهم في دعم برامج المحافظة على واحة الأحساء الخضراء المعتمدة لدى منظمة اليونيسكو، ويؤكد ما تذخر به المملكة من وجهات سياحية جديرة بالاكتشاف والمغامرة، وغنية بالتراث والثقافة، والتنوع الطبيعي والمناخي الكبير. تتعدد ألوان وتنوعات الطبيعة داخل أو حول البحيرة، ومساحات خضراء تشمل أشجارًا ونباتات صحراوية، وطيورًا مستوطنة أو مهاجرة، وحياة فطرية ثرية ومتنوعة، مع مقومات جذب سياحي إضافية، صُنعت منها وجهة مفضلة للسائح المحلي أولًا، ثم السائح القادم من خارج الأحساء برفقة مرشدين سياحيين. تتواجد البحيرة بين كثبان رمال ناعمة، تسمح بإقامة برامج وأنشطة مخصصة للعائلات، وتجربة سياحية فريدة لكافة فئات المجتمع؛ كأحد الدلالات على تنوع أدوات ومكتنزات السياحة في المملكة، فأسماك بحيرة الأصفر الموجودة داخل صحراء تختصر بطريقة ما معنى "تنوع" سياحي.